عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-May-2020

مصر.. الفائزون والخاسرون في الدراما الرمضانية

 

لمياء رأفت 
 
ربما تراوح مستوى مسلسلات رمضان 2020 بين السيئ والجيد، ولم نر مسلسلا يمكن أن نمنحه درجة ممتاز بضمير مطمئن، ولكن ذلك لا يمنع من الإشارة إلى بعض المزايا التي شهدها هذا الموسم التلفزيوني.
 
فبعد سنوات من ظهور قصص المسلسلات العربية في أطر ضيقة للغاية، لا تبعد عن القصص الاجتماعية والميلودراما والكوميديا وقليل من المسلسلات التاريخية والدينية، شهد هذا العام تنوعا كبيرا في كل من الموضوعات و"الأنواع الدرامية"، فشاهدنا مسلسلات من فئة الخيال العلمي والحركة والإثارة والتشويق.
 
الخيال العلمي
يعتبر مسلسل النهاية أول مسلسل خيال علمي عربي، فقد قدمت الدراما العربية من قبل مسلسلات اختلط فيها العلم بالكوميديا بالخرافات والفانتازيا، فلا يمكن أن نُصنفها باسم الخيال العلمي.
 
تدور أحداث المسلسل بعد قرن من الآن في عام 2120، وفيه يعاني البشر من أزمة طاقة كبيرة، ويحاول أحد المهندسين إيجاد حل لهذه الأزمة، ولكن العالم لم يعد كما هو بالتأكيد، حيث يجد المشاهد نفسه في عالم ديستوبيا مخيف (عالم الشرور)، اختلت فيه موازين القوى.
 
المسلسل من بطولة يوسف الشريف وعمرو عبد الجليل وسهر الصايغ وأحمد وفيق وناهد السباعي وتأليف عمرو سمير عاطف، وإخراج ياسر سامي. وعلى الرغم من المبادرة التي تستحق الإعجاب التي أخذها صناع المسلسل، فإنه حظى بنقد سلبي من بعض المشاهدين على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب عدم التزامه المنطق أو الدقة العلمية في بعض المواضع.
 
السرقة
شاهدنا أفلام السرقة في السينما العربية في أعمال مثل "أولاد رزق" حديثًا، لكن في المسلسلات التلفزيونية لم ينتشر الأمر كثيرا على الرغم من كونه نوعا دراميا لا يحتاج إلى ميزانية إنتاجية كبيرة مثل الخيال العلمي، بقدر ما يحتاج إلى مزيج من الذكاء في كتابة السيناريو وإدارة الممثلين.
 
هذا العام شاهدنا مسلسل "بـ 100 وِش" من إخراج كاملة أبو ذكرى وتأليف أحمد وائل وعمرو الدالي، وبطولة آسر ياسين ونيللي كريم. وتدور أحداثه حول سكر وعمر، وكلاهما احترف النصب وحده، ولكنهما معا شكلا عصابة لا تقهر، استطاعت مزج السرقة والجريمة بخفة الظل.
 
جذب المسلسل الأنظار في بداية رمضان، ليصبح سريعا الحصان الأسود، حيث أبهر المشاهدين بالنص السلس والذكي وكذلك إدارة كاملة أبو ذكري لعدد كبير من الممثلين ليظهروا حتى المغمورون منهم كالنجوم مع إعادة اكتشاف لنيللي كريم وآسر ياسين.
 
وعلى الرغم من تراوح مستوى العمل في الحلقات بعد العاشرة، وعدم استمراره على المستوى نفسه من الجودة فإنه حافظ على جماهيريته وريادته على مواقع التواصل الاجتماعي وتصدره قائمة "الترند" على تويتر عدة مرات.
 
الأكشن
أصبحت أفلام الحركة أو الأكشن هي الأعلى إيرادا في السينما المصرية في السنوات الأخيرة، بعدما استولت الأفلام الكوميدية على هذه المكانة لسنوات طويلة، وحان الوقت لينتقل هذا النجاح إلى الوسيط التلفزيوني، وفي 2020 عرض كل من "شاهد عيان" و"الاختيار" ضمن هذه الفئة.
 
