عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Apr-2020

الجائحة والنقد الذاتي - د.بكر ابو بكر
 
الدستور- حول الدروس المستفادة من جائحة كورونا كتب الكثيرون، ما بين التفاؤل والتشاؤم وما بين التحليل المنطقي أو التآمري، حيث قرأت لكتاب كُثُر كما غيري ربما- إضافة لما اختمر في ذهني من أفكار- ما أستطيع معه القول أن الدروس كثيرة ما بين سياسية واقتصادية وفكرية وقيمية واجتماعية...الخ، ذاتية وجماعية.
 
  ومهما كتبنا فإننا نظل بحاجة لكثير من التأمل والمراجعة والنقد الذاتي، والبحث في ثنايا أنفسنا ما نجتهد من خلاله على تنمية قدراتنا ومهاراتنا وتنقية نفوسنا من الشوائب وتعديل مسارات كثيرة في حياتنا لربما ظننا أنها صحيحة.
 
 وفي ظل الجائحة والقعود بالبيت وجب الالتفات لمفاهيم جديدة منها مفهوم الأنا والآخر، الأنا والعائلة والمساحات بيننا، وطبيعة تلقي وتبادل المشاعر والعثور على لغة لربما افتقدناها نتيجة انشغالات كثيرة خارج المنزل.
 
 عموما نعود لمجموع الدوس من الجائحة -إضافة لما سبق-واضعينها في نقاط تستحق التفكّر كالتالي:
 
١-المحن مرآة كاشفة وفاضحة،ومجلّية للصفات، ومعرّية للحقائق والقيم والشخصيات والحكومات والمؤسسات.
 
٢-المحن مدعاة لتقوية العزائم وقد تكون موهنة لها استنادا للطاقة الإيمانية لدى الفرد والتأهيل النفسي، فأن تكون إيجابيا في مواجهة الصعاب والأزمات ليست بالشيء الهين.
 
٣-نعود بالقرن ٢١ لنتعلم قضايا أساسية بسيطة مثل كيف تغسل يديك؟! وكيف تحافظ على النظافة في بيئتك.
 
٤-تعلمنا الاستغناء عن الوجبات السريعة! وأهمية الطعام المنزلي الصحي
 
٥-ما حصل فيه إحياء لقيم التضامن، والحس الوطني، والمقاومة.
 
٦-كشف عجز العالم في مجال الطب والأدوية والدعم، رغم تحول العالم لما يشبه القرية إلكترونيا.
 
٧-تصدّع في فكرة العولمة، فهي لم تفد في محاربة الفيروس!
 
٨-تعلمنا أن الخوف والرجاء والحب والأمل مشاعر انسانية جميلة، ويمكن تعلمها، وهي عالمية عابرة للقارات.
 
٩-يجب الاهتمام بالإنسان والبشرية، وليس تعظيم الاهتمام بالاقتصاد فقط، أي مرابح الرأسمالية الجشعة على حساب صحة وسعادة البشر.
 
١٠-الاحتلال لا علاقة له بالجائحة مطلقا، فهو يستمر بانتهاكاته واعتداءاته وعنصريته وفكره التدميري للآخر، فالقيمة فقط له، كما هو الحال مع الفكر الامبريالي والاستعماري تماما. أي أن الاحتلال كما الوباء هو وباء يستمر بانتهاكاته حتى يُزال.
 
١١-إن الكذب والتزوير والتعتيم على الحقائق لا قيمة له مع امتلاكنا الوعي والمرجعية الصلبة والمنهج الفكري السليم.