عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-May-2020

أشخاص يتسلحون بالتفاؤل والإيجابية في مواجهة أزمة “كورونا”

 

ربى الرياحي
 
عمان –الغد-  لم تكن أزمة كورونا التي نختبر قوتها وشراستها، تجربة يمكن تجاوزها بيسر وسهولة، إنما فرضت نفسها بتغيير كبير على كافة الأنماط الحياتية، وزادت من حدة الخوف والقلق على مستقبل ضبابي غير واضح المعالم.
ولكن، ووسط كل هذه الظلمة وما يشوب الحياة من تفاصيل لا تخلو من الخوف بسبب جائحة أثرت سلبيا على معظم الناس، والتشاؤم الذي يغلف الأجواء، إلا أن هنالك من يرى خيطا من النور، يعطيه شعورا بالتفاؤل والأمل القادم، بحياة ستكون أفضل.
ذلك التفاؤل، منحهم قوة كبيرة، ظهرت واضحة من خلال عبارات ايجابية ومؤثرة يبثونها بين أفراد عائلاتهم، أو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مفادها أن القادم سيكون أجمل، وسنعود كما كنا، وسنستطيع تخطي الأزمة بخير وسلام.
الحاجة كبيرة للتفاؤل والإيجابية والتيقن بأن هذه الفترة ستمر حتى وإن طالت.. هذا تماما ما يؤمن به أفراد قرروا ألا يستسلموا، مهما كانت الأخبار مقلقة ومحبطة وتدعو للتشاؤم والخوف من القادم.
هؤلاء ما يزالون يرون أن هناك أشياء جميلة في انتظارهم، وأن الشمس ستشرق حتما، وستتلاشى كل تلك الضبابية الملازمة لفيروس كورونا وتبعاته الممتدة، والتي فرضت الكثير من القيود على الناس من أجل حمايتهم.
والجميع في هذه الأزمة يبحثون عما يطمئنهم، ولو بكلمة، كذلك من يساندهم ويدعمهم ويخبرهم أن كل شيء سيمر على خير، وأن الحياة ستعود كما كانت.
انحيازها الدائم للفرح وقرارها باتخاذ التفاؤل كقوة تمنحها التحدي، والنظر إلى الحياة من زاويتها المشرقة فقط، هما سببان يساعدان العشرينية أمنية إبراهيم على أن تبث الأمل في كل مكان.
هي ولأنها شخصية متفائلة بطبيعتها تحاول باستمرار أن تكون مصدر سعادة لنفسها ولغيرها، وذلك من خلال طريقتها في التعاطي مع الأحداث والأخبار، تقول: صحيح أن كل ما يجري حولنا اليوم جديد علينا.. ويعتبر غريبا بالنسبة لنا ربما أيضا مخيف، ويتطلب منا الحذر والالتزام، لكننا قادرون على تخطيه وتجاوزه.
وتبين أنها تهتم كثيرا بنقل تلك الروح الإيجابية إلى محيطها، وخاصة صديقاتها اللاتي بدأن يشعرن باليأس والخوف الشديد مؤخرا.
هي تقدر حالتهن النفسية ما يجعلها قريبة منهن أكثر من أي وقت مضى، فتدعمهن بكلماتها المحفزة والباعثة على الحياة، وأنه ما يزال هناك متسع للفرح ولأشياء أخرى جميلة تستحق أن تعاش، ولن تبددها صعوبة الظروف الحالية.
أما علياء محمود، وهي أم لثلاثة أطفال تؤمن بأن الحياة تخبئ لهم في جيوبها الخير الكثير، وأن اليأس ليس له وجود مطلقا بينهم، هذه الرؤية المتفائلة تدفعها لأن تكون ملجأ حقيقيا لكل الخائفين والمهمومين، ولأولئك الذين فقدوا ثقتهم تقريبا بالقادم وأصبح بالنسبة لهم غير مضمون نهائيا.
هي وبكل القوة التي تختزلها داخلها قادرة على تحويل لحظات القلق والتوتر إلى لحظات أمان يملؤها التفاؤل. احتضانها لكل من حولها والتربيت على قلوبهم بحب يقويها كما يمدها بالإصرار. علياء تنظر للأيام القادمة بإيجابية وأمل، وهذا تماما ما تحاول غرسه في نفوس أطفالها وزوجها ووالديها وإخوتها وكل من يعرفها.
يقينها الكبير بأن كل ما يحدث هو سحابة صيف ستزول، يعطيها الدافع لكي تظل مبتسمة قوية، وكلها ثقة بأن هناك غد أجمل في انتظارهم جميعا.
الطالبة الجامعية رهف، والتي لم تمنعها أزمة كورونا من أن تفقد فرحتها بالتخرج تقول، اجتهادها الدائم وحرصها على متابعة دروسها حتى لو عن بعد، وإلتزامها بتقديم الامتحانات والأبحاث كل ذلك من أجل أن تحصل على شهادتها، وتتوج تعب كل تلك السنين وتكون سببا في فرحة والديها بعد أن تمر كل الأحداث الصعبة، وينجح الجميع في التغلب على الأزمة والخروج منها بسلام.
وتبين أن قسوة الأزمة وما يرافقها من أخبار مقلقة، لم تضعف من تفاؤلها وحماسها بل على العكس رأت أن تبث كل ما تحمله من مشاعر إيجابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا صفحتها على الفيسبوك، وذلك بكتابتها لعبارات فيها الكثير من الأمل والثقة والفرح لكونها تجزم بأن أحوج ما يكون إليه الناس اليوم هو الدعم والمساندة.
ويرى الأخصائي النفسي الدكتور موسى مطارنة أن الأشخاص الإيجابيين لديهم قدرة كبيرة جدا على بث روح الأمل والتفاؤل في محيطهم، ويزداد ذلك في الظروف الصعبة والاستثنائية، والتي تتطلب دعم وقوة، ليتم تجاوز كل المشكلات بأقل خسارة ممكنة، وبدون أن ينعكس ذلك سلبيا على نفسية الناس.
ويضيف، أزمة كورونا والتأثر النفسي الذي صاحبها وما سببته من تغيير كبير في نمط الحياة كل ذلك يحتم ضرورة وجود أشخاص يصرون على رؤية القادم بعيون حالمة تنظر إلى النصف الممتلئ من الكأس لا تعترف بالسوداوية، لافتا إلى أن دورهم المهم في مساندة من حولهم والتخفيف عليهم، مع التركيز على كل ما هو إيجابي، ويدعو للفرح، كلها طرق تهدف إلى رفع المعنويات وتحقيق الاستقرار النفسي للجميع.
ويبين أن الأزمة بالرغم من قسوتها وما تبعها من إحباط وقلق وخوف وترقب ومشاكل أسرية، إلا أنها علمت الناس الكثير، وقربت الناس من بعضهم، وخاصة داخل الأسرة الواحدة، كما أنها أوجدت لغة الحوار ومنحت الآباء فرصة لفهم أبنائهم والعكس أيضا.
ويرى مطارنة أن تعامل الأشخاص الإيجابيين بوعي مع الأزمة، وتمكنهم من تبسيطها يسهم كثيرا في خلق الطمأنينة بين الناس ويمدهم أيضا بالقوة لكي يتحملوا ويستطيعوا الوصول إلى بر الأمان.
ويؤكد على أن دور الشخصيات الإيجابية لم يقف عند هذا الحد، بل كان لهم مشاركة فعالة في الأعمال التطوعية، وتقديم المساعدة لمن يحتاجها بالإضافة إلى تأثيرهم الإيجابي الواضح، والذي ظهر جليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا في الفترة الأخيرة.