افتتاحية - «كرستيان سيانس مونيتور»
ان المرشحين لمنصب الرئيس الذين قطعوا الوعود بالحد من ظاهرة الفساد، مثل السيد ناييب بوكيلي في انتخابات السلفادور، يعكسون المطالب المتنامية للمواطنين بضرورة ايجاد حكومة نزيهة.
تعد السلفادور البلد الاصغر حجما في اميركا اللاتينية، وعلى الرغم من هذا الامر فان الانتخابات الرئاسية التي عقدتها البلاد في الثالث من الشهر الجاري تعد بنتائج كبيرة. ومن المحتمل ان يصبح المرشح الرئيس في السباق، ناييب بوكيلي، السياسي التالي في المنطقة الذي يفوز بالمنصب عن طريق ركوب موجة المطالب الشعبية بايجاد حكومة نزيهة. وقد اظهر استطلاع حديث لاراء الاميركيين اللاتينيين ان سبعين بالمئة من المشاركين يقولون ان بمقدور الناس العاديين ان يصنعوا فارقا في مكافحة الفساد، وهو توجه انعكس في الانتخابات الاخيرة التي جرت في المكسيك والبرازيل وبقاع اخرى. وعندما شغل منصب عمدة عاصمة السلفادور، سعى السيد بوكيلي الى التعبير عن الامل الشعبي المتزايد بتحقيق الشفافية والمساءلة في الحكومة.
لقد قام موظف العلاقات العامة السابق بتزيين سان سلفادور بشعارات من امثال «الافكار الجديدة لا تقهر». وحاول ان يخلص الاسواق المحلية من العصابات سيئة السمعة في العاصمة. والاهم من هذا كله، سعى الى حل مشكلة الفارق الكبير ما بين الاغنياء والفقراء في البلاد. وقال في غالب الاحيان انك اذا عرفت جيرانك فلن يحاول احدكما قتل الاخر. ويتمثل التعهد الاكثر شعبية له كمرشح رئاسي في ان يدعو الامم المتحدة الى اقامة هيئة تحقيق خاصة في السلفادور. وسيكون انموذجها قائما على لجان مكافحة فساد شبيهة في غواتيمالا وهندوراس والتي حققت قدرا ما من النجاح. لقد احرزت البلاد بالفعل بعض التقدم فيما يخص مكافحة اللصوص والمتهمين بالسرقات ممن كانوا يشغلون مناصب عليا. اذ ان ثلاثة من اصل ستة رؤساء سابقين قد خضعوا للتحقيق على خلفية قضايا اختلاس واحتيال.
ان النصر الذي يحققه بوكيلي سيؤدي كذلك الى تغيير خارطة السياسة التقليدية في السلفادور. اذ سيكون اول رئيس لا ينتمي الى احد الحزبين التقليديين. وعلى الرغم من انه كان سابقا عضوا في الحزب اليساري الرئيس، الا انه يرشح نفسه على لائحة حزب معتدل يميني صغير يدعى التحالف الكبير من اجل الوحدة الوطنية او ما يعرف اختصارا بكلمة غانا التي تعني الفوز في اللغة الاسبانية. لقد قطع وعودا جريئة فيما يخص الانفاق العام لا سيما على البنية التحتية بناء على فكرة مؤداها ان الحد من انتشار الفساد سيتيح فائضا من ايرادات الضرائب المحصلة. ويتمثل شعاره في العبارات التالية: سيتوفر من دون شك مال يكفي الجميع على شرط الا يقترف احدهم جرم السرقة.
ان فوز بوكيلي سيتردد صداه بلا ريب في الولايات المتحدة. اذ ان نحو ربع مواطني السلفادور يعيشون في الولايات المتحدة. وتشكل حوالاتهم المالية ما يقرب من خمس الاقتصاد السلفادوري. ومن الجدير بالذكر ان الالوف من السلفادوريين انضموا قبل فترة وجيزة الى القوافل التي تخوض محاولة خطرة من اجل الوصول الى الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، تملك العصابات سيئة السمعة في السلفادور، والتي تغذي الفساد، اتباعا واياد طويلة داخل الولايات المتحدة.
ان الجدل الحقيقي في الولايات المتحدة حول أمن الحدود لا بد ان يدور حول تقديم الدعم للاساليب التي تسهم في التصدي للفساد في اميركا الوسطى. بمقدورنا ان نجد «الجدار» الافضل لمنع تدفق المهاجرين في مرشحين من امثال بوكيلي، الذين يعتمدون في حملاتهم على لفت انظار المواطنين الى فكرة ان النزاهة يمكن ان تكون صفة اعتيادية تتحلى بها الحكومة.