عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Dec-2019

العلامة راسب - بقلم: حن آرتسي سرور

 

يديعوت أحرنوت
 
كيف ستبدو دولة اسرائيل بعد عشرين سنة؟ ماذا ومن ستكون القوى التي تحركها؟ هل ستبقى أمة الاستحداث والكتاب؟ وفقا لنبوءة اختبارات الفيزا، فان كل الانجازات المهمة التي تحققت بعرق الجبين في السبعين سنة قد تضيع هباء. فاختبارات الفيزا ربما بخلاف كل اختبار آخر يجرى في اسرائيل، تفحص قدرة التفكير المستقل، استخلاص الاستنتاجات والتعلم السياقي. لن تجدوا هناك حفظا عن ظهر قلب او اختبارا في مادة معينة، بل فحصا لأساس المعرفة الذي يفترض أن يكتسب على مدى السنين. هذه المرة كان الاخفاق أكبر من أي وقت مضى. علامة دولة اسرائيل هي الفشل الذريع. العلامة في العلوم، القراءة والرياضيات – فاشل. أدنى بكثير من دول الـ OECD ويعتبر اسوأ في كل المقاييس. العلامة في كمية المتميزين – فاشل. نسبة المتميزين متدنية بشكل كبير (8 % مقابل 20 في دول مشابهة). ومن المتميزون؟ بنون يهود من مركز البلاد بالطبع. لم نظن خلاف ذلك. العلامة في تقليص الفجوات – فاشل فاشل فاشل. دولة اسرائيل هي الدولة مع الفوارق الاكثر دراماتيكية. بين المحيط والمركز، بين البنين والبنات، ولكن أولا وقبل كل شيء: بين اليهود والعرب. الوسط العربي يوجد في فجوة نصف سنة تعليم كاملة عن اليهودي، وهذه الفجوة آخذة فقط في الاتساع. وماذا عن الاصوليين، تسألون؟ لم يفحصوا على الاطلاق. يمكن أن نتخيل كيف كانت ستبدو النتائج في حالة أدخلناهم هم ايضا في المعادلة.
ميزانية التعليم الاسرائيلية هائلة. الاكبر بعد وزارة الدفاع. القصة هنا ليست على الاطلاق قصة مال. القصة هي ببساطة أن جهاز التعليم عندنا هو عمليا انعكاس دقيق للمجتمع المدني. ورقة الفحص التي تستخدم كمرآة عكرة للسياقات الظاهرة والخفية في دولة اسرائيل. سياسة شعارها “وضعنا ممتاز بعد حسم العرب والاصوليين” هي سياسة تعمد الضعف. سياسة نعاني فيها كلنا من خدمات الرفاه، الطب والتعليم الفاشلة هي سياسة لن تتمكن أبدا من تنمية التميز. في وزارة التعليم حاولوا تقليص الفجوات بين الوسط العربي واليهودي، مثلا، في ظل فرز ميزانيات طائلة. هذا لم ينجح. في مطارح الاهمال، العنف، الجريمة واحساس الظلم والعداء لا يمكن ان ينمو حب الاستطلاع. هذا سلم الاستهلاك “ماسلو”.
في السياقات الاجتماعية لا توجد حلول سحرية. وحدها معالجة المنظومة المدنية يمكنها ان تساعد قليلا الطفل الذي فحص في اختبار الفيزا ويفترض أن يكون وعدنا المستقبلي. في الوقت الذي يتبادل فيه السياسيون الاتهامات مثلما يبدل المرء جرابه، فإن الاجهزة الاكثر حيوية في الجسم النابض الذي يسمى دولة اسرائيل توجد في انهيار ولا يوجد أي قائد يدعي ان لديه علاجا جذريا. ان اختبارات الفيزا تشهد كألف شاهد بأننا نعيش اليوم على أبخرة وقود نجاحات الماضي، ولهذه الرحمة يوجد موعد نهائي. اذا لم نصح سيتبين أن الموعد النهائي اقرب من أي وقت مضى.