الدستور- الرئيس الامريكي دونالد ترامب لا تحكمه قوانين ولا اعراف ولا بروتوكولات ،ولا اية ضوابط اخلاقية او منطقية او انسانية ،لا يختلف عن اي مخلوق هائم على وجهه فاقد للبوصلة ،يسير في جميع الاتجاهات ويتصرف بشكل غوغائي ،ويتخذ قرارات ومواقف متسرعة غير مدروسة وغير منطقية وليست واقعية ولا منطقية،ومنذ وصوله الى البيت الابيض قبل ثلاث سنوات وحتى الان لم يتخذ قرارا واحدا متوازنا او متزنا لا على الصعيد السياسي ولا الاقتصادي ولا العسكري.
اعلان وزير خارجية ترامب بإيعاز مباشر من الاخير ،اعتبار المستوطنات الصهيونية في اراضي دولة فلسطين المحتلة شرعية وقانونية ،ودعوة غرينبلات اعتبار المستوطنات مدنا اسرائيلية ،يعني ان ادارة ترامب لا تعتبر الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 اراض محتلة ،وانما اراض اسرائيلية ،ولا وجود للجغرافيا الفلسطينية ولا للشعب الفلسطيني ،وانها الغت صفة الاحتلال عن الكيان الصهيوني بصفته جهة تحتل اراضي الغير بالقوة ،وفي نفس الوقت الغت صفة الاحتلال عن تلك الاراضي المحتلة ،وانها شرعنت وقوننت الاحتلال كما فعلت مع الاستيطان والقدس والجولان .
ترامب الاجوف الفارغ تماما من اية مضامين جدية او شرعية وقانونية او اخلاقية وانسانية ،اصبح فاقدا للاهلية لانه غير قادر على التوازن ويتخذ قرارات جنونية ،مطلوب من المؤسسات الامريكية صانعة القرار في الولايات المتحدة الامريكية وضع حد لجنون هذا الرجل ،واعفاءه من مهامه لانه لم يعد باستطاعته السيطرة على نفسه .
الموقف الامريكي الذي اصبح واقعا معلنا ،كان قبل اشهر تهديدا امريكيا للضغط على القيادة الفلسطينية من جهة ،وورقة داعمة لنتنياهو في الانتخابات الصهيونية من جهة اخرى ،هذا الموقف المعادي تماما للشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته ،المنقلب على الشرعية الدولية ،يمهد لضم الاراضي المحتلة المقامة عليها تلك المستوطنات واعلانها خاضعة للقوانين والسيادة الاحتلالية في فترة لاحقة ،وبكل تأكيد سيتبع ذلك ضم كامل الضفة الغربية واتباعها للسيادة الصهيونية ،لكن هكذا مواقف وقرارات لا قيمة لها ولا اهمية ،لانها مرفوضة فلسطيتيا وعربيا ودوليا ،وترفضها الشرعية الدولية ،وعلى رأس الرافضين لها روسيا والاتحاد الاوروبي وجميع دول العالم الاخرى .
جميع القرارات والمواقف المتعلقة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي والقضية والاراضي الفلسطينية المحتلة ، تأخذ شرعيتها وقانونيتها اولا واخيرا من الشعب الفلسطيني وقيادته فقط لاغير ،وليس ترامب وبومبيو وغرينبلات وكوشنير وبولتون وفريدمان ،هذه الطغمة المستوطنة ،من يقررون مصير الاراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني ،هؤلاء شلّة زعران يتمردون على الشرعية والقوانين الدولية ،ويعتدون بالاستقواء على حقوق الشعوب المقهورة الواقعة تحت الاحتلال .
العالم اجمع يرفض الاستيطان ويعارضه ،ويعتبره غير شرعي وغير قانوني ،وقد اكدت دول العالم هذا الموقف مرارا وتكرارا في مجلس الامن الدولي والجمعية العمومية في عدة قرارات ومواقف ،ولن يكون مصير موقف ترامب وزمرته الصهيونية من الاستيطان، افضل حالا من مصير موقفه من الاونروا والصفعة العالمية التي تلقاها على وجهه القبيح والبشع.
موقف ترامب وزمرته المتصهينة ،يواجه رفضا ومعارضة امريكية داخلية ،كما يواجه رفضا دوليا ،لكن موقف الشعب والمؤسسات الامريكية من سلوك ترامب المتهور يجب ان يكون اكثر قوة لانقاذ بلادهم من جنون هذا المخلوق الغريب العجيب.