عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Aug-2019

صواريخ تنظيم «الدولة» تهدد سكان قرى في أطراف ديالى

 

بغداد ـ «القدس العربي»: ما يزال «الدولة الإسلامية» يشكل تهديداً للقرى والمناطق الواقعة في أطراف المحافظات الشمالية، التي استعادتها القوات العراقية من قبضة التنظيم قبل نحو عامين، وذلك من خلال استهدافها بين الحين والآخر بصواريخ المورتر (الهاون)، أو شن هجمات مسلحة.
آخر عمليات التنظيم، حدثت الجمعة الماضية، في محافظة ديالى، إحدى المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، وتمثلت باستهداف قرية شمال شرق المحافظة، بـ6 قذائف صاروخية، الأمر الذي يُهدد بحدوث «نزوحٍ جماعي» للسكان، إلى مناطق أكثر أمناً في مركز المدينة أو إلى محافظات أخرى، وسط صمّتٍ حكومي.
وحذّر مسؤول محلي في محافظة ديالى، أول أمس، من نزوح أهالي قرية في المحافظة تعرضت للقصف بقذائف الهاون من قبل تنظيم «الدولة».
وقال رئيس المجلس المحلي لقضاء المقدادية عدنان التميمي، في بيان، إن «قرية مياح في أطراف القضاء شمال شرقي ديالى، والتي تعرضت لقصف بقذائف هاون (60 ملم) أسفر عن قتيل وجرحى قبل نحو أسبوع، ما تزال في دائرة الخطر، نتيجة عدم استجابة الحكومة للمطالب بتأمينها».
وأضاف أن «الحكومة عززت أمن القرية بنقطة أمنية واحدة من ثلاثة منتسبين في شرطة سوات (تابعة لوزارة الداخلية الاتحادية) فقط وهذا غير كافٍ»، لافتا إلى أن «أهالي القرية سينزحون صوب المقدادية في حال بقاء الأمر على حاله، خوفا من تنفيذ داعش أعمال انتقامية بحقهم كونهم نجحوا بمحاربة عناصر التنظيم وقتلوا أحدهم قبل أيام».
ودعا إلى «ضرورة الالتفات للقرية المذكورة وتأمين محيطها تحسبا لأي طارئ وحقنا لدماء أهاليها».
وسبق للمسؤول المحلي، أن أشار في تصريح سابق إلى أن القرية المُستهدفة «تضم 60 منزلا، والأهالي يطالبون بتأمين محيطها ونصب نقاط فاصلة ما بينها وبين المناطق التي تعد مصدر تهديد اليها»، مطالبا بـ»ضرورة تدخل القيادات الأمنية والاستجابة لمطالب الاهالي لدرء مخاطر قد لا تحمد عقباها».
كذلك، كشفت النائبة عن محافظة ديالى، ناهدة الدايني، عن بدء 70 أسرة بالنزوح القسري من قرى مياح شمال شرق المحافظة، بسبب الخروقات الامنية المتكررة.
وقالت في تصريحات صحافية، إن «70 أسرة بدأت بالنزوح القسري من قرى مياح بعد تعرضها قبل أيام إلى هجمات مسلحة، أسفرت عن مقتل إثنين من المدنيين»، لافتة إلى أن «الحكومة لم تقدم أي دعم يذكر للأهالي منذ 5 سنوات متواصلة».
وأضافت، أن «الأسر النازحة متوقفة حاليا قرب حاجز أمني يمنعها من مغادرة قراها في مياح»، مؤكدة أن «خروج العوائل سيؤدي إلى إفراغ منطقة حيوية جدا، وسيزيد من التهديدات الأمنية لمناطق كبيرة، منها طريق بعقوبة خانقين، المار في منطقة إمام ويس وهو من أهم الطرق في ديالى».
وأكدت أن «الحكومة خذلتنا في ملف النازحين ودعم القرى المنكوبة»، موضحة أن «أكثر من 12 ألف أسرة نازحة تئن من الوجع منذ 5 سنوات، وهي تنتظر العودة إلى مناطقها من دون أي جدوى؛ بسبب المصالح السياسية والأجندة التي تحاول إبقاء هذا الجرح مفتوح إلى ما لانهاية».
