الجدال مع الشخص الغاضب.. هکذا تسیطر علیه!
علاء علي عبد
عمان-الغد- یجد المرء نفسھ أحیانا في وسط جدال صعب مع شخص غاضب یصرخ بشكل انفعالي بدون توقف. ھذه الأمور لا تتكرر كثیرا في حیاتنا، لحسن الحظ، لكن عندما تحدث، فإن البعض یشعرون بانعدام الحیلة لمواجھة الموقف، خصوصا وأن قلة حدوث تلك الجدالات تجعل من الصعب على المرء أن یمرن نفسھ على كیفیة التعامل معھا، حسب ما ذكر موقع ”لادرز“.
المشكلة الكبرى في تلك المواقف أنھا غالبا ما تحدث مع أشخاص نھتم بأمرھم، لذا فمن المھم أن
نتعرف على أفضل الطرق التي تسھل إنھاء ھذه النوعیة من الجدالات بأكبر قدر ممكن من السھولة:
الھدوء: من السیئ أن تتعامل مع شخص یبالغ في التعبیر عن مشاعره، والمقصود ھنا التعبیر عن الغضب، لكن الأسوأ من ھذا أن یكون ھناك شخصان یبالغان في التعبیر عن غضبھما، ففي ھذه الحالة یتحول الأمر لما یشبھ مبارزة للفوز بصاحب الصوت الأعلى لا أكثر ولا أقل.
لكن لو تمكن المرء من السیطرة على ھدوئھ، فسیدفع الطرف الآخر للھدوء عاجلا أم آجلا، مما یساعد على إیجاد حلول للموضوع المطروح بدلا من توسیع المشكلة أكثر.
تعامل مع الشخص البالغ الغاضب كما تتعامل مع الطفل الغاضب: لیس المقصود ھنا أن تتعامل بتعال مع الطرف الآخر أو أن تقدم التنازلات لھ كما تقدمھا لطفلك الصغیر، لكن المقصود أن الطفل عندما یغضب لا یمكنك أن تبدأ بإقناعھ عن مضار ھذا الأسلوب وتعطیھ محاضرة عن كیفیة إدارة الحوار، والأمر نفسھ ینطبق على البالغین أیضا.
لذا حاول أن تتجاھل ما تراه ولا تدع ما یفعلھ یستفز مشاعرك بحیث تدفعك للرد بالأسلوب الدرامي نفسھ.
اطلب منھ بشكل غیر مباشر أن یھدأ: من أفضل الأسالیب التي تجعل الطرف الآخر یھدأ قلیلا یكون من خلال طلبك أن یبطئ بكلامھ قلیلا. البطء غالبا یعني الھدوء، وعندما تكون وسط موقف مشتعل والطرف الآخر یصرخ في وجھك، فمن غیر المنطقي أن تقول لھ ”اھدأ حتى نتحدث“ فھذا یعد نوعا من الأمر الذي تلقیھ على الشخص الغاضب وسیترجمھ ترجمة عكسیة مما یزید من صراخھ.
لكنك لو طلبت منھ الإبطاء قلیلا لتمكننا من حل المشكلة ستجده بدأ یھدأ بالفعل. فالشخص الغاضب یتوقع منك أن تقاومھ وتدحض أقوالھ، وھذا یجعلھ یرفع صراخھ لتغطیة صوتك، لكنك عندما تطلب من الإبطاء فأنت تخبره ضمنیا بأنك ترید أن تفھم منھ سبب الضیق الذي یشعر بھ وتسعى لإصلاحھ.
لا تعد صیاغة ما حصل: من الأخطاء التي یقع بھا الكثیرون أنھم یقومون بإعادة شرح ما حصل للشخص الغاضب وھو ما یفسره بأنھ ھجوما ضده. السبب بھذا التفسیر أنھ بالفعل ھجوما ضد الطرف الآخر، لكنھ مغلف بطریقة تبدو ودیة لكنك في الواقع تعید صیاغة ما حدث من وجھة نظرك لتظھر الخطأ الذي ارتكبھ، وھذا لا یمكن أن یحل المشكلة فكل حدث لھ تبریراتھ بالنسبة لكل شخص. لذا فبدلا من إعادة صیاغة الأحداث قم بطرح الأسئلة التي تجزئ المشكلة لأجزاء صغیرة لكي تتمكنا حلھا معا بأسلوب ھادئ فیما بعد.