عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Oct-2021

هرنانديز: الملك يعزز لرؤية حقيقية وشاملة للإسلام كدين ذي قيم نبيلة

 الدستور-حوار: نيفين عبد الهادي

 
قال السفير المكسيكي لدى المملكة، روبرتو رودريغيز هرنانديز، ان دور الأردن برز خلال العقدين الماضيين كطرف فاعل رئيسي من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم، وذلك باَدائه دور الوسيط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واستيعابه اللاجئين بسبب الصراعات في المنطقة، وبات دولة رئيسية في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، كما انه يمثل جسرا بين العالم العربي والمجتمع الدولي من خلال علاقات ثنائية متينة في المنطقة والعالم إلى جانب سياسة نشطة متعددة الأطراف.
 
واضاف في حديث لـ»الدستور» أنه تم توطيد العلاقات الثنائية بين المكسيك والأردن وتجلى ذلك في زيارات كبار المسؤولين من كلا البلدين، لا سيما الزيارة الرسمية التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني للمكسيك عام 2014، والتي أعطت زخمًا لدفع التجارة الثنائية والسياحة، وكذلك فتح السفارتين في كلا البلدين، التي بدورها أتاحت حوارا سياسيًا مباشرا، وتقاربًا أكبر بين مجتمعاتنا، فضلا عن تفاهم متبادل أفضل.
 
وقال ان رؤية جلالة الملك لقضايا المرحلة عربيا ودوليا تدفع باتجاه حلول عملية ستؤدي إلى استقرار سياسي، من شأنه الوصول إلى نمو اقتصادي للأردن والمنطقة، وكل هذه الجهود الهامة باتت تنعكس على أرض الواقع بجعل الأردن ودوره الإقليمي الهام، نقطة جذب لنمو اقتصادي وبوابة تربطه بدول أميركا، وتربط العالم العربي بهذه الدول من خلاله.
 
واكد ان جلالة الملك عبدالله الثاني جعل من الأردن قطب استقرار، وكان له دور فاعل بتعزيز السلام خلال فترة مليئة بالتحديات الاجتماعية والاقتصادية والتوترات والصراعات في المنطقة، بحكم دوره كمحاور شرعي مع الدول العربية، القوى الإقليمية والخارجية.
 
ولفت الى دور جلالته كوسيط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك بتعزيز الحوار بين قادة الطرفين والتأكيد على حل الدولتين، بالإضافة إلى ذلك، أظهرت المملكة في الساحة المتعددة الأطراف نفسها كجهة فاعلة ذات مسؤولية عالمية من خلال المشاركة بقوات في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
 
وقال انه لدى المكسيك والأردن دور نشط على الصعيد الدولي، خصوصا فيما يتعلق بالتجارة الحرة والتعاون الدولي من أجل التنمية والتسوية السلمية للنزاعات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، كما في نطاق الأمم المتحدة، تعمل بلدانا على تعزيز السلام المستدام بصفته السبيل إلى منع النزاعات وإدارتها الشاملة وحلها، وعلاوة على ذلك، نسعى إلى إحداث أثر على تصميم الأنظمة في مجالات السلم والأمن الدوليين.
 
وردا على سؤال حول التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، بين ان التبادل التجاري المباشر بين المكسيك والأردن في عام 2019 وصل الى أكثر من 47 مليون دولار بفائض ما يقارب 20 مليون دولار لصالح الأردن، لافتا الى أن حجم المنتجات المكسيكية، التي وصلت إلى الأردن عبر إعادة التصدير من دول اخرى أعلى بكثير من الصادرات المباشرة، حيث بلغت خلال عام 2019 وحده 152 مليون دولار، وهذا يشير إلى وجود إمكانات هائلة لتعزيز التجارة من خلال أهم شركائنا التجاريين في أمريكا الشمالية من خلال إتفاقية المكسيك، الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
 
ونوه بان أبرز الصادرات المكسيكية إلى الأردن السيارات وقطع غيار السيارات والحمص والمنتجات الغذائية والمواد الأولية المستخدمة في الصناعات الدوائية والحاويات المعدنية، في المقابل، فإن الصادرات الأردنية الرئيسية للمكسيك تتمثل في المنسوجات والأسمدة المعدنية والكيميائية ومكيفات الهواء لأغراض الاستعمال الصناعي.
 
وعن واقع الاستثمار بين البلدين، قال السفير المكسيكي «لقد قمنا بتحديد عدة فرص لشركات مكسيكية في قطاع الأغذية الزراعية لإنشاء مقر لها في الأردن ومركز لوجستي يتم من خلاله التسويق والتصدير إلى دول أخرى في العالم العربي. وعلى نحو مماثل، يتم تشجيع الشركات الأردنية على إقامة مشاريع في المكسيك نظرًا لموقعها الاستراتيجي كمركز للإنتاج واللوجستيات في أمريكا اللاتينية وكجزء لا يتجزأ من عدة سلاسل من الأنشطة المضيفة للقيمة في أمريكا الشمالية.
 
