عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Mar-2023

ونحن نفاخر بعالِمٍ أردني.. نضيف!*د. زيد حمزة

 الراي 

على مدى خمسة وأربعين عاما من الكتابة في $ احترمنا تقاليدها واحترمت مبادئنا، فكنا نترفع عن المناكفة لكننا نتمسك بحقنا في المناقشة، وننأى بأنفسنا عن التنابز بالألقاب لكننا نسمّي الأشياء بأسمائها، ونحترم حرية الآخرين في التعبير لكننا نرفض ان يحجبوا عنا هذه الحرية.
 
اليوم ونحن نعود ل «المناقشة»، لا لإثارة الخلاف مرةً اخرى بل كما فعلنا قبل خمسة عشر عامًا لتوضيح وجهات نظرنا في كيفية الوصول بالوطن الى طاقة آمنة مستدامة خالية من الاخطار النووية الرهيبة، وشاركنا يومذاك ثلة من الخبراء والمختصين في البيئة والصحة والطاقة النووية، حيث بشّرَنا عالِمُنا الفاضل الدكتور أيمن المعايطة بإمكانية النجاح حسب ابحاثه التي خرج بها الى دولة شقيقة هي الامارات العربية المتحدة وما لبث ان نال جائزتها الذهبية على استخدام الطاقة الشمسية المركّزة للإنتاج الثلاثي للكهرباء والمياه والتكييف للتدفئة ?التبريد، وفي الاول من شهر آذار الجاري نشرت الصحف نبأ حصوله على المركز الاول بين ١٢٨جهة محلية ودولية تنافست على جائزة وزارة الطاقة والبنية التحتية الإماراتية لعام ٢٠٢٣ عن اختراع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ليلًا ونهارًا بكفاءة عالية وكلفة قليلة، وتوليد الهيدروجين الاخضر ايضاً.
 
ونحن إذ نفخر بان يكون المخترع أردنيًا لكنه اصبح عالمياً ينفع البشرية كلها في توفير طاقة نظيفة بدل الاضطرار للطاقة النووية المهددة لكل أنواع الحياة على كوكبنا، الامر الذي يذكرنا بمرور اثني عشر عاما ًعلى كارثة فوكوشيما في اليابان حين دمر التسونامي مفاعلاتها النووية وتركها مهددة بأخطار الإشعاعات المتسربة حتى اليوم، ويذكرنا ايضاً بان «الرأي» تجاوباً مع هذا الحدث الجلل فتحت صفحاتها لمعارضي استخدام الطاقة النووية، وكان نصيبي خمس مقالات في شهرين، اولا كطبيب ومسؤول صحي سابق ذي علاقة بمنظمة الصحة العالمية التي تحوي?ملفاتها ما خلفته كارثة شيرنوبل عام ١٩٨٦ وتصدعات مفاعلات اخرى اكثرها في الولايات المتحدة، وثانيًا ككاتب عمود اسبوعي من واجبه ان ينبه لسلبيات المفاعلات المتمثلة بحاجتها لكميات كبيرة من المياه في بلد يشكو شحها الشديد، وبعدم الجدوى الاقتصادية لمشروع سيكلف عشرة مليارات دولار لا يملك منها الاردن شيئاً، وبتعدين اليورانيوم من فوسفاتنا تحت اشراف واحدة من اكبر الشركات المختصة في العالم هي أريڤا الفرنسية لكنها اعلنت فشل المشروع وفرَّت هاربة من البلاد تحت جنح الظلام!.
 
لا نقصد فتح ملفات قديمة بعينها لننكأ جراحًا لم تلتئم لكننا نتساءل بصوت عالٍ؛ لماذا لا تزال هيئة الطاقة الذرية متمسكة بعد كل هذا التعثر بمشروع المفاعلات الذي اوقفته عام ٢٠٢٠ لكن ستعود له في٢٠٣٠؟ ولتقول ل"الرأي» في 31/ 5/ 2022 بان الاردن سيصبح مُصدِّراً للوقود النووي وان يورانيوم سواقة سيضيء المملكة ل٨٠ عاماً؟ وفي نفس العدد كان وزير الطاقة الدكتور صالح الخرابشة يصرح باننا سنزود شبكة الكهرباء الفلسطينية ب٤٠-٨٠ ميغاوات اعتباراً من تموز، وفي 28/ 2/ 2023 صرح بان الوزارة تعمل على تحقيق التحول الطاقي من خلال زيادة?مساهمة الطاقة المتجددة وتحضير البنية التحتية اللازمة لذلك بتطوير الشبكة الكهربائية وتخزين الطاقة في الشبكات الذكية، وتنفيذ مشروع انتاج الهيدروجين الاخضر والامونيا الخضراء في منطقة العقبة الاقتصادية، وإنتاج الوقود البحري الأخضر/الميثانول الأخضر في مدينة العقبة، لترتفع مصادر الطاقة المحلية في خليط الطاقة الكلي الى ٥٠٪؜ عام ٢٠٣٠ وهو نجاح كبير لم نكن نحلم به.
 
وبعد.. التهنئة من القلب للأستاذ الدكتور أيمن المعايطة.