عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Aug-2025

احتلال مدينة غزة

  الغد

هآرتس
 
بقلم: ينيف كوفوفيتش وجاكي خوري
 
13/8/2025
 
 
 
 
قرار الكابنيت احتلال مدينة غزة يغير الرؤية العملية التي قادت الجيش الإسرائيلي إلى عملية "عربات جدعون" التي بدأت بخرق وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل في آذار. خلال هذه الأشهر عملت القوات في مناطق محددة، فارغة من المدنيين، وانشغلت بتدمير البنى التحتية والأنفاق التي معظمها كانت معروفة حتى قبل دخول القوات. عدد المقاتلين في هذه المناطق كان قليلا، الآن حيث إن معظمهم هربوا الى مدينة غزة ومخيم اللاجئين المواصي فان أساس مهمة الجنود كان تأمين عمل المعدات الهندسية. لذلك أيضا قالوا في الجيش الإسرائيلي مرة تلو الأخرى في الأشهر الأخيرة بان النشاطات لم تعرض للخطر المخطوفين.
 لكن الآن يجب على الجيش العمل في داخل سكان مدنيين يبلغ عددهم حوالي 1.2 مليون نسمة – 700 مواطن الذين كانوا يعيشون فيها عشية الحرب وحوالي نصف مليون نازح معظمهم من شمال القطاع وخان يونس ورفح. هذه بالطبع ليست المرة الأولى التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي في المدينة. ففي بداية الحرب عملت ثلاث فرق برية امام كتائب في أحياء الشاطئ وصبرا والدرج والتفاح. معظم هذه الكتائب تم تفكيكها أثناء القتال وسلسلة قيادتها تضررت والجيش الإسرائيلي اعلن عن هزيمتها.
 لكن الدخول المتوقع يحدث بعد أشهر كثيرة التي فيها استغلت حماس غياب الجيش الإسرائيلي عن المدينة من أجل إعادة التنظيم وتمهيد الأرض استعدادا لدخول آخر. هكذا، ضمن أمور أخرى، يوجد في المدينة اليوم آخر قادة الذراع العسكرية لحماس الذين بقي على قيد الحياة، عز الدين حداد، الذي بدأ كقائد لواء مدينة غزة ومنذ تصفية الاخوين السنوار ومحمد ضيف وقادة الألوية الآخرين أصبح هو قائد الذراع العسكرية.
 في الجيش يقدرون أن القتال يتوقع أن يتميز بالأساس بحرب عصابات لخلايا صغيرة وكثيرة، التي استعدت بشكل جيد. المعنى هو عدد اكبر من المقاتلين وعدد اكثر من العبوات الناسفة والصواريخ المضادة للدروع ونار القناصة، وكل ذلك في منطقة مأهولة وفيها مبان مرتفعة ومكتظة جدا. في هذه الظروف الجديدة أيضا الخطر على حياة المخطوفين واضح.
 إضافة الى ذلك، حسب أقوال جهات رفيعة في الجيش الإسرائيلي، فان جهات في الكابنيت طالبت بتكرار عمليات الهدم التي جرت في بيت حانون، حيث هناك دمر الجيش جميع المباني وترك مكانا غير قابل للعيش. هذا الطلب له تداعيات من ناحية فترة القتال وحجم القوات المطلوب، كما قالت هذه الجهات، حيث إنه خلافا لبيت حانون فانه في مدينة غزة توجد مبان مرتفعة ومكتظة. وتدمير مبنى متعدد الطوابق يحتاج الى قوة أكبر ومعدات هندسية ثقيلة. في الجيش لا يتعهدون اذا ما كان يوجد في هذه الأثناء لدى الجيش المعدات الهندسية المطلوبة لذلك.
 معنى كل ذلك واضح: رغم تجربة رئيس الأركان في الامتناع عن عملية عسكرية تحتاج الى تجنيد واسع للاحتياط، الا انه على الأقل 100 ألف جندي يمكن ان يتسلموا أوامر تجنيد قبل استئناف القتال. بكلمات أخرى، طلب الكابنيت سيقتضي اختراق نسبة الاحتياط التي حددت لعام 2025.
 لكن النقطة الأكثر أهمية في الخطة التي تلوح في الأفق هي اخلاء 1.2 مليون شخص، وهي عملية بدونها كما يقولون في الجيش، لن يكون بالإمكان البدء في العملية العسكرية.
حسب تقدير جهات في الجيش فإن هذا الإخلاء يتوقع أن يستغرق أسبوع – عشرة أيام، وفي نهايته السيطرة على المدينة يتوقع أن تستغرق ساعات أو أيام، وتحتاج الى نصف حجم القوات التي عملت فيها في السابق. بعد تولي السيطرة على المدينة يتوقع أن يعمل الجيش الإسرائيلي لأكثر من سنة من أجل تدمير البنى التحتية فوق وتحت الأرض.
 لكن حتى الآن لم يتم إعطاء تسويغ قانوني لهذه العملية. المدعية العامة العسكرية يفعات تومر يروشاليمي، أوضحت لرئيس هيئة الأركان وهيئة الأركان التداعيات القانونية لاحتلال القطاع. وفي نقاشات مغلقة شرحت بان هذه العملية ستؤدي الى وضع من السيطرة الفعلية، الذي حسب القانون الدولي تلزم إسرائيل بتحمل المسؤولية عن السكان المدنيين. التفسير هو ان الخطط العملياتية يجب ان تقدم ردا أيضا لسكان غزة، والجيش الإسرائيلي سيلتزم بتوفير الطعام والخدمات الصحية والنظافة والبنى التحتية ومجال آمن من القتال لهم.
 مع ذلك، كيف ينوون في الجيش تنفيذ طرد السكان؟ حسب الخطة التي عرضها زمير فان محور صلاح الدين سيعاد فتحه، والسكان سيضطرون الى التحرك نحو الجنوب الى ما وراء محور نتساريم الذي سيكون بالنسبة لهم الحدود الشمالية للقطاع الجديد المسموح التواجد فيه.
 في الجيش الإسرائيلي يخططون لإصدار أمر إخلاء للسكان، لكن في هذه المرحلة يقدرون أن كثيرين منهم سيختارون البقاء في المدينة والبحث عن ملجأ في داخل المباني حتى مع تعريض حياتهم للخطر. هذا لآن معظمهم تعبوا من الانتقال، وتجربة إيجاد مكان يمكن إقامة خيمة فيه اصبح مهمة صعبة. في مثل هذه الحالات، يقولون في الجيش، القوات تستعد لاستخدام نار المدفعية نحو "مناطق قريبة" بهدف "تشجيع" السكان على المغادرة.
عدد السكان المتوقع سيجبر الجيش على إعداد مناطق لاستيعابهم وإقامة مدن خيام. مع ذلك، في هذه الأثناء لا يعرفون في الجيش الإسرائيلي وبحق كيف سيتعاملون مع السكان المدنيين وكيف سيديرون المنطقة التي يتوقع أن يتجمعوا فيها. أيضا موضوع توزيع الغذاء والاهتمام باحتياجات السكان، التي كما قلنا الجيش الإسرائيلي سيكون المسؤول عنها إذا تم احتلال القطاع، لم يطرح حل له.