وحول التعاون الثقافي والعلمي والسياحي بين البلدين، قال ان جلالة الملك قائد معروف على مستوى العالم وقدم رؤية حقيقية وشاملة للإسلام كدين ذو قيم نبيلة مثل العدل والسلام والوئام والتماسك الاجتماعي والاعتدال والتسامح، وتجلى ذلك في مبادراته الدولية العديدة لتعزيز الحوار والتفاهم داخل الإسلام وبين الإسلام والديانات الأخرى، كما ظهر واضحًا في المؤتمر الإسلامي الدولي عام 2005.
 
وعن موقف بلاده من القضية الفلسطينية قال السفير هرنانديز: ان بلاده تتفق والأردن على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي عن طريق التفاوض، وترفضان السياسة التي تتعارض مع اتفاقات أوسلو وقرارات مجلس الأمن بالأمم المتحدة، وإقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية ويعتبران ذلك انتهاكًا للقانون الدولي وعائقًا في طريق السلام المستدام، واكد
 
دعم بلاده للحوار لحل النزاعات في المنطقة، لافتا الى اهمية تسليط الضوء على الرؤية العظيمة لقادة وحكومات المنطقة وثقتها بوصاية المملكة الأردنية الهاشمية على الأماكن المقدسة.
 
وحول تقييم بلاده للدور الانساني الاردني في استقبال وايواء اللاجئين وتقديم الخدمات لهم في مختلف المجالات الصحية والتعليمية وغيرها، والعبء الذي يتحمله الاردن بهذا الجانب واهمية الدعم الدولي له، قال السفير هرنانديز: ان المملكة الأردنية الهاشمية ومنذ استقلالها كانت ملجأ للأشخاص الفارين من الصراعات المسلحة والاضطهاد في بلدانهم، ولقد جعل جلالة الملك من الأردن مركزا إقليميا لاستقبال اللاجئين بفضل الاستقرار الاستثنائي الذي يوفره، ومع تدفق أكثر من مليون لاجئ خلال العقد المنصرم، تعين على الدولة الأردنية توفير الخدمات الصحية والتعليمية والقانونية، بالإضافة إلى تعزيز إمداداتها من الخدمات الأساسية، مؤكدا ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولية مشتركة لحل الأزمات الإنسانية، ولذلك ينبغي كفالة الدعم الدولي طويل الأمد على نحو يعزز التنمية الإقتصادية المستدامة في الأردن ويتيح تقديم ظروف مزدهرة للمواطنين واللاجئين. وردا على سؤال حول مدى تعاون البلدين في مكافحة الارهاب، قال هرنانديز ان المكسيك تقدر دور الأردن الرئيسي في مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط والعالم، مؤكدا دعم بلاده لجلالة الملكة في هذا المجال، واطلاقه مبادرة اجتماعات العقبة، والتي تعزز المسؤولية المشتركة بفضل التنسيق بين الجهات الفاعلة على الصعيد الإقليمي والدولي بغية الاستخدام الكفؤ للموارد وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتحديد مجالات عمل ملموسة.
 
واضاف ان الاردن بقيادة جلالة الملك لعب دورا كبيرا ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي من خلال تقديم الدعم اللوجستي والعسكري والاستخباراتي مع جميع الأعضاء، بالإضافة إلى المساهمة في التصدي لأسباب التطرف العنيف الذي تترتب عليه اَثار في الشرق الأوسط وأوروبا وحول العالم.
 
واكد ان بلاده تدين الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وتدعو لتكثيف التعاون الدولي والعمل المتضافر من أجل منع ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف الذي من الممكن أن يقود إلى الإرهاب.
 
واشار الى ان حكومتي البلدين قد تفاوضتا على إتفاقية لإرساء أسس التعاون لمنع ومكافحة الجريمة المنظمة من خلال تبادل المعلومات، علماً بأن الاتفاقية المذكورة جاهزة للتوقيع.
 
وقال ان الأردن يعرف بالتزامه بالسلام والأمن الدوليين ويتجلى هذا في إسهامه الكبير بقوات حفظ السلام، والمشاركة البارزة للمرأة ضمن عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في عدة بلدان مثل ليبيا، السودان، أفغانستان، ليبيريا وساحل العاج.. وقامت المكسيك بتمويل ودعم في مختلف بعثات السلام على مدى عدة عقود، وقد بدأ بلدنا في عام 2015 بإرسال قوات إلى عدة بعثات في هاييتي، الصحراء الغربية، جمهورية أفريقيا الوسطى وكولومبيا، وسيستفيد بلدنا بشكل كبير من خبرة وأفضل ممارسات للقوات الأردنية في هذا المجال.
 
وختم حديثه قائلا بان المكسيك والأردن يتمتعان بإرث تاريخي وثقافي عظيم، وإن العلاقات الثنائية بين البلدين حديثة العهد ولديها إمكانيات كبيرة في مجال السياحة والتعليم والثقافة والتجارة، وهنالك إمكانات هائلة للسياحة الدينية في الأردن، بالإضافة إلى السياحة العلاجية، ومن جهة أخرى، فإن اقامة الاستثمارات المتبادلة سيتيح إمكانية الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة المبرمة بين الأردن والمكسيك مع دول ثالثة لإنشاء مركز توزيع إقليمي للعالم العربي ومركز لوجستي آخر في المكسيك لمنطقة أمريكا اللاتينية.