عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-May-2019

السلام بین الشعوب ولیس بین الروایات - زیسر ایال
إسرائیل ھیوم
كحجم التوقعات ھكذا ایضا حجم خیبة الأمل في أوساط من أمل أو قدر بان احداث یوم النكبة ستؤدي إلى اشتعال على طول حدود إسرائیل، بل وربما الى اضطرابات في داخل البلاد. غیر أن ھذا الیوم مر بھدوء، وان كان بدا انھ ترك الأغلبیة الساحقة من السكان العرب على جانبي الخط الأخضر في حالة من عدم الأكتراث.
یتبین انھ في الوقت الذي یواصل فیھ الدین لعب دور مركزي في حیاة سكان المنطقة، وما یزال استخدامھ یبعث بین الحین والاخر النوازع ویخرج الجماھیر إلى الشوارع – فان الحس الوطني،
ولا سیما الفلسطیني، افلس وبقي بلا كثیر من حملة العلم. ففشل الحركة الوطنیة الفلسطینیة یبعث مرة اخرى التساؤل كم كان فیھا من حقیقي حتى في ایامھا البھیة، ولا سیما على خلفیة انتصار الاسلام على القومیة العربیة في كل ارجاء الشرق الاوسط.
ان عدم الاكتراث الذي یستقبل فیھ یوم النكبة یدل على أن الكثیر من الفلسطینیین في غزة، في السامرة وفي یھودا، وفي اوساط عرب إسرائیل ایضا، قرروا التقدم إلى الأمام، والا یبقوا عالقین
في الماضي الموھوم الذي ھناك من حاول ان یخلقھ لھم. فالكثیرون منھم لم یعودوا مستعدین لان
یكونوا اسرى الاحساس بالضحیة، والذي دفعھم الى طریق مسدود ویمنعھم من التقدم الى الأمام
نحو مستقبل افضل.
لقد حلت مصیبة بعرب بلاد إسرائیل في العام 1948 ،ولكن ھذه لم تكن مصیبة طبیعیة ولا حتى
مصیبة من فعل ایدي الحاضرة العبریة التي اصبحت لاحقا الدولة الیھودیة. مسؤول عن ھذه المصیبة أولا وقبل كل شيء زعماء الجمھور العربي في البلاد، والى جانبھم ایضا الزعماء العرب في الدول المجاورة ممن اختاروا كلھم طریق الحرب على طریق الحوار او محاولة التعایش بسلام مع جیرانھم الیھود.
احد لا یطلب من الفلسطینیین ان ینسوا مصیبتھم ومأساتھم التي اوقعھا علیھم زعماؤه. ولكن
محاولة القاء المسؤولیة عن الحرب وعما وقع في اثنائھا على كاھل الطرف الیھودي، بل واكثر من
ذلك التوقع بان یتبنى الجمھور الإسرائیلي الروایة الفلسطینیة كشرط للمصالحة بین الشعبین، یمنعان فقط تحقیقھ. فاستخدام الذاكرة التاریخیة كمعول للحفر فیھ – والتدمیر بمعونتھ – یتبین المرة تلو الاخرى كسھم مرتد، من شأن من یستخدمھ بالذات ان یتضرر منھ.
بالفعل، فان من یمجد یوم النكبة لا یعمل ببراءة بل ولا یقصد الماضي، بل المستقبل. ثمة بین ھؤلاء
من یسعون الى وضع الاساسات لاستمرار الصراع ضد إسرائیل حتى تصفیتھا، بطریق الإرھاب
والمواجھة العسكریة، أو من خلال العودة الجماعیة لانسال الھاربین أو المطرودین في حرب الاستقلال إلى أراضي إسرائیل.
لھذا السبب بالذات فان كل من یرید عن حق وحقیق مصلحة الفلسطینیین ومعنى بتحقیق حل دائم
للنزاع الاسرائیلي – العربي، یجب أن یعلن بصوت عال وبشكل واضح ان اللاجئین لن یعودوا الى اراضي دولة اسرائیل بل سیستوعبون في أماكن تواجدھم. كما أنھ مسموح لنا الاشارة الى ان
المصالحة بین الیھود والعرب لن تتحقق من خلال اخضاع الروایة الاسرائیلیة للروایة الفلسطینیة.
وعلى الاطلاق، مرغوب فیھ أن نضع الروایات جانبا وان نعمل على تحقیق السلام بین الشعبین
ولیس المصالحة بین الروایتین التاریخیتین.
ولكن یبدو أن مثل ھذه المھمة لیست في متناول ید الزعماء الفلسطینیین، او الزعامة العربیة في
اسرائیل. بالذات لھذا السبب من المشجع ان نتبین بان الجمھور العربي لم یعد مستعدا لان ینتظر
زعماءه، وبدلا من ذلك فقد اختار مواصلة طریقھ والا یبقى عالقا في ماضیھ.
یواصل عرب إسرائیل السیر في اتجاه یبعث الأمل في الانخراط في المجتمع، في الاقتصاد وفي الثقافة، رغم كل المصاعب والحواجز التي في طریقھ. یخیل أن الجمھور الفلسطیني ایضا یبحث عن قنوات الاندماج، ولیس المواجھة. إذا ما اتخذت حكومة اسرائیل في المستقبل قرارا بشأن احلال القانون الإسرائیلي في یھودا والسامرة، فستتفاجأ اذ یتبین لھا أن بان الكثیرین من بین السكان المحلیین سیرحبون بمثل ھذه الخطوة انطلاقا من الأمل في أن یصبحوا في یوم من الأیام مواطنین
إسرائیلیین.