عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Dec-2019

الخلاف بين الجيش والمخابرات بشأن غزة - يوسي يهوشع

 

يديعوت أحرنوت
 
تسوية أم تفويت فرصة: ثلاث سنوات وثمانية أشهر ضيعت إسرائيل بعد حملة الجرف الصامد ولم تستغل الفرصة الاستراتيجية التي نشأت بعد الحرب مع حماس كي تدفع إلى الأمام بتسوية تحقق هدوءا طويل المدى في الجنوب. غير أنه في حينه، في آذار (مارس) 2018، بدأت المواجهات على الجدار ومعها جولات القتال واطلاق النار. والآن، يقول رئيس الأركان افيف كوخافي بشكل حاد وواضح بانه توجد فرصة متكررة ويجب استغلالها.
يدفع الجيش الإسرائيلي عمليا بقوة القوة لخطوة التسهيلات، ولكن الشاباك – جهاز المخابرات يعارض بعضها – وأساسا ادخال عمال يعملون في البلاد. المواجهة بين الجهازين هي التي تعيق الخطوة التي يؤيدها عموم الجنرالات ذوي الصلة اضافة الى رئيس الأركان – قائد المنطقة الجنوبية اللواء هيرتسي هليفي، رئيس شعبة العمليات اللواء اهرون حليوة ومنسق أعمال المناطق اللواء كميل أبو الركن. في الجيش يخشون من أنه إذا لم تستغل نافذة الفرصة للتسوية، ستكون النتيجة معاكسة: انفجار.
أول من أمس فقط أعلنت اللجنة العليا لمسيرات العودة في غزة تبنيها لخطة العمل للعام 2020، وفي اطارها تتوقف المسيرات الأسبوعية وتجرى مسيرات في مناسبات وطنية ومرة في الشهر ابتداء من نهاية شهر آذار (مارس). وكتب في البيان انه ستجرى مسيرات الجمعة القادم (أمس) وبعد ذلك ستكرس الفترة حتى 30 من شهر آذار (مارس) للاستعداد واعداد ملف قانوني عن “جرائم الاحتلال ضد المتظاهرين”. ويدل هذا البيان على استعداد حماس لخطوة التسوية التي تتعاطى مع تصريحات رئيس الاركان كوخافي، وبموجبها فان اهتمام حماس الاساس هو لتحسين رفاهية سكان القطاع. ثمة رغبة شديدة لدى حماس في عدم تصعيد الوضع والدفع بالمسيرة إلى الأمام.
في مسألة التسهيلات لحماس يوجد الآن الجدال حول ادخال عمال ليعملوا في البلاد. في الجيش يدعون بانه يمكن اخذ مخاطرة محسوبة وادخال عمال كبار في السن دون ماض معروف من النشاط المقاوم. ويدور الحديث عن ارباب عائلات ليعملوا في الزراعة او في البناء، فيضخوا المال الى داخل غزة ويحسنوا الوضع الاقتصادي.
في الجيش يضربون مثالا عما يجري في مناطق الضفة الغربية حيث التحسن في الوضع الاقتصادي هو الذي يجلب الهدوء الامني ويدعون بانه يمكن نسخه الى غزة رويدا رويدا وبحذر.
وعلى حد قول مصادر في الجيش الإسرائيلي فان عاملا يعمل في البناء يخرج من غزة مثلا سيكسب ما لا يقل عن الفي دولار تحسن بشكل دراماتيكي وضعه ووضع عائلته ويدخل الاكسجين إلى القطاع، اما في جهاز الشاباك فيدعون بالمقابل بان ادخال العمال ينطوي على مخاطرة شديدة بالعمليات، وان حماس تعمل كل الوقت على تحريك عمليات ذات مغزى.
وتجدر الاشارة إلى أن عموم أجهزة الامن تؤيد التسوية بما في ذلك منسق الأعمال في المناطق الذي يؤيد موقف الجيش في مسألة العمال، غير أنه بينما يبدي الجيش استعدادا لاخذ مخاطرة محسوبة من اجل التقديم، في الشاباك يطلبون التصرف بشكل حذر وبطيء اكثر مما من شأنه في نهاية المطاف أن يؤدي الى تفويت آخر للفرصة الناشئة الآن.