في غضون ذلك ، كشف مصدر أمني في ديالى عن رصد تحركات لخلايا «الدولة» في أكثر من 6 مناطق في المحافظة.
ونقلت مواقع إخبارية عن المصدر قوله: «في الآونة الأخيرة، تم رصد تحركات بقايا خلايا داعش في المناطق الحدودية مع صلاح الدين وريف جلولاء وخانقين شمال شرق بعقوبة، وبزايز بهرز وكنعان وحوضي الندا وحمرين «، مبينا أن «خلايا داعش باتت غير قادرة على مواجهة القوات الأمنية بعد قتل العديد من عناصرها وقياداتها خلال عملية إرادة النصر العسكرية».
واعتبر أن «القضاء على فلول داعش يتطلب خططا أمنية غير تقليدية لمنع تسللها إلى المناطق الآمنة، إضافة إلى أن العمليات النوعية المباغتة سيكون لها دور كبير في الحد من الخروقات التي تتعرض لها بعض المناطق في المحافظة».
وسبق للنائب عن محافظة ديالى، فرات التميمي، أن كشف عن قصف التنظيم قرى زراعية شمال شرق ديالى، معتبراً ذلك تحدٍ واضح لعملية إرادة النصر العسكرية التي انطلقت في المحافظة.
وذكر في بيان أصدره حينها، أن «قصف قرى مياح في قاطع امام ويس شمال شرق بعقوبة بالهاونات، وسقوط قتيل وجريح هو تحدٍ واضحٍ لعملية ارادة النصر العسكرية بصفحتها الثالثة، ودليل بان خلايا داعش ما تزال موجودة في مسرح الأحداث».
وأضاف أن «قرى مياح هي حجر الزاوية في قاطع إمام ويس وتكتسب أهمية بسبب موقعها الجغرافي»، لافتاً إلى أن «سبب عداء داعش لأهالي القرية هو مشاركتهم مع القوات الأمنية في العديد من الواجبات التي أسفرت عن مقتل إرهابيين وضبط مضافات في إمام ويس وبقية المناطق».
وأشار إلى أن «القصف مؤشر خطير يجب الانتباه له من قبل القيادات الأمنية والعمل على تعقب مفارز الهاونات التي تهدد أرواح المدنيين». ووسط تلك التصريحات، نفت قيادة شرطة ديالى، أمس الأربعاء، حدوث أيّ نزوحٍ قسري للعائلات في قرى مياح شمال شرق المحافظة. قائد الشرطة اللواء فيصل كاظم العبادي، قال في بيان صحافي، إن «قرى مياح ضمن حوض إمام ويس لم يحدث فيها أي نزوح قسري للعوائل، ولم يجر إخلاء أي منزل في قراها»، لافتا إلى أن «حقيقة ما حدث كان وجود هواجس أمنية لدى بعض العوائل لكن تم طمأنتها واتخاذ سلسلة اجراءات مباشرة على الأرض لحمايتها ضد أي تهديدات تمس أمنها الداخلي».
وأضاف أن «ملف أمن قرى مياح يحظى بمتابعة مباشرة من قبل للقيادات الأمنية، وتم وضع خطة لتعزيز محيطها الخارجي لدرء مخاطر الإرهاب عنها مشيدا بدور وجهاء وشيوخ قرى مياح وتعاونهم مع القوى الامنية في مواجهة كل التحديات».
وأشار إلى أن «بعض الأطراف (لم يسمّها) نقلوا معلومات مغلوطة عن الوضع الأمني في قرى مياح»، مشددا على أن «الوضع الأمني تحت السيطرة ولدينا اتصال مباشر مع وجهاء القرى لدعمهم في أي وقت».
وتابع :»النزوح القسري بات من الماضي ولن نسمح به، ولدينا قوات كافية لتقديم العون لأي منطقة على أرض ديالى»، مبينا أن «التحديات الأمنية موجودة في المحافظة، ولكن ليس كما يتصوره بعض الذين لا تصلهم الحقائق الكاملة عن المشهد الأمني».