عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Aug-2020

رواية «سيدة أيلول» لزياد أحمد محافظة.. سرد محكم وتحليق في فضاء الأنوثة

 

عمان - الدستور - نضال برقان - «سيدة أيلول» رواية جديدة للكاتب الأردني زياد محافظة صدرت حديثا عن دار فضاءات الأردنية للنشر والتوزيع، وتقع في 216 صفحة من القطع المتوسط.
 
وسبق أن صدر للكاتب خمسة أعمال روائية عن دار فضاءات، هي: (يوم خذلتني الفراشات، ونزلاء العتمة، حيث يسكن الجنرال، وأفرهول، وأنا وجدي وأفيرام). والمجموعة القصصية: أبي لا يجيد حراسة القصور.
 
سيدة أيلول، رواية تتسيد فيها المرأة النص، لتحتل دور البطولة المطلق، في لحظة انكسار، لحظة تتلوث فيها أصابع الأخوة بالدم، ذلك الدم الذي له نفس الرائحة، نفس اللون، ونفس الوجع والهم. لحظة انهيار، القاتل فيها والمقتول منهزمين، لأنهما بطريقة او بأخرى يؤثثان لانهيار القادم، حيث تتكسر النصال على النصال، لكن قانون الحركة والتوالد يأبى إلا أن تظل المرأة في كل زمان، في الانتصار وفي الهزيمة هي آية الخلق والتوالد، السيرورة التي لا تتوقف، تقفز من انكسار إلى انكسار، تخلق أسباب قوتها من الهزائم والنكسات المتتالية، وتنسج بتعبها ووجعها خطوات القادم المعلق على حافة احتمال.
 
في سيدة أيلول، ثمة سرد محكم، سرد متمكن، سلس، شائق متعالٍ، يشدك لتتجاوز كل حد مع سلوى، الشخصية الرئيسة في النص، سرد ينطلق خطه الزمني من معارك أيلول ليمتد إلى ما يقارب النصف قرن،ون أن يفقد السرد لذته، ودون أن تفقد الحبكة الروائية إحكامها، سرد يؤرخ لما كان ولما يجيء، ويمنح الراية للمرأة، سلوى، أم جريس، انتصار، و..، ليكن الحافظات لنبض الحياة في زمن الموت والقذارة.
 
وكأن محافظة في روايته «سيدة أيلول»، يصرخ في وجوهنا جميعًا ودون اعتذار، بل كأنه يُشهر في وجوهنا حذاء السرد الحاد، ليقول: إن عدم القدرة على تحقيق التحرر الاجتماعي، هو الحاضنة الحقيقية التي تخلق فشل أي ثورة، بل ومن الطبيعي أن تتخلق أنهار من الدم بدل ذلك وديكتاتوريات غير ناضجة تحطم حتى كراسيها في طريقها لتحطيم شعوبها.
 
«محمود الذي أعدَّ خُطَّةً محكمة لتهريب سلوى من بيت عائلتها، وأبلغها بتفاصيلها، واتفق معها على اليوم والسّاعة والدَّقيقة، حيث سينتظرها بالسيارة صحبة صديقه جرجس أمام دارها، لم يكن ليخطر له أنَّه في نفس اليوم الذي حدده لتنفيذ الخطة، سوف تندلع أحداث أيلول الدامية (1970) في الأردن، وسوف يضطر للبقاء في قطعتة العسكرية في الزرقاء، وتغيير البند الأول من الخطة.»
 
لحظة ركوب سلوى في السيارة، مع جرجس ستكون لحظة فاصلة ليس فقط في مسيرة حياتها، والتي ستتنقل بها في عوالم وأماكن لم تكن لتخطر لها على بال، وإنما آخرون كثر ستتغير أقدارهم لدخول سلوى إلى حيواتهم.
 
عاصفة كثيرة ومثيرة سوف تعيشها سيدة أيلول سلوى، ودلالات عدة يضمنها زياد محافظة لتلك الأحداث ومآلاتها، مروراً بحرب (1973) مع الكيان الصهيوني، ثم حرب لبنان، وأخيراً أحداث الخراب السوري المريع.
 
يشار إلى أن محافظة روائي أردني، حصلت روايته «نزلاء العتمة»، على جائزة أفضل رواية عربية في معرض الشارقة الدولي للكتاب العام 2015، واختيرت روايته «يوم خذلتني الفراشات»، للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب العام 2012، ويحمل محافظة عضوية رابطة الكتاب الأردنيين، ورابطة القلم الكندية.