عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-May-2019

من سينتصر في معركة الملاكمة - نحميا شترسلر
 
جدعون ساعر مصدوم، عدد من اعضاء الليكود كتبوا عنه اقوال قاسية في تويتر «يساري». واحدهم حتى سماه «خائن» وعرضه وهو يلبس الكوفية. ساعر كتب ردا على ذلك أن هذا مثال على التحريض المتفشي في الشبكة وطريقة التخويف والتهديد للمحرضين. هو بيقين يعرف قصيدة القس الالماني مارتن نملر «لن أسمع صوتي». هو بيقين ايضا يذكر أن ما سبق قتل رابين هو اتهامه بالخيانة وعرضه وهو يلبس الكوفية – في تلك المظاهرة سيئة السمعة لليكود في ميدان صهيون. أي أنه اذا لم نوقف التحريض وهو موجه نحو خصم سياسي، ففي النهاية هو سيصيب من صمت في 1995.
ساعر يحارب الآن ضد بنيامين نتنياهو. هو يريد أن يحل محله، لكن يوجد له مواقف مبدئية بشأن سلطة القانون. عشية الانتخابات هاجم نتنياهو اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه مع حماس، وبهذا كان الوحيد في قيادة الليكود الذي تجرأ على ذلك. في الاسبوع الماضي هاجم قانون الحصانة الذي يحاول نتنياهو اجازته، وقال إن هذا القانون لن تكون له أي فائدة وسيتسبب بأكبر قدر من الضرر.
هكذا يبني ساعر نفسه، بصورة اساسية وبتخطيط دقيق، كزعيم جدير مع شجاعة سياسية، يتجاوز نتنياهو من اليمين في حين أن المرشحين الآخرين يخافون حتى من التغريد. هذا ايضا هو سبب أن يئير نتنياهو يهاجمه بلا كوابح في حسابه على تويتر.
الى صراع ساعر ضد قانون الحصانة انضمت عضوة الكنيست ميخال شير وعدد من وزراء الليكود السابقين، ليمور لفنات وبني بيغن ودان مريدور وروني ميلو. لفنات قالت إنها لن تصوت لليكود في 9 نيسان بهدف أن تعطي نتنياهو حصانة، ايضا فقرة الاستقواء التي تمنع المحكمة العليا من التدخل في قانون الحصانة. هي توجهت لنتنياهو وقالت: لا تتوسل، اذهب الى جلسة الاستماع وناضل من اجل براءتك.تصريحها هذا اثار ضجة كبيرة في الليكود لأنها جاءت من الليكود، من الفترة التي كان فيها الحزب وطني – ليبرالي والقانون كان بالنسبة لها منارة. هكذا تحولت لفنات الى الناطقة بلسان ليكوديين كثيرين يعنيهم نقاء المعايير.
اقوال بني بيغن كانت متطرفة أكثر. لقد قال إن اختباء نتنياهو خلف درع الحصانة هو أمر فاسد، ولا يهم اذا كان الامر يتعلق بقانون قائم أو قانون جديد. واضاف أن نتنياهو يسيء استخدام السلطة التي وضعت في أيديه لاغراضه الشخصية، وأكد أن كل عضو كنيست يؤيد قانون الحصانة يساعد بصورة واضحة على الفساد. هكذا أعاد بيغن الذي يعتبر صوت ضمير الليكود الاحترام والمجد البيتاري لليكود.
النتيجة كانت قاتلة بالنسبة لنتنياهو، اعضاء من الليكود في مجموعات على الواتس آب بدأوا ايضا في اعطاء تصريحات شديدة اللهجة ضد مبادرة التشريع الشخصية. وقالوا لنتنياهو: لا تختبيء خلف قوانين تناسب الانظمة الديكتاتورية. عندها فهم رئيس الحكومة بأن دائرة المعارضة للقانون تزداد وتتسع، بحيث لن تكون له اغلبية في الكنيست. لذلك قرر الانسحاب. لقد عرف أنه لن يستطيع السماح لنفسه بالهزيمة في التصويت، في القانون الاول الذي سيقدمه. هذا سيثبت الضعف وعدم السيطرة. واذا حدث ذلك، فان المسدس الذي سيظهر في المعركة الاولى سيطلق النار للمرة الثالثة.
لذلك اعلن أنه لن يدخل الموضوع الى الاتفاقات الائتلافية، حتى لو أراد ذلك. وفي نفس الوقت غمز سموتريتش الذي يواصل القول بأن «الحصانة هي جزء من مطالبنا، الموضوع سيكون ضمن الاتفاقات الائتلافية». هكذا، من غير الواضح حتى الآن من الذي سينتصر في المعركة. وليس واضحا اذا كانت الكنيست في نهاية المطاف ستتحول مع ذلك الى ضحية للمرتشين.
ربما يجب أن نصلي من اجل أن يصبح قلب نتنياهو قاس، بحيث لا يعرض أي وظيفة في الحكومة على جدعون ساعر. هكذا يبقى ساعر عضو كنيست عادي، غاضب وخائب الأمل، لكنه حر في مهاجمة نتنياهو بسبب كل عملية يقوم بها، حتى لو سقط هذا المصارع الاكثر تجربة في الساحة وهو يتلقى عدد كبير من اللكمات.
 « هآرتس»