عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Aug-2021

أما اَن لوفيات الكورونا أن تنخفض ؟* الدكتور سهيل الصويص
الأول نيوز – ما الذي يجري منذ أسابيع ونحن نشهد بشكل ملحوظ تواصل تسجيل أعداد وفيات مرتفعة في الأردن حتى عندما تنخفض الأصابات اليومية إلى دون 500 بل 300 أصابة 
 
تقييم الوضع الوبائي بصورة علمية يتم من خلال ثلاثية لا يمكن تجزئتها قطعياً ألا وهي عدد الإصابات وعدد الوفيات ونسبة الفحوص الإيجابية .
 
كيف نغض الطرف عن عدد الوفيات المرتفع ونحن فد تخطينا حاجز العشرة اَلاف ضحية ونركز حصرياً على عدد الإصابات فقط في الوقت الذي تمتليء التصريحات الرسمية بالإشادة بمستوى الجاهزية لموجة الوباء المنتظرة والأردني لا يرغب مطلقاً العودة لعصر التصريحات الهوليودية التي اتضح أنها لم تكن سوى سراب .
 
315 إصابة في 14 أيار مع 21 وفاة و 301 إصابة في 18 حزيران مع 12 وفاة و222 إصابة في 3 تموز مع 9 وفيات و 1055 إصابة و 21 وفاة في 28 تموز أرقام مقلقة بل وتثير التساؤلات حول ما قد ينتظرنا إن غدت لا سمح الله الإصابات بالألاف كما يبشرونا وتدفعنا للتساؤل إن كانت عقارب الساعة ستعود لا قدّر الله لشهر اّذار الأسود حين كنا نفقد روحاً كل 21 دقيقة ؟
 
يصحى الأردني وينام على تصريحات التخويف من الوضع الحالي وهذا في الوقت الحاضر ظلم لأنهم يرتكزوا على أرقام إصابات بإمكان أي دولة أن تزيدها وتخفّضها حسب مزاجها . بين 1 و 25 نيسان انخفضت أعداد الفحوص بقدرة قادر من 48253 إلى 16681 فانخفض عدد الإصابات إلزامياً من 6482 إلى 1731 فتعالت خطابات الانتصار تتويجاً للجهود المبذولة واليوم على النقيض تزداد الفحوصات بقدرة قادر أيضاً من 9797 في 21 تموز( أي أقل بكثير من عدد فحوصات المسافرين والقادمين فقط ) إلى 27681 في 29 تموز فتزداد الاصابات من 286 إلى 1008 فتنعكس محتويات الخطابات لتصبح كارثية وتعود التهديدات مجدداً لمراجعة الإجراءات والإغلاقات .
 
المواطن الأردني لا يتطلع سوى لتنويره بالحقائق والبداية تكمن في تفسير دوافع حملة التشاؤم الدعائية الواسعة التي تشنها الجهات الصحية وهل 760 إصابة يوم أمس تستدعي كل هذه المخاوف بالفعل مقارنة بالوضع العالمي ؟
 
ترتكز إدارة الصحة الأوروبية في تقييمها للوضع الوبائي انطلاقاً من عدد الإصابات ومعدل الفحوص الإيجابية وذلك كالاَتي : النسبة الخضراء تحت 10 إصابات لكل 100 ألف مواطن على مدى 7 أيام متتالية ومعدل فحوص إيجابية أقل من 5% ، برتقالية ما بين 10-50 إصابة ونسبة فحوص بين 5-10% وحمراء فوق 50 أصابة يومية ونسبة فحوص تفوق 10% .
 
طوال شهر حزيران كان متوسط الفحوص الإيجابية في الأردن 2.53% ومتوسط الإصابات اليومية 495 إصابة أي أقل من 5 إصابات لكل 100 ألف أردني ، وفي تموز كان متوسط الفحوص الإيجابية 3.01% ومتوسط الإصابات اليومية 591 أي أقل من 6 إصابات لكل 100 ألف أردني ومتحور دلتا ليس له تأثير على المنحنى الوبائي حسب وزيرنا الكريم فهل توقفتم بربكم عن التهويل وإثارة الرعب ؟
 
المواطن الأردني يحتاج لمن يطمئنه لا لمن يزرع الخوف في مخيلته دون مرتكزات علمية متعارف عليها عالمياً ومعدل الوفيات الذي لا ينخفض يمثل التهديد الأكبر القادم وليس هناك من يوليه أدنى اهتمام فذكرى فقدان الأقارب والأحباء لم تمحَ بعد من مخيلتنا وليس هناك أي منطق علمي يبرر عدم تحسن هذا المعدل طالما أن المتوسط اليومي لإشغال أجهزة التنفس طوال شهري حزيران وتموز كان 6.1% و 8.18% من مجموع الأسرة فقط ومتوسط أعداد الإدخالات اليومية طوال الشهرين الأخيرين كان 63 مريض فعندما نعلن عن 21 وفاة بيوم واحد كيف تريدون للأردني أن لا يقشعر رعباً ؟
 
طمئنوا المواطن القلق وأثبتوا له بأنكم بالفعل جاهزين لأي تدهور محتمل وأنكم قد عززتم من اعداد وكفاءة الطاقم التمريضي والطبي في أقسام الإنعاش وان عدد أسرتها قد ازداد وانكم اليوم تملكون اخصائيين متعمقين في الإنعاش التنفسي بالفعل لأن الثغرة تكمن من البداية هنا وترفضوا الاعتراف بها . وكم سيطمئن الأردني القلق وينام قرير العين عندما يرى فاتورة شراء ولو لجهاز تنفس جديد واحد منذ 4 شهور ؟
 
لكن كيف تكون الجاهزية مطابقة للواقع في غياب خطة مدروسة وشاملة وكيف الوصول إليها في غياب وجود طاقم قيادي واستشاري من أخصائيين في علم الأوبئة من ذوي الخبرة والمعرفة وها هي لجنة الاوبئة قد غدت في عداد المفقودين حتى لو لم تكن تضم سوى طبيب أوبئة واحد وعشرة متفرجين بعيدين كل البعد عن مجال الفيروسات والأوبئة ؟
 
موضوع معدل الإصابات اليومية مهم لكنه لا يمثل مؤشراً علمياً منفرداً وخصوصاً أن الأرقام الحالية كما رأينا ما تزال دون المستوى العالمي المثير للقلق باستثناء في تصريحات مسؤولينا الذين نود تذكيرهم بأنه عندما أعلنت الحكومة في 16 نيسان عن قرار بدء فتح القطاعات تدريجياً كان عدد الإصابات هذا اليوم 2732 ونسبة إشغال أجهزة التنفس 34% وأسرة الإنعاش 55.6% ونسبة الفحوص الإيجابية 12.41% واليوم يا سادة لدينا 760 أصابة ونسبة الفحوص الإيجابية 3.62% ونسبة إشغال أسرة الإنعاش 18.3% وأسرة التنفس 8.6% فأرحمونا بربكم واتقوا الله بالأردن فأنتم لا تنحروا الأمل في نفوس الأردنيين فقط بل تجهضوا اقتصادنا الذي بدأ يتعافى وتمنعوا السياح من الحضور لديارنا وتقولوا لدول العالم نحن في وضع سيء فلا تضعونا ضمن قائمة الدول الخضراء .