عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Aug-2019

جبل نيبو ... قداسة تاريخية وإطلالة على القدس المحتلة

 

عمان - الدستور -جبل نيبو هو أحد أهم المواقع التاريخية والجغرافية في الأردن، يرتفع عن سطح البحر 817 مترا ويبعد عن عمان حوالي واحد وأربعين كيلومتراً، وأقرب محافظة أردنية لجبل نيبو هي محافظة مادبا، وهو مطل على البحر الميت، ويستطيع أي شخص عند الصعود إلى قمته أن يشاهد أراضي فلسطين تحديداً قبة الصخرة، فهو يُعدّ مكاناً جيّداً للمراقبة، لأنه يعلو عن سطح الأرض بحدود ستمائة وثمانين متراً، وقد تمت تسميته بهذا الاسم نسبة إلى إله التجارة لدى البابليين؛ حيث كانت القوافل التجارية تمر من خلاله إلى فلسطين.
«نبو» في نقوش ميشع
وتذكر مسلة ملك مؤاب «ميشع» مدينة نبو والحروب التي دارت على ذلك الجبل، ومنذ ذلك الوقت هجرت المدينة وفي القرن الرابع عندما وصلتها قبيلة بدوية مسيحية بنت فيها كنيسة وعادت المدينة وازدهرت في القرن السادس.
اسم المدينة مذكور في العهد القديم هكذا: «اصعد إلى جبل عباريم، هذا جبل نبو الذي في أرض موآب الذي قباله أريحا».
وتدل الدراسات التاريخية على ان جبل نيبو آهل بالسكان منذ اقدم العصور بوجود الحجارة الدائرية الضخمة والدلمن والانصاب والعديد من قطع الصوان المصنعة حيث تم تشييد كنيسة تحمل اسم النبي موسى لا تزال موجودة للآن وتقام فيها باستمرار المراسم الدينية المتعددة.
 موقع مقدس
وجبل نيبو ليس مقدّسا لدى الديانة المسيحية فقط، بل هو مقدس أيضاً للديانة الإسلامية،  لذات المعتقد والتفصيل كالتالي: عند المسلمين: هو مهم عندهم بخصوص وفاة سيدنا موسى عليه السلام وقصة قبض روحه من قبل ملك الموت، فقد جاء في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن قبر موسى عليه السلام هو عند الكثيب الأحمر، ويؤكد المسلمون بأن المقصود بالكثيب الأحمر هو جبل نيبو، لذلك فإن هذا المكان له قدسية لدى المسلمين كونه يحتوي على قبر سيدنا موسى عليه السلام.
ويرد في صحيح مسلم، حدثني محمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال : أخبرنا، وقال ابن رافع، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال : «أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام، فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ، فَفَقَأَ عَيْنَهُ، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، فَقَالَ : أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، قَالَ، فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ، وَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ : يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ، قَالَ : أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَهْ ؟ قَالَ : ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ : فَالْآنَ، فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ، لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، تَحْتَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ «  ويؤمن المسيحيون بأن سيدنا موسى عليه السلام رأى الأرض التي وعده الله بها وهو واقف على جبل نيبو؛ حيث وقف مع قومه ورأى الأرض، ثم يعتقدون أيضاً بأنه قد توفي في هذه الأرض ودفن فيها، وتقديساً لهذا المكان، ولهذا المعتقد، تمّ بناء مجمع من الكنائس، وقبور، ولوحات فسيفسائية، ومعبد وهو يُعتبر كمقام لسيّدنا موسى عليه السلام.
السياحة في «نيبو»
وتقول كتب التاريخ ان الفضل الكبير في اكتشاف المكان وبيان اهميته يعود الى زائرين للموقع وكتبا ما شاهداه عنه، وكان ذلك توثيقا تاريخيا للمكان وهما الحاجة ايجيريا التي جاءت من اوروبا في نهاية القرن الرابع الميلادي والاسقف بطرس الايبيري الذي جاء من فلسطين في القرن الخامس الميلادي حيث زارا هذا الجبل الذي يقوم المعهد الفرنسيسكاني للاثار التابع لحراسة الاراضي المقدسة بأعمال حفريات وصيانة فنية وعمرانية على الاثار القائمة هناك منذ عام 1933 وللان. اما بلدة المخيط القريبة من جبل نيبو والتي كانوا يسمونها قرية نبو، فأقيمت على السفح الجنوبي للجبل الذي يرتفع عن سطح البحر 790 مترا، وتحتوي على ثلاث كنائس اثرية هامة هي كنيسة القديس جورج التي بنيت عام م536 وكنيسة لوط وكنيسة اموص وكاسيسو القائمة وسط منازل القرية البيزنطية وعلى المنحدرات الشرقية للجبل. وبجانب هذه المناطق تقع منطقة عيون موسى وتتميز بجماليتها التي تشاهد من اعلى الجبل، والتي كانت تشتهر بمياهها العذبة التي كانت تسقي منذ عام 1931 مدينة مادبا كلها عندما كانت البلدية هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن توزيع وجباية اثمان المياه. واقيم في جبل نيبو متحف يحتوي على أهم محتويات الموقع الديني الأثري ومرافق عامة ومواقف خاصة بحافلات النقل السياحي ومهبط طائرات وعلى جانبي الطريق الواصل من مدينة مادبا الى الموقع أسواق شعبية للحرف اليدوية والمنتوجات السياحية كخطوة لتشجيع السائح للتسوق من الاماكن السياحية والاثرية التي يزورها في المحافظة بدلا من اعتماده على اسواق اخرى خارج المدينة.