ونشرت وسيلة إعلام مادّة تحت عنوان "... تفتح تحقيقاً بادعاء طالبة ابتزازها من مُدرس"، مرفقة صورة لرجل مجهول الهويّة تظهر ملامحه كاملة ويقوم بإغلاق بابٍ حديديّ.
ولم تُشِر المادة إلى هُويّة الرجل أو مكان التقاط الصورة، في الوقت الذي تتحدث فيه عن ابتزاز طالبةٍ من قبل أحد أعضاء الهيئة التدريسيّة في إحدى الجامعات، إذ تبيَّن لـ"أكيد" أن عضو هيئة التدريس المقصود بالخبر هو "مؤنث"، ما ينفي علاقة الرجل الظاهر بالصورة بمضمون المادّة.
ويقول الأستاذ يحيى شقير، المستشار الإعلامي في الأخلاقيّات والتشريعات الإعلاميّة لـ"أكيد"، إنَّ وسيلة الإعلام أخطأت باستخدام الصورة، حتى لو كانت أرشيفيّة، إذ قامت بنشر صورة أحد العاملين بالجامعة والذي لا علاقة له بالحادثة.
ويشير إلى أنَّ الصورة تسمح للشخص الظاهر بها بمقاضاة الوسيلة الإعلاميّة التي استخدمتها في غير مكانها.
ويشير "أكيد" إلى أنَّ الصورة نفسها استُخدمت في مواضع إخباريّة عدّة، منها "تحديد تاريخ بداية العام الجامعي بالأردن"، "عاجل: الجامعة الأردنية: اقرار ناجح - راسب اختياري".
ورصد "أكيد" موادّ أخرى حملت صوراً غير مرتبطة بمضمون الخبر، نذكر منها ما نشرته وسيلة إعلام تحت عنوان "15 قتيلاً في هجوم على قرية للسكان الأصليين بالمكسيك"، إذ أرفقت مع الخبر صورة مواطنين يقفون على رصيف إحدى الشوارع ويرتدون كمّامات.
وجاءت مادّة تحت عنوان " مطارات تونس تعود للحياة.. والتصنيف الملون يحدد 'من يسافر'" مرفَقَةً بصورة شاطئٍ وبحر دون أن تُظهِر الصورة أيّة ملامح أخرى دالّة على المنظر السياحي في تونس.
وفي مخالفة مهنيّة لمعايير استخدام الصور في وسائل إعلام، أشار "أكيد" في تقريرٍ سابق إلى قيام وسيلة إعلام محليّة بنَش�'ر أسماء طلبةٍ من إحدى دول جنوب شرق آسيا يدرسون في إحدى الجامعات الأردنيّة، وذلك بعد أن تكفّل أردنيٌّ بدَف�'ع رسومِهم، دون مراعاة للخصوصيّة الفرديّة، واحترام الحياة الشخصيّة، وسرّية الأمور الخاصّة بالأفراد.
ويذكّر "أكيد" بالمعايير التي تحقٌّق مصداقية التغطية الصحافية، بما يَحُول دون ارتكاب الأخطاء، ومنها الإشارة بوضوح الى تاريخ وصفة ومصدر الصور والفيديوهات (هل هي صور أرشيفيّة او تعبيرية أو مرتبطة بالحدث)، لتجنُّب إلحاق الضرر بالأشخاص الظاهرين في الصّور إن كان لا علاقة لهم بها.