الموقف لنا ونتصرف حيث نشاء - م. المثنى بشير عربيات
الدستور- كانت تلك النداءات عبر جهاز الاسلكي في معركة الكرامة متكررة بصوت الملازم محمد سليمان السوالقة ابن الطفيلة الاردني والصوت كان متقطعاً نظراً لواقع المعركة الصعب حيث ان الجيش الاردني في ذلك الوقت بدأ يسيطر على ارض المعركة بشكل كامل و يتهيأ لمطاردة فلول العدو المنسحبة بفعل ضربات مدفعية الجيش العربي الاردني.
وتناقلت الاخبار اليوم عثور سلطات الاحتلال في القدس على مخزن للذخيرة يعود للجيش العربي الاردني وتضمن الخبر صوراً لهذه الذخيرة وانشغل الرأي العام بصور الذخيرة دون التدقيق في الخبر بأن سلطات الاحتلال عثرت على هذه الذخيرة اثناء قيامها بحفريات اسفل حائط البراق في المسجد الاقصى الشريف في اعتداء صارخ على قدسية المدينة وانتهاك للاعراف الدولية المتعلقة بوضع مدينة القدس.
واليوم يدخل الاردن في مواجهة كاملة مع دولة احتلال تسعى لتقويض الوصاية الهاشمية على القدس لما لها من دور في خلق منصة عربية اسلامية تحظى بشرعية التاريخ والانسان والدولة ،وتجعل من الوصاية حاجز عثرة امام مساعي دولة الاحتلال لمسح هوية القدس وافراغها من سكانها وصبغها بصبغة جديدة تناقض التاريخ و روح الانسان وعقيدته هناك.
والموقف اليوم للإردن و لجلالة الملك هو موقف اردني خالص يواجه اعتى سلطة احتلالية عبر التاريخ سواء على صعيد الاجراءات اليومية في المدينة المحتلة او على صعيد كسب التأييد الدولي وفضح ممارسات الاحتلال.
وفي ظل هدوء عربي وازمات تشهدها دول العرب استطاع الاردن ان يخلق القدرة والعزيمة لمواجهة كيان غاصب يسعى لسحق هوية الارض و الانسان في فلسطين.
وعلى الاسرائليين ان يعلموا بأن حكوماتهم اليمينية تضعهم حيث الخطر و تجعل منهم فئة منبوذة وغير قابلة للحياة بسبب المواقف المتطرفة تجاه الحقوق العربية في فلسطين وقبل يومين توفي احد الاكاديميين العراقيين في الاردن وهو العقيد المتقاعد من الجيش العراقي السابق الدكتور خلدون غيدان رحمه الله تعالى والذي كان دوماً يقول بأن اسرائيل ليست قابلة للحياة و ستذهب مع اول حرب قادمة بعد الالفية والعنف الاسرائيلي ستكون انعكاساته مؤذية على المستوطنين اليهود في فلسطين المحتلة و ستنهي الهوية اليهودية الى الابد.
ومجدداً الموقف الاردني الحازم بقيادة جلالة الملك ضد الضم، ووزن معاهدة السلام، والخوف من محكمة الجرائم الدولية في لاهاي هي العوامل الرئيسية التي عطلت تنفيذ خطة ضم الضفة واستمعت للنقاشات الاسرائيلية بالاذاعات العبرية تشيد بمعسكر السلام وهجوم لاذع من اليمين على نتنياهو، فالدبلوماسية الاردنية بدون ادنى شك سلاح قوي ولذلك «الموقف لنا ونتصرف حيث نشاء».