عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Apr-2019

الملك ينعى عامل الوطن عماد سلامة - أحمد الحوراني

الراي - الكلمات المؤثرة في معانيها ودلالاتها التي نعى بها جلالة الملك عامل الوطن المرحوم عماد سلامه الذي قضى إثر حادث سير غير مسؤول ومتهور، حملت الكثير من الرسائل فهي من جانب مهم تترجم مدى الحس الإنساني العالي الذي يتحلى به قائد الوطن وتؤكد أنه متابع لكل شاردة وواردة فوق أرض المملكة وأن جميع المواطنين على مقربة عزيزة من نفس جلالته، فلا فرق لديه بين غني ولا فقير ولا بين عامل يعمل في حر الصيف وبرد الشتاء أو موظف يجلس خلف مكتب وثير، طالما أن عمل الجميع يصب في خدمة الوطن ومصلحة المواطن.

عماد سلامة الذي سقط وهو يقوم بواجبه المقدس لتبقى عمان كما عهدها العرب، أنموذجاً في النظافة والتميز، أثار حزناً عميقاً في جلالة الملك، وروحه الزكية التي صعدت إلى بارئها تعلم أن القائد الإنسان لن يترك من هم خلفه ولن يلحق بهم ضيم، فسيرة حكم جلالته حافلة بالمواقف الإنسانية والوطنية، فهو القريب من الفقراء والمحتاجين والضعفاء، ويد عونه لم تنقطع يوماً عن مساعدة ومساندة جميع الأردنيين، وعطفه على الناس وتألمه من أي ضرر يلحق بأي مواطن واهتماماته بمعالجة المرضى المعوزين كباراً وصغاراً، وإغاثته الملهوف وتوجيهاته لاتخاذ قرارات عملية لرفع الأعباء المعيشية عن المواطن لتحقيق متطلبات العيش الكريم، كلّها مواقف حاضرة في المشهد الأردني كرّسها جلالته إلى أن أصبحت نهجاً متأصلاً في حكمه المديد.
الملك ينعى سلامة، فيخجلنا بقلبه الكبير، وما كان أحد يظن أن جدول الأعمال الملكي المزدحم بالقدس والمقدسات، والاقتصاد، والفقر والبطالة، وتبعات تدفق اللاجئين وسواها، سيمنح فسحة من الوقت لجلالته ليتابع حادث يودي بحياة إنسان على قارعة الطريق، لكنه الأب الرحيم الذي يتابع المشهد بكافة تفصيلاته فلا تغفل عينه ولا تنام، وهو العالم بأن لا معنى ولا قيمة للإنسان في هذه الحياة الزائفة إلا بهدف يتحقق وعطاء يتدفق أو خدمة تشيع، لأن هذا ما ينفع الناس وهذا فقط ما يمكث في الأرض.
ويحضرني في وفاة عماد سلامة أنه من الذين شملهم قائد الوطن في رسالة ملكية سامية وسم فيها عمال الوطن بقوله أنهم «أصحاب السواعد القوية والعزائم الماضية والنفوس العامرة بمعاني الانتماء والوفاء والإخلاص لهذا الوطن ورسالته العظيمة»، فمن يقتفي أثر الملك ومن يلتقط الرسالة الملكية الأهم في النعي، ومؤداها أن العبث بأمن المواطنين مسألة غاية في الخطورة ولا يقبل بها جلالته، فمن سيلاحق المتهورين ويعاقبهم ويدرأ خطر استهتارهم.
للرجال مواقف، وللزعماء مواقف، وللشرفاء مواقف، ولعبد االله الثاني ابن الحسين مواقف، فهو الذي جمع في صفاته وأخلاقه وروحه الإنسانية العالية جميع مواقف الرجال والزعماء، فكانت مواقفه وما تزال مشرفة في كل اتجاه، فهو الكريم، عظيم الجود، وهو الملك المتواضع السريع في نجدته، والغيور في مشهده وغيبته.
Ahmad.h@yu.edu.jo