عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Oct-2019

العراق يُغلق جميع منافذه البرية مع سوريا… وفرنسا تمنح كردستان 10 ملايين يورو لاستيعاب موجة النزوح

 

بغداد ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الهجرة العراقية، أمس الجمعة، إغلاق جميع المنافذ الحدودية البرية القريبة من المعارك في سوريا، على خلفية العمليات التركية الجارية في هذا البلد، مشددة على «ضرورة السيطرة على الوضع وعدم السماح بدخول بعض العناصر المشتبه بها إلى الأراضي العراقية».
وقالت، في بيان، إن «وزير الهجرة والمهجرين نوفل بهاء موسى استقبل في مقر الوزارة ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق، أيمن غرايبة، وجرى خلال اللقاء بحث عدد من الملفات المهمة والخاصة بملف النازحين السوريين، نتيجة دخول القوات التركية شمال شرق سوريا، وكيفية التنسيق والعمل على احتواء تلك الأزمة، فضلاعن ملف الأسر النازحة في مخيم الهول السوري».
ونقل البيان، عن الوزير قوله، خلال اللقاء، إن «جميع المنافذ الحدودية البرية والقريبة من العمليات القتالية مغلقة حالياً مع سوريا بسبب دخول القوات التركية والوضع الأمني الذي تخلل الأزمة»، مشيرا إلى أن «خطورة الموقف تتطلب التعاون والتنسيق من اجل السيطرة على الوضع وعدم السماح بدخول بعض العناصر المشتبه بها عن طريق نزوح الأسر النازحة وبدخولهم الى البلاد».
 
أمن الحدود
 
وأوضح أن «الحكومة العراقية تراقب بكثب الأوضاع الأمنية والإنسانية على الحدود السورية العراقية وتتهيأ لكافة الظروف الطارئة التي قد تنتج عنها عمليات نزوح جماعي من الحدود السورية الى الحدود العراقية»، داعيا في الوقت نفسه الأمم المتحدة لـ«زيادة التعاون والتنسيق ووضع الخطط اللازمة لتلك الأزمة».
وأعرب عن أمله في أن «يعم الأمن والاستقرار في المنطقة، لأن ما يجري الآن يتطلب الوعي وإبعاد المنطقة عن الويلات، لأن المتضرر الوحيد من هذه الأزمة هي الشعوب»، داعياً الحكومة السورية إلى «زيادة الاستقرار والسيطرة على أراضيها».
غرايبة، وفقاً للبيان، أشار إلى أن «الأزمة السورية تتطلب التعاون والتنسيق مع كافة الأطراف لتجنب حدوث أي طارئ».
ويرغب العراق في زيادة التعاون مع الجانب السوري لضبط أمن الحدود المشتركة، في ظل التطورات العسكرية الجارية حالياً.
ووفقاً لـ«سانا»، فإن الرئيس السوري بشار الأسد تسلم رسالة من رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، نقلها مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض.
وأضافت: «الرسالة تمحورت حول سبل تطوير العلاقات بين البلدين والإرتقاء بالتنسيق القائم بينهما إلى مستويات أعلى ومجالات أشمل، سواء في قضايا مكافحة الإرهاب أو أمن الحدود في ضوء التطورات الأخيرة إضافة للتعاون الاقتصادي وفتح المعابر بين سوريا والعراق».
وتناول اللقاء أيضاً، «الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث أكد الأسد أن الأطماع الخارجية في دول منطقتنا لم تتوقف عبر التاريخ، والعدوان التركي الإجرامي الذي يشنه نظام أردوغان على بلدنا حاليا يندرج تحت تلك الأطماع، مهما حمل من شعارات كاذبة فهو غزو سافر وعدوان واضح ردت سوريا عليه في أكثر من مكان، عبر ضرب وكلائه وإرهابييه، وسترد عليه وتواجهه بكل أشكاله في أي منطقة من الأرض السورية عبر كل الوسائل المشروعة المتاحة».
الفياض، أكد، حسب الوكالة أن «البلدين مستمران في عملهما المشترك على مختلف الأصعدة بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين العراقي والسوري ويحقق الأمن والسلام للبلدين».
في الأثناء، اختتم وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، سلسلة لقاءاته مع المسؤولين العراقيين في بغداد، وتوجه إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، بهدف إيجاد آلية «سليمة» لضمان محاكمة مقاتلي «الدولة الإسلامية» من الجنسية الفرنسية، إضافة لملف النازحين السوريين المتدفقين من الأراضي السورية إلى الإقليم.
 
