عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Feb-2019

نتـنـيـاهــــو مسـتـعــد لـهــدم البـيـت علـى ساكـنـيـه - يرون لندن

 

لم يسبق لي أبدا أن حسدت زملائي مثلما أحسد الاربعة الذين تظهر صورهم في اعلان هم لن يقرروا . 
فأنا أحسدهم رغم الخطر الكامن في ذلك. لا شك عندي أنه في رأس متزمت ما مثل يغئال عمير تنسج منذ الان مؤامرة اغتيال. في اثناء عشرات سنوات عملي في الاعلام لم انجح ابدا في أن اقول شيئا ما يخيف الحكم لدرجة ان يكلف نفسه عناء الانقضاض علي كي يمنع المواطنين من اطاعتي. 
لقد منح من فكر بالاعلان اياه زملائي من جائزة الاهم في مهنتنا الا هو الاعتراف بتأثير عملهم.
مفهوم ان الاربعة لن يقرروا شيئا. تأثيرهم ينبع من التبليغ عن حقائق تفحص تفاصيلها الشرطة بتوجيه من النيابة العامة، ومعناها يفحص في الهيئات القضائية. 
لقد جمعوا المعلومات، نقلوها الى علم الجمهور وحللوها وفقا لافضل فهمهم. وبقدر ما هو معروف لي، فان احدا لن يجرب التقرب منهم بالهدايا، السيجار والشمبانيا، الحلي وخدمات الغسيل. اما رضاهم فيستمدونه من نشر المعلومات قبل ان يضع منافسوهم ايديهم عليها. ولمعرفتي بطبيعتهم التنافسية واضح لي انه لا يحتمل اي اتفاق بينهم على نشر نبأ وعلى طبيعة ما يعطي له من تفسير. فهم فرديون جدا يبقون على الاسرار حتى تجاه أنفسهم.
لا ينطوي حسدي للأربعة على نفي لانجازات نتنياهو ولا على رفض الادعاء بأنه في بداية طريقه في الحياة السياسية على الاقل تعاطت معه معظم وسائل الاعلام بشكل معيب. 
شعرت بالاهانة مما تعرض له من اهانة بل واحتججت على ذلك في واحد من مقالاتي. 
فضلا عن ذلك، حتى الان اقدر بانه لا يسعى الى الاستمتاع اكثر من سلفيه، اولمرت وشارون، لا يخرق القانون بمنهاجية اكثر مما كان الاثنان، وليس اكثر فسادا منهما. 
وأنا قادر على ان أفهم كيف اتسع الاستياء في قلبه لدرجة انه صمم على ان يبيد النخبة القديمة وينكل بالاعلام الذي يشعر بانه يمثلها.
المشكلة هي مشكلة فتى مستبعد ومظلوم يعتقد بأن طفولته البائسة تسمح له بان يقتل كل من يتجرأ على منافسته، فالترخيص الذي يمنحه لنفسه فتى الهوامش نتنياهو أخذ في الاتساع بقدر ما اتسعت في خياله المعذب دائرة اعدائه. بداية الاعلام، بعد ذلك اليساريين الذين ليسوا يهودا ، العرب المتدفقين الى صناديق الاقتراع، محققي الشرطة ورجال الادعاء العام، رجال حاشيته المتزلفين الذين اداروا له ظهر المجن واخيرا المستشار القانوني الذي عينه هو نفسه.
في علم النفس ظاهرة معروفة تسمى جنون ثنائي، انفصام ينشب كنتيجة للتأثير المتبادل لثنائي مرضى في نفسيهما.
يمكن أن نسقط هذا على الحياة السياسية: قسم من الجمهور الاسرائيلي يعاني من ذاك الاحساس بالظلم والرغبة في الثأر كما يعاني الزعيم، ومشاعرهم تغذي الواحد الاخر. وبدلا من الاطفاء فانه يشعل، وبدلا من التوحيد يفرق ويحرض. هذا الجمهور يصدح بمشاعره ويفاقمها. أما هو فجمع قوة سياسية غير مسبوقة، خصومه السياسيون قليلو الامل، ولكن الفتى المهام لا يهدأ. وعلى اي حال فان تعقيداته احتدمت وجعلته الخصم الاكثر خطرا على نفسه وبالتالي علينا جميعا. فهو مستعد لان يهدم البيت على ساكنيه.
«يديعوت أحرونوت»