عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Feb-2019

کنائس الیمن المهجورة شاهدة علی تاریخ من التنوع
عدن – بعدما كانت مراكز عبادة لأعداد قلیلة من المسیحیین، تحولت كنائس الیمن إلى مجرد أبنیة مھجورة بسبب الحرب، لكنھا تبقى رغم ذلك شاھدة على تاریخ من التنوع في أفقر دول شبھ الجزیرة العربیة.
وبینما یستعد البابا فرنسیس لترؤس قداس في دولة الإمارات العربیة المتحدة التي یصلھا الیوم، في أول زیارة لحبر أعظم إلى المنطقة المحافظة التي تعتبر مھد الاسلام، یغرق الیمن المجاور یوما بعد یوم في نزاع متواصل منذ 2014.
وتقول النیابة الرسولیة في جنوب شبھ الجزیرة العربیة أن ھناك أربع كنائس كاثولیكیة في الیمن بین كنائس أخرى غیر كاثولیكیة. ویشیر مسؤولون إلى ان أعدادا من المسیحیین ما یزالون یتواجدون في ھذا البلد لكنھم لا یجاھرون بإیمانھم في ظل تصاعد نفوذ جماعات متطرفة.
وكانت كل من عدن في جنوب الیمن، المقر الحالي للسلطة المعترف بھا، وصنعاء، العاصمة الخاضعة لسیطرة المتمردین الحوثیین، تضم كاتدرائیة كاثولیكیة.
في 2015 ،تعرضت كاتدرائیة عدن للتخریب ولھجمات من متطرفین، ما دفع بالقیمین علیھا إلى إغلاقھا لأجل غیر مسمى.
عند مدخل كنیسة القدیس فرنسیس الأسیزي الكاثولیكیة في حي التواھي في غرب عدن، بوابة
حدیدیة ضخمة تبدو علیھا آثار الرصاص والصدأ.
وكتب على البوابة بخط عریض ”ممنوع الدخول“، بالقرب من آیة قرآنیة ”لكم دینكم ولي دین“ كتبت على السور الإسمنتي الأبیض المحیط بالكنیسة.
ویعلو سطح الكنیسة تمثالا لیسوع المسیح، فاتحا ذراعیھ، إنما من دون رأس.
وبحسب محمد سیف، أحد سكان التواھي، فإن الكنیسة تستقبل المصلین ”منذ أیام البریطانیین،
قبل 140 إلى 150 سنة، وبقیت تقام الصلوات فیھا حتى اندلاع الحرب مع الحوثیین“ في آذار (مارس) 2015 حین سیطر المتمردون على عدن قبل أن تطردھم القوات الحكومیة بعد أشھر.
ویتابع وھو یقف على رصیف في مقابل الكنیسة التي تحیط بھا أشجار ”تمت سرقتھا وتم نھبھا“.
وأقدم مسلحون في 2015 على تفجیر كنیسة في حي المعلا القریب من التواھي. وأشار سكان
إلى أن الكنیسة الواقعة الى جوار مقبرة مسیحیة، كانت كنایة عن مكان عبادة صغیر شید في خمسینیات القرن الماضي في زمن الوصایة البریطانیة.
في 2016 ،قتل 16 شخصا على الأقل بینھم أربع راھبات أجنبیات عندما ھاجم مسلحون دارا
للعجزة أسستھا جمعیة تابعة لرھبنة الأم تیریزا. وخطفوا خلال العملیة الأب أوزھونالیل (56 عاما) الذي یتحدر من كیرالا في جنوب الھند، قبل أن یطلقوا سراحھ بعد أشھر.
ولم تتبن أي جھة الھجمات، لكن السلطات المحلیة ألقت باللوم على تنظیم داعش الإرھابي الذي
وجد، إلى جانب تنظیم القاعدة، فرصة لتعزیز نفوذه في الیمن مع استمرار النزاع.
على مدى عقود، بقي الیمن فریدا في تنوعھ بالمقارنة مع جیرانھ في الخلیج، إذ كان موطنا
للمسلمین والمسیحیین والیھود والإسماعیلیین والبھائیین. ویعتقد أن المسیحیة وصلت إلى جنوب الیمن في القرن التاسع عشر عبر الإرسالیات الآتیة من بریطانیا خصوصا. وبحسب الأب لیني كونالي المقیم في دبي وعضو النیابة الرسولیة في جنوب شبھ الجزیرة العربیة، وصل الكاثولیك إلى الیمن في العام 1880.
ومع اندلاع ثورة العام 1967 في جنوب الیمن، فر العدید من رجال الدین المسیحیین إلى دولة الإمارات العربیة المتحدة والخلیج.
ّ ویوضح كونالي ”كل ّ شيء بدأ في الیمن، ولذا فإن الیمن مھم جدا لنا“. ویقول النائب الرسولي في جنوب شبھ الجزیرة العربیة المطران بول ھیندر بأسف ”إنھ واقع
حزین، ونحن نصلي لأن یحل السلام في الیمن، خصوصا أن الناس یعانون من الجوع، والمجاعة تھدد حیاة ملایین الناس“.
وأكد أن الخدمات التي تقدمھا كنیستھ ”معلقة“ في الیمن بسبب الحرب، لكنھ أشار إلى وجود ”راھبات (...) یخدمن الناس منذ عقود وسیواصلن القیام بذلك“.
إلى جانب عدن وصنعاء، تقول النیابة الرسولیة إن ھناك كنیستین أخریین تابعتین لھا في تعز في جنوب غرب الیمن، وفي مدینة الحدیدة المطلة على ساحل البحر الاحمر غربا.
وتخضع تعز لسیطرة القوات الموالیة للحكومة، بینما یحاصرھا المتمردون. ویسیطر الحوثیون على الحدیدة التي شھدت في الأشھر الماضیة معارك طاحنة مع محاولة القوات الحكومیة استعادتھا قبل التوصل الى اتفاق ھش لاطلاق النار. وتوجد فیھا كنیسة القلب الأقدس التي تتخذ من إحدى طبقات مبنى مقرا. والمبنى مغلق وتبدو علیھ آثار قذیفة.
ویقول عصام، وھو جار الكنیسة، إنھ یسكن في الحي منذ 20 عاما، لكنھ لم یكن یلحظ أي مظاھر دینیة ولم یسمع أبدا الصلوات، معللا ذلك بأن المصلین ”كانوا ھادئین ومنظمین جدا الى الحد الذي لا یلحظھم أحد“.
وأفاد سكان في مدینة الحدیدة تحدثت إلیھم وكالة فرانس برس، أنھم یجھلون موقع ھذه الكنیسة،
ّ لكن بعضھم وجھ رغم ذلك رسالة إلى البابا.
وقالت ریما (28 عاما) ”أتمنى أن یرى صور الضحایا ویعرف كیف یعیش الیمنیون حیاتھم، وأن یصلي لأجلنا“، مضیفة ”لا أحد یرید إنھاء الحرب في الیمن“. – (أ ف ب)