عمان - الدستور- اختتمت أمس الأول فعاليات ورشة راوي لكتاب السيناريو في دورتها الخامسة عشرة؛ اذ وصل كتاب السيناريو العرب (مشاركو راوي) بصحبة أعمالهم إلى مدينة الشوبك الأخاذة ذات الأجواء الملهمة والمحفزة. كما استقبلت الورشة نخبة من سبعة كتاب سيناريو عالميين حائزين جوائز لأعمالهم السينمائية (المستشارون المبدعون)، والذين وصلوا إلى الأردن من جميع أنحاء العالم لتقديم المشورة والنصح لكتاب السيناريو العرب.
يهدف اللقاء إلى النظر في النصوص الروائية الطويلة وإعادة كتابتها وتزويدها بما تحتاجه لصقل النص وحبكه بطريقة مقنعة. نظمت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام عمل هؤلاء المشاركين والمستشارين بشكل مكثف على مدار خمسة أيام، من 2 إلى 6 أيلول، كما هيأت لهم فرصة زيارة مدينة البتراء الساحرة عقب انتهاء فعاليات راوي.
سكينة الموقع في الشوبك إضافة إلى مكانته التاريخية المؤثرة، جعلت غاية الورشة أكثر بلوغا، وذلك في فندق مونتريال التابع لإدارة الشركة الأردنية لإحياء التراث الذي استضاف الدورة الخامسة عشرة من ورشة راوي لكتابة السيناريو.
معلقة على ورشة راوي لهذا العام، قالت الأميرة ريم علي، عضو مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام: «بالرغم من كون النصوص التي سيتم تطويرها من هذا المنبر روائية الا أن كلا منها يعبر بطريقته الخاصة عن محاولات المجتمعات عبر منطقتنا العربية للتعامل والتأقلم مع التحديات المفروضة عليها نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية والقيم والأعراف المتجذرة فيها.
من ناحيته، شدد مهند البكري، مدير عام الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، على أهمية راوي واصفا دوره بالمركزي لكتاب السيناريو العرب اذ علق قائلا: «نحن مؤمنون بقوة القصة، فكل شيء يبدأ بقصة وينتهي بأخرى. وهناك العديد من الأمثلة لأفلام ناجحة في العالم العربي تم انتاجها بإمكانيات متواضعة الا أنها نجحت في تحصيل حفاوة دولية بفضل ارتكازها على قصص مؤثرة.»
ضم فريق المستشارين المبدعين لهذا العام: بيرند ليختينبيرغ (ألمانيا) وجورج هاشم (لبنان) وجيمس جيرمانوك (الولايات المتحدة) ومارغريت غلوفر (المملكة المتحدة) وناديا عليوات (الأردن) وناجي أبو نوار (الأردن) وبيدرو بيرانو (تشيلي).
وقد علق ناجي أبو نوار، كاتب ومخرج الفيلم الأردني المرشح لجائزة الأوسكار «ذيب»، على مشاركته قائلا: «ورشة راوي هي أهم مبادرة لتطوير المواهب السينمائية في منطقة الشرق الأوسط والمغرب والخليج العربي. حظيت بتجربة غيرت حياتي عند حضوري الورشة كمشارك في دورتها الأولى عام 2005، وأنا أتطوع الآن كمستشار فيها لمساعدة الأجيال المقبلة. شكرا لراوي لمنحي الفرصة بأن أكون جزءا من هذه التجربة المذهلة.»
أما عن المشاريع والمشاركين في راوي لهذا العام فهي: «أربعون عاما وليلة» لبشائر عبد العزيز الصومالي ومحمد الهليل (المملكة العربية السعودية (و»أبو بسام» لمحمد (مايك) الشريف (فلسطين/الكويت) و»ضد الرصاص» لشمعون عيسى (لبنان) و»خمسة حرامية» لكريم عريقات ومحمد النابلسية (الأردن) و» هنا ولا تراني» لفيروز سرحال (لبنان) و»لاند سلايد» لمي الغوطي (الأردن) و»جنون» لهشام أمال (المغرب).
منذ انطلاقته في عام 2005، دعم برنامج راوي لكتاب السيناريو بعض أهم المواهب السينمائية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، خلال السنوات الإحدى عشرة الأولى من الورشة، تمت إدارتها وتصميمها بالتعاون مع معهد صندانس على غرار ورشة كتاب السيناريو المرموقة لهذا المعهد. وعلى مر السنين، وصلت الورشة طورا من النضوج يهيؤها للاستمرار بشكل منفرد بحيث تدار الورشة حاليا بشكل مستقل من قبل الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.
بدأ فريق الهيئة الملكية للأفلام بالتحضير للدورة السادسة عشرة من ورشة راوي لكتاب السيناريو، اذ سيتم فتح باب استقبال طلبات المشاركة للدورة المقبلة من البرنامج في الأول من كانون الأول 2019.