عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Apr-2020

إسرائيل..دولة قابلة للانشطار - محمد سلامة

 

الدستور- فيروس كورونا المستجد كشف أن الدولة العبرية مهيأة للانشطار إلى دولتين، دولة يهودية للمتشددين (الحريديم) وأخرى لليهود الباقين، وهذا نذير شؤم لبني إسرائيل تاريخيا وذلك، حينما انقسمت مملكة يهودا على نفسها وأضحت شعبين في مملكتين متخاصمتين والنهاية أتت عليهما جميعا بدخول الجنرال اليوناني طيطيس عام 70م وتدمير الهيكل والشتات اليهودي من أرض فلسطين. 
 
نسوق هذه المقدمة كون النخب اليهودية بدأت تتحدث علنا عن ذلك، والسبب هو أن عاصمة اليهود المتدينين» بني براق» وجميع سكانها من الحرديم، رفضت تنفيذ تعليمات الحكومة الإسرائيلية فيما يخص فيروس كورونا، واعتبرت ذلك خروجا عن نصوص الشريعة اليهودية، وأن وزير الصحة من هذه الجماعة ومصاب بالفيروس ويعالج في المستشفيات ورفض الامتثال للتعليمات الصادرة له ورفض تنفيذها على منطقته. 
 
فيروس كورونا المستجد منتشر بين اليهود المتدينين اكثر من غيرهم، ففي بني براق وحدها ثلث المصابين، وبها يقطن ربع مليون يهودي،وهؤلاء ينظرون إلى اليهود الأوربيين وغيرهم بأنهم كفرة، ولا يقبلون الانخراط في حياتهم، وهؤلاء مستثنون من قوانين الخدمة العسكرية ويتمتعون بامتيازات لا أول لها ولا آخر، فهم لا يعملون نهائيا،ويعيشون على رواتب مقطوعة لكل فرد في الأسرة حسب القوانين الإسرائيلية حيث تدفع الدولة مبلغا مقطوعا لكل أسرة تنحب ولدا أو بنتا وكلما زاد الأولاد زادت الرواتب للأسرة وهناك أسر بها اكثر من عشرة اولاد، ولهذا ينجبون كثيرا، فاقل عائلة لديها خمسة اولاد ولهذا تجد أن كل رب أسرة يأخذ راتبا شهريا يزيد عن راتب الوزير في الدولة الإسرائيلية. 
 
«فيروس كورونا «كشف عيوب وخبايا عفن النظام الإسرائيلي، فهناك أصوات تطالب الآن بوقف دفع الأموال عن كل ولد ينجبونه، وهناك من يتحدث عنهم بأنهم قنبلة موقوتة في جسد الدولة الإسرائيلية،وأن معالجة الواقع اليوم أفضل من تركه لأزمات لاحقة، فهذه المجموعات ترفض قوانين الدولة الإسرائيلية وتعتبرها لا تتوافق والشريعة اليهودية وترفض قبول القرارات الحكومية ولا تلتزم بأي شيء، فهي خطر اكثر من الفلسطينيين على مستقبل اليهود. 
 
«الحريديم «..يتحدثون علنا بأن الحكومة الإسرائيلية لا تمثلهم وأن قراراتها واجراءاتها باطلة، وأن مواجهة فيروس كورونا المستجد يجب أن تتم وفق تعاليم الشريعة اليهودية وملخصها القبول الطوعي بعلاج مناعة القطيع، أي ترك الناس يواجهونه ويموت من يموت ويحيا من يحيا. 
 
كثير من اصوات المتشددين الحرديم تطالب بالانفصال عن دولة إسرائيل وتطالب بوضع تعاليم الشريعة اليهودية كأساس للحكم، وترك الدولة الإسرائيلية بحكمها الحالي كونها غير يهودية، ومن بينها من يطالب بوضع تعريف من هو اليهودي؟! ليصار الى قبوله، وترك الآخرين باعتبارهم مرتزقة جاءوا بثوب يهودي من أجل المال والعيش الكريم وهم ليسوا يهودا. 
 
إسرائيل الراهنة لن تقوى على البقاء والهيمنة، ففي داخلها بذرة فنائها وفيروس كورونا المستجد كشف أولى هذه البذرة والأيام حبلى بالمفاجآت، وما قبله (أي الوباء) لن يكون كما بعده في إسرائيل.