عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Dec-2025

إلى أين سيصل نزع السلاح؟*ماهر أبو طير

 الغد

أكثر عنوان يتكرر هو نزع السلاح، من قطاع غزة إلى طهران، والذي يدقق في الاتصالات الأميركية يكتشف أن هذا مطلبها الأبرز.
 قبل أيام يقول المبعوث الأميركي للعراق مارك سافايا إن العراق قادر على لعب دور أكبر في المنطقة بشرط حل قضية السلاح الخارج عن سيطرة الدولة، وإبعاد السلاح عن السياسة.
 
 
 إشارة المبعوث هنا ليست جديدة، حيث سبقت الانتخابات العراقية ضغوطات أميركية لنزع سلاح التنظيمات الموالية لإيران في العراق، لكن الضغط اشتد بعد الانتهاء من الانتخابات العراقية، وهذا أمر كان متوقعاً، ومن المؤكد أنه سيزيد قريباً خصوصاً مطلع عام 2026.
 في قطاع غزة ولبنان وسورية واليمن والعراق وإيران، يستعملون مصطلحات مختلفة، إما نزع السلاح، أو مناطق آمنة أي بلا سلاح، لأن المهم هو تطهير جوار فلسطين المحتلة من أي أسلحة قد تهدد الاحتلال الإسرائيلي في أي توقيت، وتحديداً على صعيد الصواريخ البالستية، والصواريخ قصيرة المدى، والطائرات المسيرة. هذا يعني أن المرحلة المقبلة سوف تشهد اشتداد هذه المطالبات؛ لبنان تحت التهديد ما لم يسلم حزب الله سلاحه، وقطاع غزة تحت الذبح ما لم تسلم المقاومة سلاحها وخصوصاً الصواريخ والقاذفات ومصانعها المتبقية، فيما جنوب سورية ومناطق ثانية، ستتعرض كلها لنزع السلاح أو الاحتلال لمسافات محددة سيتم تعريفها بكونها آمنة، فيما شهدنا سابقاً تدمير كل معدات الجيش السوري السابق بعد سقوط النظام خشية من استعمالها من أي تنظيم عسكري في سورية.
 من جانب معين لا يختلف العنوان في اليمن وإيران، حيث التركيز على وقف صناعة الصواريخ، والتأكد من أن المسيرات قابلة للاستعمال ضد إسرائيل، والعنوان النووي في إيران يبقى حاضراً أيضاً، عبر التضخيم المتواصل توطئة للهجوم على إيران.
 في ظاهر الأمر يبدو الاستهداف للون الإيراني وتنظيماته في المنطقة، لكنه في العمق يعني أن إسرائيل تريد أن تحول جوارها كاملاً إلى مناطق آمنة عبر تنقية الجغرافيا أو نزع السلاح، فلا مهددات من سورية ولا لبنان ولا اليمن ولا أي مكان آخر.
برغم التفوق العسكري الإسرائيلي، فإن الأسلحة بيد كثير من هذه التنظيمات تهدد الاحتلال، وهي تعد جزءًا من التوظيف الإقليمي في حسابات الاستقرار في كل المنطقة، وإعادة رسم الخرائط.
 تأخذنا مرحلة نزع السلاح من التنظيمات إلى عدة استنتاجات، أولها أن الدول ستواجه مشاكل داخلية في حال قررت نزع سلاح أي تنظيمات لديها بما سيولد انقسامات وصراعات داخلية، كما في نموذجي العراق ولبنان تحديدًا.
 ثانيها أن مرحلة تطهير المنطقة من المهددات العسكرية قد تتحول إلى مرحلة تطهير المنطقة من المهددات السياسية أيضًا، عبر إزالة أي نظام مناوئ وعدم الاكتفاء بنزع السلاح أو دوره فيه.
 وثالثها أن منسوب التسلح في كل المنطقة، بما في ذلك الدول التي لا تستهدف إسرائيل، قد يأتيه الدور في مرحلة ما، لكن ستكون متأخرة مقارنة بخطر التنظيمات في معايير الاحتلال وحساباته الأمنية والعسكرية، وهنا تتركز المهددات على تركيا ومصر.
 رابعها أن نزع السلاح سيؤدي إلى إعادة إنتاج تنظيمات جديدة، وتحديدًا سنية وليس شيعية، في ظل مناخات الغضب على إسرائيل بما يعني أننا بالنتيجة سنكون أمام جيل جديد من التنظيمات التي تقاتل إسرائيل بمسميات وبرامج جديدة، وهذا ليس ارتدادًا لنزع السلاح بل يتقاطع مع ردة الفعل على جرائم إسرائيل في المنطقة.
 نزع السلاح عنوان مشفر لمرحلة جديدة تبدأ بالشعوب والتنظيمات، وتصل إلى الأنظمة والدول، لكنها غير مضمونة النتائج، وسيكون لها ارتدادات واسعة، ولن تقف عند حدود مصادرة الرصاص.