عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Aug-2024

موازين القوة في الشرق الأوسط*د.اسمهان ماجد الطاهر

 الراي 

منذ سنوات وهناك معطيات سياسية جديدة، تفرض نفسها على المنطقة العربية، وتحتم التعامل معها بشكل مباشر، من اجل ايجاد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ولتحقيق التنمية المستدامة والتناغم مع السياق العالمي.
 
الشرق الأوسط، منذ سنوات عديدة يطالب بحل عادل للقضية الفلسطينية، وما زالت دول المنطقة تعاني من تبعات تداعيات «الربيع العربي»، في سوريا واليمن وليبيا والعراق، واثارها السياسية والاقتصادية السلبية التي طال أمدها، والتي خلقت نظاما سياسيا إقليميا له معطيات كثيرة حاضرة في المجتمع الدولي.
 
خلال الحرب على غزة، قام الاحتلال بانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وقتل العديد من المدنيين الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء، كما عمل على تدمير منشآت البنية التحتية في غزة.
 
الصورة من غزة تعكس كوارث بشرية غير مسبوقة. لقد فرضت هذه الأزمة، ضرورة السعي لتحقيق نظام متوازن القوى، من خلال عمل تحالفات تكون قادرة على العمل على أسس أهمها عناصر الدفاع المشترك.
 
لقد فرض توسع الديمقراطية، تحولات سياسية نحو مرحلة متقدمة جديدة من الاعتماد الدولي المتبادل.
 
وبالتالي مساعي الدولة الأردنية، ودورها في تحقيق التوازن كان حاضرا، من خلال موقف سياسي ثابت واضح وصريح على المستوى الإقليمي والعالمي.
 
الأردن عامل أساسي للاستقرار الإقليمي والدولي، وشريان حياة للمنطقة الشرق الأوسط، وله دور رائد في مكافحة التهديدات العابرة للحدود، وكل أشكال «الإرهاب والتطرف».
 
منذ ديسمبر/ كانون الأول من عام 2023، بحث الملك عبد الله الثاني مع أعضاء مجلس حلف شمال الأطلسي، سبل توسيع التعاون المشترك في المجالات العسكرية والأمنية والتدريب ومكافحة الإرهاب، والمستجدات في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بحث منطقي، وجاء نتيجة لكل ما يجري في المنطقة من أزمات وتحديات.
 
ومن وجهة نظري اجد أن تلك الخطوة تأتي، بكل ما تحمله من مواقف سياسية ودبلوماسية وأمنية، استكمالا لجهود جلالة الملك في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
 
في خطوة اعتبرت الأولى من نوعها في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، تم الإعلان عن فتح أول مكتب اتصال حلف شمال الأطلسي الناتو في العاصمة الأردنية، عمان، بهدف تعزيز «الشراكة الثنائية الإستراتيجية» بين الحلف والمملكة، ولتقريب وجهات النظر، من خلال تعزيز الحوار السياسي والتعاون العملي بين الحلف والأردن.
 
وفي خطاب ألقاه الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، قال فيه إن «الأردن يعتبر شريكا طويل الأمد وله قيمة عالية بالنسبة لحلف الناتو»، لافتا إلى أن مكتب ارتباط الحلف في عمان سيرفع الشراكة الثنائية إلى مستوى جديد، واشار ينس أن مكتب الاتصال في عمان هو تطور طبيعي للعلاقات الطويلة الأمد والمتطورة مع الأردن.
 
إن وجود مكتب إقليمي للناتو في الأردن هو أمر يحمل الكثير من التساؤلات، وبالذات في هذا الوقت، الصعب الذي تمر به منطقة الشرق الاوسط التي تعاني من أزمات سياسية واقتصادية متعددة.
 
قد يكون مكتب حلف الناتو جاء لدعم الحوار السياسي والتعاون العملي في إطار الحوار المتوسطي والشراكة بين حلف شمال الأطلسي والأردن.
 
وسيكون مسؤولا عن تعزيز العلاقات السياسية مع السلطات الأردنية، وسفارات وممثلي الدول الشريكة في حلف شمال الأطلسي، والمنظمات الدولية في عمان، والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة في المنطقة، من أجل تقديم توصياته السياسة المتعلقة بالشراكة بين الناتو والأردن والأمن الإقليمي.
 
ويمكن أن يساهم مكتب الناتو في تقديم المشورة والمساعدة للأردن في تنفيذ برامج مع حلف شمال الأطلسي، وتطوير أفكار لمجالات جديدة للمساعدة والتعاون، وقد حدد اعضاء الناتو ثلاث مهام أساسية للحلف، وهي: الردع والدفاع، ومنع الأزمات وإدارتها، والأمن التعاوني.
 
كما أن وجود مكتب في الأردن للناتو، قد يسهم في المدى البعيد في ترجمة تنسيق جهود العمل المشترك، من اجل صياغة استراتيجية واضحة، للمفاهيم المشتركة اقليميا ودوليا، المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، إضافة إلى تعزيز العلاقات الدولية، والتعاون بشكل مباشر لتذليل العقبات، من أجل تحقيق السلام الشامل والمستدام على مستوى المنطقة والعالم.