عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Aug-2021

عبد الهادي راجي المجالي يودع "الرأي"
مواقع -
بسم الله الرحمن الرحيم
 
....هذا اليوم سأتم (26) عاما من عملي في الصحافة , وفي الإسابيع  القادمة ستختفي زاويتي من الرأي نهائيا , سأتركها بعد (22) عاما من العمل فيها , ذاك أن ماهر مدادحه الذي أمضى في الرأي (6) أشهر يستطيع أن يقرر في حياة أمضيتها بين الحرف والحرف ..بين الخوف والسجن وبين ارهاصة وأخرى وبين تعب وربيع وصيف وخريف , هكذا قرر ماهر مدادحه رئيس مجلس إدارة الرأي ...أن ينهي عمل كل ما يملك إزدواجبة وظيفة ..وهكذا قررت خلود السقاف ومعها حازم الرحاحلة ...
شكرا لنظامنا السياسي بكل إنسانيته الذي يستقبل نايف الطورة ...ويقتل حلم عبدالهادي راجي في أوجه .... شكرا لحكومتنا الممثلة  ببشر الخصاونة , وكنت أظنه صديقي والبقية التي بقيت ...من صبية البيدر وسواليف الطفولة والأردن الأغن ... الذي حملناه نبضة تتلو نبضة في القلب ...
شكرا لجهاز المخابرات العامة الوطني والمؤتمن على ضميرنا ....شكرا للجيش وللبيادر وشكرا للطريق الصحراوي , ولسويعات الصباح مع فنجان قهوة ..حلو المذاق أمضيت عمري معه وأنا أطارد الفكرة والجملة ..والسطر والحرف ...
شكرا لفهد الخيطان ...الذي ظنناه زميلا مؤتمنا ...على الحلم , لكن الحلم تبخر للأسف ...
سأغادر الرأي في الأسابيع القادمة , وستنتهي رحلتي في العمل الصحفي تماما ...ذلك أن ماهر قرر وماهر حين يقرر ...علينا أن نمتثل , أنا لست ضد الدولة ولم أكن ضد نظامها السياسي ..ولكن الحب في بلادنا عليك أن تدفع ثمنه , وحين تكتب للقايش عليك أن تدفع ثمن حبك له ...ولكن ثمة اختلاط غريب عجيب في تفكير الدولة فهي لم تعد تعرف من معها ومن عليها ...كأنني في وطن مثل كربلاء ..بكاء على البكاء ونحيب من النحيب ... كأننا نحن الأردنيون رأس الحسين إذا يحمل إلى يزيد ... ونتوسل يزيدا أن يرفق بالرأس ..وما بال الميت إن استشرت فيه الحراب ؟ ... هل سيشعر بألم نصلها .
لقد ذبحنا الولاء لهذا النظام ... وأتعبنا حبه , تلك حقيقة لا نقاش فيها ولا جدال ...ونعرف في دواخلنا أن صحف النفط لن تستقبل حروفنا ولا صحف البعث ..ولا حتى صحف المهجر ... نحن محاصرون يا سيدي الحسين بين سيف بني أمية ..وبين تراب في كل ذرة منه ألف ولي ..وللأسف خاننا التراب ...
سأجلس في بيتي , مثلي مثل كل متقاعد ....ولن أندم على الولاء ذاك أني كنت صادقا به ..لن أندم على كل كلمة كتبتها في الجيش ..ولن أندم على الجنون الذي مارسته ...لن أندم على الغواية التي زرعتها في كبد الشوق ...لن أندم على شيء وأنا لن أتوسل أحدا ....وسأموت حرا كما ولدتني السماء ...مسجيا على تراب الكرك , مؤمنا بالمبدأ والوطن والشعب والحياة .. وما أنتجته الأنخاب من جنون العمر والحرف ....
سأكتب كل معتقد امنت به هنا على الفيس بوك , وسأمارس كل جنون قنعت به هنا ... وسألوذ بسيدي وحبيبي الحسين ... كان أبا ولم يكن ملكا وسأسرق بعضا من وميض شيبه ...كي ينير دربي فيما تبقى لي من العمر , صدقوني أني في مشارف الخمسين أحتاج للرفض ...يا رب حنن قلبي على الرفض كما زرعت فيه من حنانك على البلوى والدرب والمسار ..
شكرا للنظام السياسي بكل مكوناته وأذرعه 
شكرا للحكومة ورئيسها ...الذي ظننته ....وأتمنى أن لا يخيب الظن
شكرا لصديقي فهد الخيطان ...وكنت أظن الجنوب في دربه ونظره وقلبه ...ولكن يبدو أن الجنوب ضاع ..
شكرا لمؤسسساتنا الأمنية ..بكل فروعها وصنوفها ...
أنا منذ اليوم مجرد مواطن ... امتهن الصحافة وفيما بعد , قرر موظف في سلك الدولة أن يغتال حياته في الصحافة ...شكرا لماهر مدادحه وخلود السقاف وشكرا للرحاحله ...
وذات يوم سأسجى في تراب الكرك ...نقيا مطهرا من الدنس والرجس ...لكن حرفي وما كتبت سيبقى أبيا حرا شاهدا على الأردن الجميل الطيب العظيم ...وسيختلف في الأردني بين مؤيد معارض هذا ليس مهما ...المهم أنه سيبقى ...