عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Apr-2019

متسلقون يروجون للبـتــرا الصغيرة من بعد زيارة المدينة الوردية

 

محمود أبو داري 
الدستور - «على الرغم من تقديم الساعة للتوقيت الصيفي، الا ان معظمنا لم يستطع النوم، وعند انتصاف الليل كانت عقارب الساعة تشير الى الواحدة، ابتدأنا بتحضير اغراضنا والتأكد من جاهزيتها.. و عند الساعة الثالثة فجرا وجب علينا التجمع للانطلاق نحو حاضرة الاردن المدينة الوردية، حيث ينتظرنا مسار ليتل بترا - الدير - جبل خبثا الاثري - الصحراوي – الجبلي».
ويقول محمد العبدللات ايقونة فريق التسلق الاردني Jordan Tramping Team – Hiking: انطلقنا على صوت محركات الحافلات وبوصلتنا جنوبية.. رافقها هبوب الريح التي رسمت خيوط شمس الفجر وعلى وجناتها حبات رمال الصحراء الذهبية.
و مع وصولنا الى خاصرة الحضارة النبطية، و لشدة شوقنا ورغبتنا بالتوجه الى ليتل بترا (البتراء الصغيرة /البيضة) و لان معظمنا لم يسمع بها من قبل، كانت زيارتها والتعرف بها تولد نوعا من الحماس؛ ما جعلنا نبدأ مسارنا بطاقة ايجابية... 
ويتابع العبدلات، ومن امام ليتل بترا اتجهنا الى الدير من المسار الخلفي، وهناك شاهدنا العديد من المناظر الطبيعية الخلابة التي يصعب وصفها كالتشكيلات الجبلية الملونة بالاسود والابيض والأصفر بالاضافة الى الوردي. 
و من ابرز ما قد تراه عيناك وانت متوجه الى الدير من المسار الخلفي حديث الكابتن فؤاد (ابوخالد) مع شجرة العرر الفنيقية التي قد لاتكون موجودة الا بتلك المنطقة، فنظر ابو خالد وتأمله بها يوحي بأن هذه الشجرة قد لا نراها ثانية، وعند وصولنا للدير مع انتصاف نهار الصحراء الجنوبية، تناولنا وجبة الغداء امام منظر الدير الضخم وهو شامخ؛ ما شكل جزءا من ثقافتنا، وبعدها بدأ نزولنا من الدير الى قصر البنت رائعة بانورما البتراء، وبعد ارسالنا تحياتنا الى قيس جابر من الكنيسة الرومانية توجهنا صعوداً الى جبل خبثا اطلالة الخزنة و العلو الشاهق في عباب الارض الاردنية، وبعدها ابتدأت رحلة العودة نزولا من جبل خبثا باتجاه الخزنة مروراً بالقبور النبطية القديمة والسيق الجميل الذي لم يسمع فيه سوا اصوات خطوات مجموعتنا، حتى وصلنا لمركز الزوار عند مغيب الشمس مودعين حضارة سجل لها التاريخ و حملها الاردن على جنبات الفخر الى العالمية.
في حاضرة فريق التسلق اناس رائدون.. ملفينا الطحان ( ام شريف ) تقول ان الطاقة الايجابية التي نحصل عليها من مسارنا تكفينا لاسبوع بأكمله، الى ان يأتي علينا المسار التالي؛ فالطبيعة وجمالياتها تفرز عندنا حاجة للاستمرار بعيدا عن مسارات روتين الحياة الشاق.
وتتابع منذ سنة وهي تشارك مع مجموعة Jordan Tramping Team – Hiking، وهي تتمتع بلياقة بدنية عالية فليس للعمر غالب انما الصحة وصفاء الذهن هما الغالبان.
وتنصح ام شريف ان يتوجه الناس لممارسة انواع الرياضة؛ فهي فرصة للكبار والصغار، وليست مقصورة على عمر معين، مضيفة ان المجموعة يشارك في معظم انشطتها عائلات بكل مكوناتها من الاب والام والاطفال حتى سن 7 اعوام، فالرياضة فيها تنمية للمهارات وبناء جيل بنفس الطبيعة بعيدا عن تعقيدات زمن التكنولوجيا الذي سلب عقول الاطفال قبل الكبار.
فيما يرى محمد نور وهو يشارك في هايك للمرة الاولى، ان تجربته كانت اكثر من رائعة، خصوصا و انها المرة الاولى التي يزور فيها حاضرة المدينة الوردية.
مؤكدا انه مع تكرار التجربة لدهشة طبيعتها وجماليات التسلق وروح الفريق في المجموعة، فالمشاركون يحملون في نفوسهم روح العمل الجماعي وليس لديهم سوى رغبة ممارسة الرياضة وتفريغ الطاقة الايجابية.
ويقول محمد ان مثل هذه النشاطت والمجموعات هي خير مسوق للسياحة، وعلى الدولة الاهتمام بها والتعاون معها؛ ففي البتراء مثلا حياة و روح تاريخية حملتها حضارة تجلب ملايين البشر اليها، مطالبا الاعلام ان يأخذ دوره بالمساهمة في نشر هذه الفعاليات؛ ففيها تفاصيل لا يعرفها حتى سكان المملكة.
وتختم دعاء شختور حديث الشجون في رحاب بتراء الصحراء و جنوب خارطة السيحاة العالمية، فتقول: انها بحثت عما يوصلها الى رياضة التسلق واكتشاف الطبيعة بتاريخ وحضارة جماليتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم ذهبت بشكل فردي وانضمت الى المجموعة، فكانت مفاجأتها ان المشاركين اهل للروح الاجتماعية وفريق للرياضة الجماعية، فغابت عنها لحظة الخوف وتشكلت نظرات الامل بممارسة الحياة الاجتماعية و الرياضية بروح الفريق الواحد.
و تقول دعاء وجدت البتراء عالما جميلا، ولكن الاجمل الراحة بعد الانجاز؛ حيث نجد انفسنا مع ذكريات جميلة نحملها مع البتراء في ذاكرتنا ما حيينا، الى جانب ان الرياضة تحقق مصالحة مع النفس.
يشار الى ان بيضا، أو البتراء الصغيرة، هي أحد المواقع الأثرية النبطية، وتقع على مسافة 10 كيلومترات إلى الشمال من مدينة البتراء الأثرية العربية النبطيّة. 
سُميت باسم البتراء الصغيرة لصغر الواجهات الحجرية المنحوتة فيها، ولوجود سيق صغير يفضي إليها، شبيهاً بالسيق الذي يُفضي إلى الخزنة في مدينة البتراء، ولصغر حجم السيق فهو يسمى أيضاً بالسيق البارد؛ لعدم دخول أشعة الشمس إليه لضيقه.