عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Sep-2020

لمصلحة من يعزل الفلسطينيون أنفسهم*باسل ترجمان

 الدستور

خطوة جديدة في الطريق الخطأ تسير بها فلسطين بإعلان وزير خارجيتها رياض المالكي التخلي عن ترؤس مجلس جامعة الدول العربية في دورته الحالية.
 
هذه الخطوة سبقتها خطوات كثيرة ميزت العمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني منذ توقيع اتفاق أوسلو 1993، حيث ترسخت قناعة لدى الكثير من القيادات الفلسطينية بان واشنطن صارت صديقاً لهم وأوهموا انفسهم انهم سيكونون شركاء معها ومع اسرائيل في صناعة ما سمي حينها «بسلام الشجعان»، وبدأت حالة الانكفاء الدبلوماسي واغلقت الكثير من السفارات في افريقيا وفي دول ناصرت القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر وطني عادلة وتحملت هذه الدول عداء وعدم رضى واشنطن عن مواقفها المساندة لفلسطين في المحافل الدولية، وسمح هذا الانكفاء لإسرائيل بالتمدد في القارة الافريقية وفي عديد العواصم في اسيا واوروبا الشرقية والتي كان الفلسطينيون يعتبرونها صديقة لهم.
 
تناقضات بالجملة ابعدت فلسطين عن محيطها الطبيعي الداعم لها من اشقائها وحلفائها، والقضية التي مازالت وستبقى حية في وجدان الكثيرين غاب صوتها الذي تمثل اساساً بنضال شعبها الذي جسده مثقفوها وأدباؤها الكبار واعلامها الذي صمت ولم يعد يحمل صوت فلسطين ليداعب القلوب ويعانق المشاعر، هذا الغياب الذي لا يبرر ترك بصمات كبيرة عجز الفلسطيني اليوم عن فهم لماذا غاب السند الدولي مع حقه الغير قابل للمساومة، وفي عدم القبول بتقمص دور الضحية.
 
الحديث عن تخلي فلسطين عن ترأس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب ومهما كانت مبرراته خطيئة كبرى والاخطر حديث البعض عن تعليق عضويتها في الجامعة العربية، وهذا يطرح تساؤلا كبيرا لمصلحة من هذا السعي لعزل فلسطين عن محيطها وعمقها العربي.
 
المستفيد الاول من تراجع وهج الحضور الفلسطيني في كل المساحات التي افتكها الفلسطيني بنضاله في العالم هي اسرائيل التي تجد في كل غياب مساحة جديدة تتمدد فيها بما تملكه من قدرات كبيرة اقتصادية وسياسية وامنية مقابل عجز غير مفهوم أو مبرر للانكفاء الفلسطيني في الدفاع عن قضيته أو في العمل في كل الساحات لإبراز عدالتها وان الظلم مازال يحيق بحق هذا الشعب في الحرية واقامة دولة مستقلة على ترابه الوطني.
 
القضية الفلسطينية كما قالت ادبيات ثورتها التي انطلقت في ستينات القرن الماضي ليست خاصة بالفلسطينيين بل كان الشهداء الذين سقوا بدمائهم شجرة الحرية من جنسيات وهويات لا يجمعهم بكل الفلسطينيين أي انتماء، لكن الانتماء كان للحلم بالحرية والنضال من اجل نيل الحقوق وهذا يحمل اصحاب الحق واجب الوفاء لدماء من ضحوا في سبيل نيل حريتهم من قبل اغتصاب فلسطين ولليوم وغدا لأن فلسطين قضية ستبقى حتى استعادة شعبها لحريته وارضه وعودته لها رغم كل الظروف التي تهدد الحلم بالحرية.