عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Dec-2019

(29/11) يوم ومناسبتان - عزت جرادات

 

*مدخل
الدستور- -يعتبر يوم (29/11) التاسع والعشرين من تشرين الثاني يوماً لا ينسى في تاريخ امتنا، لا يجوز أن يمر دونما وقفة ذات بعد مستقبلي، ففيه مناسبتان: الأولى ذكرى قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، كما سيوضح والثانية ذكرى قرار الأمم المتحدة نفسها بالتضامن مع الشعب الفلسطيني.
*مشهد 29/11/1947م:
- تجتمع الهيئة العامة للأمم المتحدة، والمكوّنة من (56) ستة وخمسين دولة، بغياب عضو واحد (مملكة سيام- تايلند حالياً)، فتتخذ قرار رقم (181) بأغلبية (33) ثلاثة وثلاثين صوتاً، ومعارضة (13) ثلاثة عشر صوتاً هي مجموعة الدول العربية (آنذاك) وكانت ست دول (6): السعودية وسورية والعراق ولبنان ومصر واليمن، وأربع دول + (4) أسلامية: أفغانستان وإيران وباكستان وتركيا، و (3) وثلاث دول صديقة : الهند واليونان وكوبا.
وتمتنع (10) عشر دول عن التصويت، ومنها بريطانيا التي أوجدت القضية، تاركة الأمر (للأمم المتحدة) لتصدر القرار الذي هيأته... ورتبت تمريره، لإنهاء فترة الانتداب المشؤومة على فلسطين.
-كان محتوى القرار يمثل الغلّو الاستعماري، فيمنح (56.5 %) من مساحة فلسطين إلى (33 %) من سكانها الغرباء، إذ كان عدد اليهود (60) ستين إلفاً منهم (39) تسعة وثلاثون إلفا من اليهود/ البلدان العربية؛ ويمنح (43.5 %) من مساحة فلسطين إلى (67 %) من سكانها وهم السكان العرب الأصليون، ويبلغ عددهم (700) سبعمائة إلف عربي فلسطيني... واعتبرت منطقة (القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة لهما... منطقة دولية ومع نهاية حرب (1948) العربية – الإسرائيلية، كان اليهود يحتلون ما يقارب (80 %) من أرض فلسطين التاريخية.
-ومما يلفت النظر أن رد الفعل العربي لقرار التقسيم هو رفض القرار، واتخاذ (حزمة) إجراءات:
*توجيه مذكرة شديدة اللهجة لكل من أمريكا وبريطانيا تعبّر عن رفض القرار ومنع تنفيذه.
*الإعلان عن فتح باب التدريب للمتطوعين العرب للدفاع عن فلسطين.
* العمل على تكوين جيش الإنقاذ.
* رصد مليون جنيه لإغراض الدفاع عن فلسطين.
-وجاءت نتيجة حرب (1948) المعروفة، وبعدها نتيجة حرب (1967) المعروفة أيضاً... لتصبح المطالبة بالحصول على أل (20 %) وهي الأراضي الفلسطينية المحتلة عنوان المعركة.
*مشهد 29/11/1977م:
-بعد مضيّ ثلاثين عاماً على قرار التقسيم، تتخذ (منظمة الأمم المتحدة) القرار (40/532) باعتبار ذلك اليوم (29/11) من كل عام يوماً دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
-تعتبر (الأمم المتحدة) الأيام الدولية مناسبات لتثقيف عامة الشعوب حول القضايا ذات الأهمية، ولتعبئة الموارد والإرادة السياسية لمعالجة المشاكل العالمية والاحتفال بالانجازات الإنسانية وتعزيزها. ويعطى كل يوم دولي فرصة للعديد من الجهات الفاعلة لتنظيم الفعاليات المتعلقة بموضوع ذلك اليوم والتوعية بمضمونه وأهدافه.
- وتسجل (منظمة الأمم المتحدة) نجاحات في معظم الأيام الدولية، باستثناء يوم دولي واحد، وهو (يوم التضامن) الدولي مع الشعب الفلسطيني)... فلم تحقق إي انجاز:
    * فالاستيطان يتواصل ويتوسع، فثمة (150) مستوطنة بالإضافة إلى (128) بؤرة استيطانية، و (15) مستوطنة في منطقة  القدس... ويقيم في هذه المستوطنات (670) ألف مستوطن، منهم (228) ألفا من منطقة القدس.
* والتهويد للمعالم الفلسطينية، وبخاصة في (القدس الشريف) يسرى مسرى النار في الهشيم.
*والمقاطعة لإسرائيل تتضاءل في المنطقة العربية، وتتمدد في مختلف دول العالم.
-لقد اختلفت البيئة في (منظمة الأمم المتحدة) فأصبحت مؤيدة للحق الفلسطيني، ولكنها لم تستثمر جيداً من قبل الدول العربية، وتعجز دبلوماسيتها عن التأثير في صاحب الولاية (مجلس الأمن الدولي).