عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Nov-2019

غياب التعبير عن الحب.. هل يحول الزواج للرتابة والجفاف؟

 

ديمة محبوبة
 
عمان-الغد-  يواجه العديد من النساء مشكلة بالتواصل مع الأزواج، خصوصا مع ضعف” تعبير الرجل عن الحب، وانشغاله بتفاصيل الحياة وأولوياتها، ومع مرور الأيام يتسلل الروتين ويسيطر على حياة الزوجين، ويصبح “فتور” المشاعر سائدا بينهما.
ويتفق خبراء بأن هناك خلال في التعبير عن هذا الحب عند بعض الأزواج، فعقل الرجل يعتقد أن الاهتمام بالعائلة والحرص عليها يكفي ليكون دليلا على هذا الحب، في حين أن المرأة تميل لسماع ما يؤكد على حب الزوج واهتمامه.
التعبير عن الحب والكلام الجميل غير مرتبط بعمر الزوجة، هذا ما تؤكده الخمسينية سهاد الخطيب، والتي ما تزال تفرح عندما يقوم زوجها بمناداتها باسم الدلع الذي لطالما تغنى به في شبابهما. لافتة، “المرأة لا تكبر عندما تشعر أن زوجها ما يزال يحبها، ويعبر عن ذلك بكلمات تدخل البهجة لقلبها”.
وتبين أنها تعاهدت مع زوجها أن يستمر كل منهما بتجديد حبه للآخر، وذلك بالمواظبة على شرب القهوة الصباحية معا، والخروج كل حين لتناول وجبة العشاء، أو حتى زيارة أماكن كانا يرتاداها أيام خطبتهما، بالإضافة للقيام بنشاطات تكسر روتين الحياة وتجدد طاقتهما.
الخطيب أصرت أن تربي أبناءها على هذه العادات الجميلة والمهمة لكلا الطرفين وتقصد هنا الابن والابنة، مبينة أنه عندما يقوم الرجل بالتعبير عن مشاعره يشعر بحب أكبر، وينعكس على الأبناء، وهذا ما تريده لعائلتها.
أما العشرينية هند ما تزال تعمل على تغيير العادات لدى زوجها في التعبير عن مشاعره، مضيفة أنها تدرك مدى حبه لها واهتمامه بها، إذ مضى على زواجهما عام واحد، وتشعر بأن الصمت يطغى على حياتهما، وأن عدم التعبير عن مشاعر الحب بالكلام والحديث المستمر يجعل من العيش أمرا روتينيا.
تضيف، وتخاف أن يستمر الحال هكذا فتصبح حياتها كحياة الكثيرات اللواتي يشكين من روتين الحياة الزوجية رغم وجود الحب.
وقامت هند بالحديث معه متسائلة عن سبب عدم الافصاح عن مشاعره، مبينة أنه بدأ مؤخرا يلتفت للأمر، وهذا السلوك جعل منه شخصا آخر، يعبر عما يجول بخاطره.
اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة يبين أن طبيعة الرجل مختلفة عن طبيعة المرأة بكل شيء، حتى في التعبير عن الحب والمشاعر.
ويضيف، فالرجل يعبر دائما بأنه المسؤول عن هذه العائلة وأمنها وسلمها، ويكون عادة من خلال تأمين احتياجات البيت والعائلة، وحتى الركض وراء الرزق وتحسين مستوى المعيشة للأسرة. لكنه يغفل كثيرا أن المرأة بحاجة لوجود الكلمة الطيبة والتعبير عن المشاعر بالكلام.
ويذهب مطارنة إلى أن الخلافات الأسرية قد تزداد بين الأزواج، وقد لا يستطيعون السيطرة عليها، وعليه تكبر الفجوة بينهما جراء اللوم الزائد من قبل الزوجة لزوجها.
ويرى أن بعض الرجال يتمسكون بطريقتهم في التعبير عن الحب، ويشعرون بأن ما تطلبه الزوجة ما هو إلا كلام مسلسلات تركية على حد تعبير البعض، وأنها قصص خيالية، ما يجعل الأمر يصل إلى طريق مسدود بين الطرفين، وقد تتبدل هذه المشاعر من حب وانسجام إلى عداوة وملل.
وتتفاوت مدى استجابة الرجل لما تطلبه المرأة من حق في التقارب في وجهات النظر وحتى في التعبير عن المشاعر حسب ثقافة الرجل والبيت الذي خرج منه (بيت العائلة)، وهل تربى على وجود الحب بشكل عفوي وصريح؟.
ويرى من حق الرجل على المرأة الصبر والطلب الصريح لما تريده في حياتها الزوجية حتى في طلب هذه المشاعر، لأن الرجل طريقة تفكيره وقناعاته للموضوع مختلفة ولا يجد نفسه مقصرا إلا في حال تم الإشارة له.
ويضيف، ومن حق الزوجة حسن إصغاء الرجل لها، والسماح أن تتكلم براحة عما تريده، لتصبح الحياة أجمل ومناسبة للطرفين.
وينصح مطارنة الزوجين بأن يعلما أن النقاش وتقبل الآخر والسعي وراء التغيير الايجابي يفيد الطرفين، ويقرب وجهات النظر، ويشعل العواطف من جديد ما يجعل الحياة لا تمل، بكسر الروتين الذي يشكو منه المتزوجون بشكل مستمر.