عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-May-2019

بین واشنطن والقدس.. الصفقة والمناورة - اورلي ازولاي
یدیعوت أحرنوت
 
عقبت وسائل الاعلام الامیركیة بتثاؤب طویل على قطار الشیاطین السیاسي في اسرائیل والذي
تحرك بسرعة تبعث على الدوخان بین حملة انتخابات واخرى، فیما یكون في الوسط لعبة قمار بین
ثعلبین سیاسیین مثل لیبرمان ونتنیاھو. وبین الحین والاخر كان الموضوع یطرح في برامج البث
التلفزیوني. وتقاریر قصیرة عن ”رب البیت الذي جن جنونھ“.
وسائل الاعلام تغرق في السأم، ولكن في البیت الابیض الوضع معاكس. فالرئیس ترامب یتابع
باھتمام شدید ما یجري من احداث. فھو مستغرق في اسرائیل، مع خطة السلام التي یرید ان یطلقھا الى الدرب منذ زمن بعید. كما انھ مستغرق شخصیا في نتنیاھو، وھو مفتون بھ ولا یخفي ذلك.
لقد عرف نتنیاھو كیف یستغل جیدا ھذا الافتتان: فلا تذكر حالة نجح فیھا رئیس دولة أجنبیة ھكذا
في ان یلف رئیس القوة العظمى على اصبعھ. نتنیاھو كان اول من شخص ضعف ترامب واقتاده
الى مطارح مریحة لھ: جره للخروج من الاتفاق النووي، وكان شریكھ في وضع خطة السلام التي
تتجاھل التطلعات السیاسیة للشعب الفلسطیني. ترامب معجب بنتنیاھو، ولكن من الصعب القول ان
نتنیاھو معجب بترامب: فھو یعرف بالضبط من ھو الرجل، یشخص جھلھ وتطلعھ لان یستند الى
احد ما مثلھ، بخلافي، یفھم بالضبط السیاقات التاریخیة، واكثر من ذلك فانھ الى ھذا الحد او ذاك
الزعم الوحید في العالم المتنور المستعد لان یثني على ترامب علنا وأن یمجده في كل طریقة
ممكنة.
لیس صدفة أنھ في ذروة الھزة السیاسیة في اسرائیل ھذا الاسبوع غرد ترامب بانھ یأمل بأن ینجح
نتنیاھو في تشكیل الائتلاف لأن للرجلین كثیرا من الامور لیصنعاھا معا. فسارع نتنیاھو لأن یقتبس
التغریدة في خطابھ. في ایام اقل جنونا ما كان یمكن تصور رئیس امیركي یتدخل ھكذا في الشؤون
الداخلیة لدولة اخرى. یبدو أن ترامب یستمتع ایضا. دوما قالوا عنھ انھ فارس الفوضى، اما الآن
فیمكنھ ان یتعلم من نتنیاھو ما ھي الفوضى السیاسیة.
لقد اخترع نتنیاھو الترامبیة حتى قبل ینطلق ترامب نفسھ الى الساحة السیاسیة: فقد نجح في أن
ینتخب بفضل اصوات لسكان لیس ھو من لحمھم وقد سجدوا لھ – شرقیون، سكان بلدات المحیط،
ابناء الطبقة الوسطى فما دون، بالضبط مثلما نجح ترامب في ان ینتخب بفضل اصوات سكان لیس
ھو من لحمھم – افینجیلیون ونساء بیض سجدوا لھ. نتنیاھو وترامب خلقا سیاسة من نوع آخر،
لیس فیھا مكان للحقیقة، للطریق، للیبرالیة. كلاھما مصابان بذات جنون العظمة: قبل كل شيء ھما،
بعد ذلك الدولة. بقوى مشتركة، باحابیل، في ظل سرقة الجیاد، یقودان نحو فوضى عالمیة جدیدة:
منذ سنتین وھما یعقدان فیما بینھما حلف الزعران.
ترامب یتوق بكل ما فیھ من قوة لأن یرى نتنیاھو یواصل قیادة اسرائیل، وذلك ایضا لانھ سبق أن
اعطاه كل ما یمكن: الاعتراف بالقدس، الاعتراف بضم ھضبة الجولان، والاعتراف بالغمز بضم مستقبلي للضفة. اما الآن فیرید ترامب ان یحصل على المقابل: وھو یعرف بان لیس ھناك احد مثل
نتنیاھو یمكنھ أن یساعده في ان یحقق انجازا سیاسیا مدویا في الشرق الاوسط ویجسد تطلعھ لان
یحصل على جائزة نوبل للسلام. في الشھر القادم ستعقد ورشة البحرین، یعرض فیھا الفصل الاقتصادي من ”صفقة القرن“. كوشنیر یبذل الان جھدا جبارا لانجاحھا، رغم ان الكثیرین یتنكرون لھ، بمن فیھم الفلسطینیون والأردن. ترامب یرید أن یرى حكومة برئاسة نتنیاھو، لا انتخابات او حلا آخر یسحب تطلعاتھ لاعتراف دولي. كالمعتاد تجده یفكر كرجل أعمال – فقد استثمر، والان حان وقت الربح.
