الأول نيوز – يتميز وزير صحتنا الكريم بأنه يتمتع بسمعة جيدة في مجال اختصاصه ويشهد له من يعرفوه بأنه شخص مهذب وينحدر من عائلة سبق وأفرزت وزيراً مهذباً اَخر عام 1993 وأنه ليس من هواة وعشاق ال show ولا التصريحات الهوليودية ورغم وسامته فلم يعتبر نفسه يوماً كاَخرين عمر الشريف الستينيات .
لكن وزارة الصحة كانت دوماً محط انتقادات الرأي العام وفيما يخص وزيرنا فقد بدأت حملة ” الطخ ” عليه منذ صدور قرار تعيينه وتتواصل بعنف على مستويات متفاوتة منذ 29 اَذار ويساهم في ذلك بقوة كونه ونحن نعيش في كارثة صحية غير مسبوقة من خارج اختصاص الوباء الشرس وليس له خبرة بالأوبئة بل وكان إسمه بعيداً عن الأضواء قبل برامج أخبار الكورونا ، كذلك فهو لم يكن يوماً إدارياً بمعنى الكلمة .
ومن هذا المنطلق وكونه غير إداري وغير مختص بعلم الأوبئة فيمكننا القول بأنه ارتكب خطأً مزدوجاً أو بالأحرى خطأيين في غاية الأهمية أولهما ابتعاده عن إحاطنه بدائرة من مستشارين ومعاونين من أهل الخبرة والمعرفة بالمرض هو بحاجة لنصائحهم وارشاداتهم والغلطة الثانية تتمثل بعدم تكوين طاقم إداري مكثف حوله من ذوي الخبرة بالنظام الصحي والإدارة فوزارة الصحة يجب أن تعود وتبقى وزارة صحة وطنية تعالج الثغرات الفتاكة في النظام الصحي والمستشفيات والمراكز الصحية وتتوقف عن أن تبقى حصرياً وزارة كورونا كما هو الحال منذ اَذار 2020 .
ومن أخطاء البدايات أيضاً والتي لا يمكن تفسيرها واستيعابها لا بد من التركيز على إعادة تشكيل لجنة الأوبئة المكونة من خمسة عشر عضواً لم يطعمها سوى بأخصائي علم أوبئة واحد واختار عشرة أعضاء بعيدون كل البعد عن عالم الوباء والفيروسات لكن هذا الخطأ لم
يتوانى عن التحول لغلطة فادحة مستغربة تمثلت بوضع اللجنة بأكملها في حالة موت سريري فلم نعد نسمع عنها شيئاً رغم أنه بأمسّ الحاجة لتوصياتها .
ومن الثغرات الفادحة لمعاليه يتوجب التساؤل عن دوافع عدم تكثيف خبرات أقسام الإنعاش وخصوصاً التنفسي في مستشفيات الحكومة وتزويدها بأخصائيين في الإنعاش التنفسي معاليه بنفسه من بينهم كونهم حيويون لتفادي وفاة المصابين ولم يعد بسر أن مستشفيات الوزارة تفتقر لوجودهم بشكل كاف فأرقام 428 إصابة في 18 أيلول لكن 12 وفاة يجب أن تبقى ذكرى محزنة لا تتكرر .
ومن الأخطاء التي يجب التنويه إليها ان وزيرنا الكريم ابتعد عن الميدان والجولات في البؤر الحساسة إضافة إلى أنه لم يقم على الإطلاق بالنظر في الشوائب التي تغرق بها مستشفيات ومراكز صحة وزارته والنقص الكارثي في الأسرة والكوادر ولم نسمع سوى عن عزمه
وتصميمه على إعادة هيكلة الوزارة لكن هل هذا هو ما ينقص صحة الأردنيين أم معالجة الكوارث التي يجابهوها في مراكزكم الصحية حيث ومن بين 9 ملايين و482811 مراجع للمراكز الصحية ال 677 عام 2020 لم يتمكن مليون و393642 منهم من رؤية الطبيب بل قام الممرض بمفرده يا معالي الوزير بمعاينتهم وعلاجهم هل تتصورون ذلك بربكم ووزارتكم
لم تهب لكافة المراكز سوى طبيب اختصاص واحد لكل 2.3 مركز و 1.4 ممرض قانوني لكل مركز فهل تتخيلون معاليكم كم من ” لين ” تنتظر دورها عما قريب وهل ما زلتم مصممين على أولوية الهيكلة والتي ستتمخض عن إحالات للتقاعد وتنقلات بين المدراء فقط ؟
ولطالما يا وزيرنا الكريم وانتم ” الأب الروحي لنقابة الأطباء بعد أن تم إنهاء خدماتها ” فكم من اجتماع حضرتم وما الذي قمتم به منذ ستة أشهر لإحياء صندوق تقاعد الأطباء وأنتم تعلمون جيداً بأنه منذ سنتين لم تتلق عائلات بأكملها حقوقها القانونية التي حرموا منها
ومنهم ليس لهم مدخول سوى هذا التقاعد ؟
وقبل أن ندخل في موضوع الساعة المحزن فلنتذكر خطأ في التوقيت والمتمثل بتعيين الوزير لإبن عمه كرئيس لمديرية الطب الشرعي وهو قرار كان بالإمكان تأجيله لتفادي تراكم الانتقادات حتى لو كان إجراءً قانونياً حسبما أفتت به ” الوزارة نفسها ” .
ونأتي لموضوع الساعة المحزن دون الدخول في المعلومات فهي بيد القضاء العادل ونعني موضوع الطفلة حيث تثبت الوقائع بانه ملف مليء بالأخطاء التي كان بالإمكان تفاديها بدءاً ( كما أوردته مختلف رسائل الأطباء المحزنة ) من اتهام بضعة صغار الأطباء بالتقصير وذلك قبل انتهاء التحقيق وقول معاليه بأن سبب ما حصل ويحصل في مستشفيات الصحة إداري حصرياً فإذا كان ذلك واقعياً بالفعل فماذا فعلتم منذ29 اَذار ولماذا لم تتخذوا الإجراءات الضرورية لتصحيح المسيرة استباقياً وإن كان الخلل إدارياً فهل بالدخول في صدام خاسر مع اللجنة الصحية البرلمانية ( قبل التراجع سريعاً عن القرار ) أو بالتضحية ببضعة أطباء ليس لديهم مسؤولية قيادية قد حلت المشكلة ولماذا لم تناقشوا الإجراءات بالتفاصيل مع مدير المؤسسة التي وقعت بها الحادثة بدل تجاوزه وإقصاؤه وتفضيل التحاورمع من هم أقل أهمية إدارياً كما ورد في رسالة استقالته وإن كان لديكم تحفظات موثقة ضد أدائه فلماذا لم تقيلوه أو تنقلوه ولا تتركوا الشكوك تحوم حول ماضيه المعطاء؟
عتبنا كبير عليكم وزيرنا الكريم الذي نوده وليست لدينا حسابات شخصية ضده فنحن نتفهم أن المهمة صعبة وتزداد عسراً لأي مسؤول كان عندما يكون من خارج الوزارة والإدارة وعلم الأوبئة لكن كثير من الأخطاء كان بالإمكان تفاديها لو تكرمتم بالعمل ضمن فريق متكامل وأحطتم نفسكم منذ البداية بطاقم استشاري من ذوي الخبرة والمعرفة .