عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jan-2020

“جمعية الحسين” علامة مضيئة في تقديم الخدمات العلاجية والنفسية

 

تغريد السعايدة
 
عمان–الغد-  تتعدد حالات العلاج الوظيفي والطبيعي للأشخاص ذوي الإعاقة، وقد تحتاج إلى دعم نفسي أو “علاج نفسي”، يسهم في تجاوب المريض مع العلاج وسرعة تحسين أدائه وتسهيل حياته؛ إذ إن الحالة النفسية للفرد، على اختلاف طبيعته، تعد داعما للنهوض بوظائف الجسد كافة، ليكون “فعالاً في حياته والمجتمع”.
ومن هنا، حرصت جمعية الحسين (مركز التدريب والدمج الشامل) على أن يكون لها بصمة في مجال الدعم النفسي لأطياف المجتمع الأردني كافة، ومن يقيمون على أرضه، من خلال إدراجها هذا العام تقديم خدمات الصحة النفسية التي تهم جميع شرائح المجتمع، لكونها مركزاً معتمداً للتدريب والتميز واستكمالها متطلبات ضمان استدامة برنامج الصحة النفسية كافة من خلال كوادر بشرية مؤهلة ومُدربة.
المديرة التنفيذية لجمعية الحسين آبي أبي حنا، بينت لـ”الغد”، أن الحرص على تقديم أفضل مستوى من الخدمات الصحية النفسية سواء لذوي الإعاقة أو المواطنين في المحافظات كافة، وكذلك اللاجئين السوريين في الأردن، حدا بالجمعية التي تترأسها الأميرة ماجدة رعد بن زيد، بإلحاق الكادر الوظيفي لديها من أطباء ومعالجين بدورات تدريبية متخصصة بأفضل المؤسسات والمستشفيات المعنية في ألمانيا، للوصول إلى الهدف المنشود من إدراج برامج الصحة النفسية ضمن خدمات التأهيل الشاملة.
وبناء على ذلك، عمدت الجمعية إلى تنظيم المؤتمر العلمي الخامس للصحة النفسية والتأهيل، الذي ضم يوماً نقاشياً وحوارياً شاملاً لمجموعة من المحاور التي تتناول الجوانب ذاتها، من خلال مشاركة أكاديميين وأطباء من قطر وفلسطين، بالإضافة إلى الأردن، والذي تنظمه الجمعية بشكل سنوي دوريا تحت عنوان “الصحة النفسية والتأهيل” بهدف تأكيد أهمية برامج الصحة النفسية لفئات المجتمع كافة، ولنشر الوعي حول أهمية برامج الصحة النفسية والتخلص من الأفكار السلبية حول الأمراض النفسية.
وتطمح الجمعية، من خلال فعالياتها المختلفة، إلى أن يكون هناك “مجتمع شامل يضم الأطياف كافة، ومن ضمنهم من يُصنف على أنهم يعانون من مشاكل نفسية أو تحديات في مجالات صحية نفسية مختلفة، لذا، فإن ذلك من ضمن أهداف المؤتمر الذي يعد جزءا من حملات توعوية متعددة بأهمية الصحة النفسية بوجود شراكات مختلفة مع المؤسسات الرسمية والأهلية”.
وتشير أبي حنا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط الصحة النفسية في برامج التأهيل بمجال تقديم الخدمات لذوي الإعاقة، والذي من شأنه كذلك أن يسهم في رفع القدرات العلاجية لدى المعالجين، الذين هم على علم كاف بمدى أهمية العلاج النفسي خلال مراحل العلاجين الوظيفي والطبيعي، الذي يربط بشكل كبير بين قدرة المريض على التجاوب مع العلاج، والذي يظهر جلياً من خلال أوراق العمل التي يتم طرحها خلال المؤتمرات المعنية بذلك.
المؤتمر اشتمل على الكثير من أوراق العمل العلمية ومجموعة دراسات وأبحاث من الأردن، وعدد من الدول العربية تستعرض أهمية الصحة النفسية كجزء من الصحة العامة، وآخر المستجدات العلمية بالمجال، وحسب الدراسات التي تستند الى أدلة علمية محكمة من خلال خبراء وقامات علمية مشهود لها من أساتذة جامعات، أطباء نفسيين، وأخصائيي الإرشاد النفسي والاجتماعي، من مختلف المؤسسات الرسمية والمؤسسات الخاصة والجامعات، والحديث عن واقع حال برامج الصحة النفسية بالأردن من الجهات المعنية، وبالذات الجهات الحكومية، والوصول إلى رفع التوصيات النهائية للجهات الرسمية للمتابعة.
وأضافت أبي حنا “أن أبرز أهداف إدراج البرامج الصحية النفسية ضمن خدمات التأهيل هي الرؤية المستقبلية للجمعية التي تتماشى مع الاستراتيجبات الحديثة كافة التي تربط توافر تأهيل شامل للأشخاص ذوي الإعاقة أو المحيط والأهل، بما في ذلك خدمات الصحة النفسية، كون الجمعية تتميز بتقديم خدمات من خلال فريق متعدد الاختصاصات”. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعامل الجمعية المباشر من خلال العمل الميداني وتطبيق برامج استراتيجية التأهيل المجتمعي والتنموي، مع الكثير من الحالات التي بحاجة إلى دعم نفسي، وبخاصة من اللاجئيين السوريين الذين تعرضوا للعديد من الصدمات النفسية والاضطرابات في ظل أجواء معيشية صعبة للغاية، دفع الجمعية إلى أن تكون طرفا مؤثرا ومساهما إيجابيا في تنظيم عمليات الدعم والعلاج النفسي لهم من خلال البرامج الداعمة لهم.
وتعد جمعية الحسين ومركز التدريب والدمج الشامل التابع لها التي تأسست في العام 1971 من أولى الجمعيات التي أولت الرعاية وتقديم الرعاية العامة للأطفال الأيتام، وبعد انخراطها بالعمل التطوعي أدركت جمعية الحسين قلة الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، ومنذ ذلك الحين تابعت الجمعية تطورها كأول جمعية في الأردن تقدم خدمات تأهيلية وتعليمية للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، إلى أن أصبحت مركزا تدريبيا يتميز بعدد من المجالات والتخصصات ذات الصلة المباشرة ببرامج التأهيل الشاملة.
وتتمثل رؤية الجمعية بالمساهمة في رفع مستوى الخدمات التأهيلية المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة بمناطق الأردن كافة عن طريق تقديم برامج تدريبية وتأهيلية شاملة وتوفير برامج تنموية مستدامة ذات جودة عالية، وحسب معايير عالمية معتمدة وضمن الموارد المتاحة مع الالتزام التام بتعزيز وحماية تطبيق اتفاقيات وقوانين حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
رسالة الجمعية، بحسب أبي حنا، هي “الالتزام بخلق مجتمع شامل من خلال تقديم الخدمات التأهيلية الشاملة والبرامج التدريبية المعتمدة دوليا للأشخاص ذوي الإعاقة والمستفيدين والمعنيين بمجال الإعاقة ورفع الوعي المجتمعي حول حقوق وإمكانات وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة ملتزمين بالمعايير والاتفاقيات والقوانين والتشريعات المحلية والدولية، وباعتماد نهج الحقوق والواجبات”.