المسلسل الأول "شاهد عيان" من بطولة حسن الرداد وبسمة وحلا شيحة وتأليف أحمد مجدي وإخراج محمد عبد الرحمن حماقي. وتدور أحداثه حول ضابط شرطة تختطف زوجته الصحفية، ويوهمه الخاطفون أنها قتلت، ولكنه يكتشف الخديعة ويبحث عنها وخلال ذلك يشتبك مصيرهما مع العديد من العمليات الإجرامية.
 
على الرغم من الإعلان التشويقي الواعد للمسلسل، فإنه لم يستطع إثبات نفسه في الموسم الرمضاني المتخم بالأعمال المتنوعة، ولذلك تجاهله الكثير من الجمهور، وربما يحظى بفرصة أفضل بعد شهر رمضان في إعادة العرض.
 
أما المسلسل الثاني فهو "الاختيار" وهو المنافس الأكبر لمسلسل "النهاية" في ميزانية الإنتاج وتقنيات التصوير والمؤثرات البصرية، فهو يتناول قصة حقيقية حول أحمد صابر المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذي كان من بين ضحايا كمين مربع البرث بمدينة رفح المصرية، ويقدم المسلسل محطات في حياة المنسي والمهام التي قام بها، ودمجا ما بين مشاهد وثائقية وأخرى مصورة.
 
المسلسل من بطولة أمير كرارة وأحمد العوضي ودينا فؤاد، وتأليف باهر دويدار وإخراج بيتر ميمي، وقد حقق نجاحا جماهيريا معقولا مع إثارة الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي لتنميط شخصياته ما بين الشر والخير بصورة غير درامية، وكذلك المونولوجات المباشرة الطويلة على لسان الشخصية الرئيسية.
 
الإثارة والتشويق
الإثارة والتشويق مثل السرقة من الأنواع التي لا تحتاج إلى ميزانيات تصوير عالية، لذلك تصلح للمسلسلات التلفزيونية على شرط أن يتم كتابتها بشكل جيد يستقطب اهتمام المشاهدين على مدار الثلاثين حلقة، وخلال شهر رمضان 2020 تم تقديم عملين يقعان تحت هذا التصنيف ولكن أحدهما فلح في مراده والآخر فشل إلى حد كبير.
 
المسلسل الأول هو "هوس" من بطولة عابد فهد وهبة طوجي وتأليف نايا الأحمر وإخراج محمد لطفي. وتدور أحداثه حول طبيب تجميل تدخل زوجته التي يعشقها في غيبوبة طويلة، ما يؤدي به إلى حالة نفسية مضطربة تدفعه لأفعال تعقّد حياته وحياة من حوله.
 
يعتبر المسلسل تجربة ممتازة في الإثارة والتشويق، فقد استرعى انتباه المشاهدين طوال الحلقات لتتبع تصرفات الدكتور زياد غير المتوقعة ورحلته لإعادة اكتشاف نفسه وزوجته شبه الراحلة والماضي والمستقبل، وساعد في ذلك كون المسلسل من 11 حلقة فقط، فلم يتعرض للمط أو محاولة ملء الحلقات بأحداث وحبكات فرعية تضجر المشاهد.
 
على العكس من ذلك مسلسل "لما كنا صغيرين" قدم ثيمة معروفة للغاية في هذا النوع، ويدور بصورة عامة حول مجموعة من الأصدقاء تجمعهم علاقة طويلة، ويحتفظون بأسرار تقوي علاقتهم وفي الوقت ذاته تعتبر نقطة ضعفهم، ما يزرع بينهم مزيجا من المحبة والخوف من الغدر.
 
المسلسل من بطولة محمود حميدة وخالد النبوي وريهام حجاج ونسرين أمين ونبيل عيسى وكريم قاسم، وتأليف أيمن سلامة وإخراج محمد علي. وقد أثار الكثير من الجدل قبل العرض بسبب البوستر الخاص به الذي ظهرت به ريهام حجاج أمام النجمين اللذين يكبرانها سنا وخبرة، وكان من المتوقع أن ينتهي هذا الجدل بمشاهدات مرتفعة، ولكن ردود الأفعال على المسلسل جاءت سلبية.
 
المصدر : الجزيرة