عقبت وسائل الاعلام الامیركیة بتثاؤب طویل على قطار الشیاطین السیاسي في اسرائیل والذي
تحرك بسرعة تبعث على الدوخان بین حملة انتخابات واخرى، فیما یكون في الوسط لعبة قمار بین
ثعلبین سیاسیین مثل لیبرمان ونتنیاھو. وبین الحین والاخر كان الموضوع یطرح في برامج البث التلفزیوني. وتقاریر قصیرة عن ”رب البیت الذي جن جنونھ“.
وسائل الاعلام تغرق في السأم، ولكن في البیت الابیض الوضع معاكس. فالرئیس ترامب یتابع
باھتمام شدید ما یجري من احداث. فھو مستغرق في اسرائیل، مع خطة السلام التي یرید ان یطلقھا الى الدرب منذ زمن بعید. كما انھ مستغرق شخصیا في نتنیاھو، وھو مفتون بھ ولا یخفي ذلك.
لقد عرف نتنیاھو كیف یستغل جیدا ھذا الافتتان: فلا تذكر حالة نجح فیھا رئیس دولة أجنبیة ھكذا
في ان یلف رئیس القوة العظمى على اصبعھ. نتنیاھو كان اول من شخص ضعف ترامب واقتاده
الى مطارح مریحة لھ: جره للخروج من الاتفاق النووي، وكان شریكھ في وضع خطة السلام التي
تتجاھل التطلعات السیاسیة للشعب الفلسطیني. ترامب معجب بنتنیاھو، ولكن من الصعب القول ان
نتنیاھو معجب بترامب: فھو یعرف بالضبط من ھو الرجل، یشخص جھلھ وتطلعھ لان یستند الى
احد ما مثلھ، بخلافي، یفھم بالضبط السیاقات التاریخیة، واكثر من ذلك فانھ الى ھذا الحد او ذاك
الزعم الوحید في العالم المتنور المستعد لان یثني على ترامب علنا وأن یمجده في كل طریقة
ممكنة.
لیس صدفة أنھ في ذروة الھزة السیاسیة في اسرائیل ھذا الاسبوع غرد ترامب بانھ یأمل بأن ینجح
نتنیاھو في تشكیل الائتلاف لأن للرجلین كثیرا من الامور لیصنعاھا معا. فسارع نتنیاھو لأن یقتبس
التغریدة في خطابھ. في ایام اقل جنونا ما كان یمكن تصور رئیس امیركي یتدخل ھكذا في الشؤون
الداخلیة لدولة اخرى. یبدو أن ترامب یستمتع ایضا. دوما قالوا عنھ انھ فارس الفوضى، اما الآن
فیمكنھ ان یتعلم من نتنیاھو ما ھي الفوضى السیاسیة.
لقد اخترع نتنیاھو الترامبیة حتى قبل ینطلق ترامب نفسھ الى الساحة السیاسیة: فقد نجح في أن
ینتخب بفضل اصوات لسكان لیس ھو من لحمھم وقد سجدوا لھ – شرقیون، سكان بلدات المحیط،
ابناء الطبقة الوسطى فما دون، بالضبط مثلما نجح ترامب في ان ینتخب بفضل اصوات سكان لیس
ھو من لحمھم – افینجیلیون ونساء بیض سجدوا لھ. نتنیاھو وترامب خلقا سیاسة من نوع آخر،
لیس فیھا مكان للحقیقة، للطریق، للیبرالیة. كلاھما مصابان بذات جنون العظمة: قبل كل شيء ھما،
بعد ذلك الدولة. بقوى مشتركة، باحابیل، في ظل سرقة الجیاد، یقودان نحو فوضى عالمیة جدیدة:
منذ سنتین وھما یعقدان فیما بینھما حلف الزعران.
ترامب یتوق بكل ما فیھ من قوة لأن یرى نتنیاھو یواصل قیادة اسرائیل، وذلك ایضا لانھ سبق أن
اعطاه كل ما یمكن: الاعتراف بالقدس، الاعتراف بضم ھضبة الجولان، والاعتراف بالغمز بضم مستقبلي للضفة. اما الآن فیرید ترامب ان یحصل على المقابل: وھو یعرف بان لیس ھناك احد مثل
نتنیاھو یمكنھ أن یساعده في ان یحقق انجازا سیاسیا مدویا في الشرق الاوسط ویجسد تطلعھ لان
یحصل على جائزة نوبل للسلام. في الشھر القادم ستعقد ورشة البحرین، یعرض فیھا الفصل الاقتصادي من ”صفقة القرن“. كوشنیر یبذل الان جھدا جبارا لانجاحھا، رغم ان الكثیرین یتنكرون
لھ، بمن فیھم الفلسطینیون والأردن. ترامب یرید أن یرى حكومة برئاسة نتنیاھو، لا انتخابات او حلا آخر یسحب تطلعاتھ لاعتراف دولي. كالمعتاد تجده یفكر كرجل أعمال – فقد استثمر، والان حان وقت الربح.