عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-May-2019

أنقذهم من أنفسهم - شموئیل روزنر
معاریف
 
سواء كانت انتخابات أم لا (في ساعة كتابة ھذه السطور كانت ما تزال ھناك نافذة من الامل في
التغییر)، فان ھذه ھي المرة الاولى التي یدفع فیھا اللیكود ثمنا سیاسیا، بل وثمنا باھظا، على تمسكھ الثابت بالتحالف مع الاحزاب الاصولیة. حان الوقت. لسنوات طویلة واللیكود والاصولیون یسیرون یدا بید. ھذا كان دوما مجدیا للیكود، وبشكل عام مجدیا ایضا للاحزاب الاصولیة.
غیر أن معظم ناخبي الیمین لیسوا عاطفین كبارا للجمھور الاصولي وألاعیبھ. معظمھم لا یشعرون
بالراحة مع تسویة عدم التجنید التي تسمح للشباب حمر الوجنات بتدفئة مقاعد المدارس الدینیة في الوقت الذي یرتعد فیھ اخوانھم حمر الوجنات في المطر على حدود الشمال. ثمة غیر قلیل من
اللیكودیین الذین یخدم بناتھم وابناءھم الآن في المواقع المختلفة، في جبل الشیخ، او في عوفر. ثمة
الكثیر جدا من ناخبي اتحاد الیمین ممن یسیر ابناؤھم (والبنات ایضا، بشكل آخر) إثر نموذج الطیار
رافي بیرتس، ویستخفون بنموذج المتفرغ السیاسي یعقوب لیتسمان. ناخبو الیمین، مثل باقي
الناخبین، یعطون الاحترام للجنود، ولیس لشباب المدارس الدینیة.
حتى الآن لم ینشأ سبب كاف للتشكیك بحكمة الصفقة السیاسیة للیمین والاصولیین. للیمین كانت
ذریعة مریحة: الاصولیون خیر من الیساریین. لھذه الدرجة خافوا من الیسار، ففضلوا الاصولیین
علیھم.
غیر أن الیسار مات ودفن. وھو فزاعة ھزیلة، بالیة الملابس وخطرھا مزحة. ویفھم ناخبو الیمین
ھذا، حتى عندما یواصلون الھتاف لكل ضربة ینزلھا رئیس الوزراء على رأس الفزاعة. ریكلین یعرف ایضا بأن الیسار لیس حقا في اتجاه أخذ خیوط الحكم. بسموت ھو الاخر یفھم بان الیسار ھو شعار معركة، ولیس واقعا حقیقیا. یعلون لیس یسارا، لبید لیس یسارا، غباي لیس یسارا. الكل یعرف، باستثناء أنھم لا یعترفون بھذا دوما. الكل یعرف، ولكن افیغدور لیبرمان وحده فھم بأن الواقع الجدید یخلق فرصة جدیدة.
في واقع الامر، كان علینا جمیعا أن نفھم. اذا كان العرب لا یلعبون في السیاسة الاسرائیلیة، والیسار غیر ذي صلة، فان القطاع التالي في الدور للضربات ھو القطاع الاصولي. وبكلمات اخرى، لم القتال ضد قبعة القش المنتوفة للفزاعة حین یكون ممكنا القتال ضد القبعة الدینیة ذات فروة الثعلب للحاخام من غور.
لقد شخص لبیرمان، وفتحت الساحة السیاسیة لسؤال جدید: من اكثر خطرا، الاصولیون أم
الیساریون؟ ذات مرة، منذ زمن بعید، كان الجواب واضحا. الیساریون سیجلبون اوسلو آخر، انتفاضة اخرى، سیخلون مستوطنات اخرى، سیمسون بامن اسرائیل، سیستسلمون لایران، سیقدمون الاحترام لاوباما. اما الآن فقد بات واضحا أنھ لا یوجد اوسلو آخر، ولا اخلاء، ولا استسلام، ولا اوباما. الآن بات واضحا بان كل ما یستطیعھ الیسار ھو الشكوى الواھنة من الاحتجاج، استفزاز في یوم الذكرى، مقال لاذع، عریضة مفكرین. الیسار ھو خصم الامس، ویمكن التفرغ لخصم جدید. ماذا سیفعل الاصولیون – ھل سیتحالفون مع تمار زندبرغ؟ ھل سیعقدون صفقة مع لبید؟
رئیس الوزراء نتنیاھو ھو سیاسي داھیة لا یقل عن لیبرمان، ولكن ھذه المرة لم یتفرغ لیحل لغز
الواقع المتغیر. ربما لأنھ یعنى بقضایاه الشخصیة. في ظروف عادیة كان یمكنھ ان یقول لقادة
الاحزاب الاصولیة: قانون التجنید والا سأتوجھ لغانتس. في ظروف عادیة كان یمكنھ ان یقول لھم:
قانون التجنید والا فسیعود لبید الى المالیة. وكي لا یبقى مجال للشك – فقد كانوا سیتراجعون. قانون التجنید جید لھم. جید اكثر مما ینبغي. غیر انھم ھم ایضا فشلوا في قراءة الواقع، ویبدو أنھم لم ینتبھوا بأن كتفي فزاعة الیسار لم یعودا عریضین بما یكفي كي یوفرا لھم مأوى من زملائھم
منتخبي الیمین.
لیبرمان أنقذھم. انقد اللیكود من نفسھ: شيء ما من الداخل كان ینبغي أن یطلق الاشارة بان
الاستسلام المتواصل للاصولیین من شأنھ أن یكلف غالیا. لقد انقذ الاصولیین من أنفسھم: احد ما
لیس عدوا حقیقیا وضع لھم حدودا تقول لھم انكم بالغتم، اھدؤوا. علیھم ان یقولوا لھ شكرا، وان
یقبلوا بمحبة الخطوة الذكیة التي بادر الیھا، فیعید احتساب المسار.