عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jul-2020

الشهيد العجلوني: شهادة الانتماء بالدم - الاكاديمي مروان سوداح

 

الدستور -  استشهد فراس العجلوني في حرب حزيران 1967. آنذاك، انتقم فراس لشعبنا في معاركه دفاعاً عن الأرض والعرض، وثَأَر لرفيقه موفق بدر السلطي، الذي سبقه للدار الآخرة سنة (1966)، في معركة السموع/ الخليل. حينها، في المقابر الملكية بعمّان، أقسم فراس على الانتقام لرفيقه الشهيد من العدو الصهيوني، وكان له ذلك.
 فراس سليل عائلة مناضلة. في المراجع المحكّمة، الشهيد هو ابن محمد علي العجلوني، أحد المُجاهدين في الثّورة العربيّة الكبرى، حيث شارك فيها بعد أن تخلّى عن رتبه العسكريّة في الجيش التّركي. وأخوه هو العميد مازن العجلوني، الوزير الأسبق الّذي كان ضابطاً في الجيش العربي الأردني، فكان فراس وأخوه نذراً حرّاً عسكريّاً نذره محمد العجلوني، فحقق فراس نذر والده بأن أصبح شهيد الأردن الخالد، حيث برهن على أنّ حب الوطن والإخلاص والتّضحية من أجله صفات تورث من الآباء إلى الأبناء.
  فراس هو (القاصف الأول) لمطارت العدو الصهيوني. وهو أول مَن دخل الأجواء المُحتلّة آنذاك. شهيدنا كان قد أقسم أن يكون الأول في الوصول بمقاتلته الأردنية إلى سماء الوطن المُغتصب بعصابات (أرغون؛ شتيرن؛ هاجاناه) الغربية والهتلرية والفاشية. وبرغم ذلك، اتّفق العالم «المتمدن!» على تقديم وطننا هدية لبَني جهنم مقابل تحصين الاستعمار الدولي في فلسطين، وفصلاً للعرب الآسيويين والأفارقة عن بعضهم بعضاً، جغرافياً وبشرياً واقتصادياً واتصالياً وعسكرياً الخ
 فصل العرب عن العرب «إلى أبد الدهور» كما خططوا ويخططون الآن في دوائر غربية ومؤسسات صهيون السرية واحتكاراتها الاقتصادية والتجارية، هو هدفهم الأساسي. شهيدنا فراس كان واعياً وعرّى المؤامرة الجهنمية، فكان الصقر الأول الذي واجهها بمقاتلته وشهادته بعدما حلّق في سماء الوطن المُحتل النازف، فطارده طيارو العدو المُدرّبون دولياً، إلى أن أسقطوه.
 شخصياً، أذكر المعركة الجوية عام1967 التي استشهد خلالها فراس. لقد تحدثت عنها وسائل الإعلام المحلية والعربية، وعاشت لسنوات في عقول وأحاسيس الأردنيين. في تلك الحرب واجه نسورنا البواسل طائرات العدو وأجبروها على الفرار.
 الكيان الصهيوني، ووفقاً لمصادره المُعلَنة، لم ولن يَغفر للبطل الأردني فراس جسارته بدخوله أجواء فلسطين المحتلة، والإغارة على مطار اللد وغيره، وتحديه كل الأسلحة الصهيونية والغربية الأكثر تطوراً وفتكاً، وأثبت بقوته وتصميمه إن إرادة الانسان الأردني أقوى من الغازي وسلاحه. دمّر فراس الجدران المصطنعة بيننا وبين فلسطين، وكان شهيدنا يرى أنه وإن كان العدو قد سيطر على الأرض والماء، لكن يمكننا أن نصل إلى أهلنا في الوطن المُحتل من السماء ونُلحق خسائر فادحة بأرباب المشروع الصهيوني/الدولي، تجبرهم على الهرب من كيانهم المُصطنع إلى تلك الدول التي صَدّرتهم من أراضيها إلى فلسطيننا النازفة اليوم أكثر من أي وقت مضى.