الفياض سلم رسالة للأسد حول التنسيق في قضايا مكافحة الإرهاب
 
مسؤول الدبلوماسية الفرنسية، التقى في أربيل، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، إضافة إلى رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، ورئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني.
وفور وصله ليل أول أمس إلى أربيل، التقى لودريان رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، إذ أكد الأخير خلال مؤتمر صحافي مشترك أن «الهجوم التركي في المناطق الكردية في سوريا يشكل تهديداً حقيقياً بعودة داعش وتأزيم الأوضاع في المنطقة، ولا بد من إيقاف القتال وإتخاذ حل سلمي ونحن مستعدون لتقديم ما يلزم بهذا الصدد».
وأضاف: «نحن قلقون من موجة تهجير جديدة خاصة مع مشاركة فصائل من المعارضة السورية في العملية العسكرية».
لودريان خاطب بارزاني، بالقول «هذه زيارتي السابعة، وتهدف لإيصال رسالة صداقة ودعم لسيادتكم وجميع الأخوة الكرد، موجهة من قبل الرئيس ماكرون وفرنسا»، مبيناً أن «الزيارات السابقة تنوعت من حيث ظروفها بين جيدة وسيئة، وهذه منها سواء من الناحية الأمنية في إقليم كردستان والعراق وحتى استقرار فرنسا وأوروبا».
وأكد: «تقديم باريس مساعدة مالية قدرها 10 ملايين يورو إلى إقليم كردستان للتعامل مع اللاجئين القادمين من القتال في المناطق الكردية في سوريا».
ووشدد على أنه «يتفق مع مخاوف كردستان بشأن بقاء خطر داعش»، لافتاً إلى أن «هناك 13 ألفا من الإسلاميين المتشددين في شمال شرق سوريا، منهم 2200 أجنبي والعدد يصل إلى 40 ألفاً إذا تم احتساب أفراد عائلات داعش، وهذا أمر خطير، أما إضافة من يمارسون أنشطتهم سراً فتنذر بكارثة».
وأمس الجمعة، استقبل رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني في مكتبه، الوزير الفرنسي، وبحثا عدداً من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
بيان لرئاسة حكومة الإقليم ذكر، أن لودريان أكد ضرورة «تركيز الجهود لمنع عودة ظهور تنظيم داعش الذي لا يزال يشكل تهديداً في بعض من مناطق العراق».
وإزاء الأوضاع في شمال شرق سوريا وغرب كردستان، أعرب الجانبان عن «قلقهما من تصعيد الاوضاع وتأزيمها خصوصاً بعد نزوح الكثيرين ولجوء بعضهم الى إقليم كردستان».
وجرى في الاجتماع ايضاً، وفقاً للبيان، التأكيد على أهمية أن «يؤدي المجتمع الدولي دوره ومسؤوليته لمساعدة إقليم كردستان في إيواء اللاجئين الفارين من العنف».
وأشار رئيس حكومة إقليم كردستان إلى أنه «مع وقف إطلاق النار، وأنه يؤيد أي حل يصب في مصلحة جميع سكان المنطقة، ورفض أي تحرك يؤدي الى تغيير ديموغرافي».
 
هاربون إلى كردستان
 
في تطورٍ لاحق، كشف مسؤول كردي، عن دفع النازحين السوريين الهاربين من بلادهم في اتجاه إقليم كردستان العراق، مبالغ مالية تتراوح بين (650 ـ 700) دولار، للمهربين.
رئيس مجلس اللاجئين الأكراد في السليمانية، حجي عفريني، يقول في تصريح أورده «إعلام حزب الاتحاد الوطني الكردستاني»، إن «عدد النازحين الذين دخلوا اقليم كردستان يبلغ 1000 نازح حسب المعلومات التي حصلنا علينا»، مبيناً إن «كل شخص يدفع للمهربين من 650 الى 700 دولار». ودعا المسؤول الكردي المواطنين في «غربي كردستان»، إلى «عدم ترك مدنهم لأن الأوضاع لا تزال جيدة في غربي كردستان، وعدم السماح للمهربين باستغلالهم مقابل الحصول على مئات آلاف الدولارات»، مشيرا إلى أن «المهربين يتاجرون بالناس».
وحذّر في الوقت عيّنه من «حدوث تغيير ديموغرافي في المناطق الكردية، واسكان العرب والتركمان فيها»، موضّحاً إن «حكومة اقليم كردستان تسمح من معبر سيمالكا فقط بمرور المصابين وللحالات الطارئة ودخول المساعدات التي يقدمها إقليم كردستان لغربي كردستان».
كما دعا أيضاً الأحزاب والأطراف الكردستانية في إقليم كردستان إلى «الوقوف بموقف موحد امام الهجمات التركية وتأييد شعب غربي كردستان»، منوهاً أن «النزوح بدأ من غربي كردستان إلى اقليم كردستان منذ يومين، حيث دخل في اليوم الأول نحو 200 نازح ووصل العدد حتى الآن إلى ألف شخص».