عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Feb-2020

الورد والربيع في الغناء العربي

 

عمان - الدستور - نبيل عماري - ما أن يأتينا أذار ويلحقه نيسان فنبدأ ندخل إلى عالم الورد من دحنون وجوري وزنابق وأقحوان، وتفتح أزهار اللوز والكرز والرمان ويصير النسيم عليلا والفراشات تسابق النحلات لربيع موسم الأزهار وعودة الحياة، يأتينا ويحمل معه صفاء السماء وعذوبة الماء وعطر الزهور وخضرة الشجر، فصرنا نستعد للرحلات ونتذكر أغاني الورد والربيع ، فقد اشتهر الموسيقار الراحل فريد الأطرش بحفلاته في عيد الربيع وكانت أغنية الربيع «أدي الربيع عاد من تاني» التي شدا بها في فيلم عفريتة هانم، وكذلك أغنية «أول همسة» ولم يكن فريد هو الوحيد الذي غنى للأعياد والربيع، بل غنت كوكب الشرق «أم كلثوم» للربيع أغنية «غنى الربيع» وهي من كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي، وتقول الأغنية:
غنى الربيع بلسان الطير رد النسيم بين الأغصان
والفجر قال يا صباح الخير يا صحبة الورد النعسان
ومن أغاني كوكب الشرق للربيع أيضاً أغنية «الورد جميل.. جميل الورد» من ألحان زكريا أحمد، كما غنى العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ للربيع أغنية «فات الربيع»، ولكنها من الأغاني النادرة وغير المشهورة ربما لتفوق أغنية الربيع لفريد الأطرش عليها، ومن أغاني الربيع النادرة أغنية موكب الربيع ومين يشتري الورد مني وأنا بنادي واغني لـ ليلي مراد ، كما غنت أسمهان للربيع أغنيتها الرائعة والباقية في ذاكرتنا يا بدع الورد.. يا جمال الورد، واحتفلت فرقة رضا بقدوم الربيع بأغنيتها الشهيرة:
حلاوة شمسنا وخفة ظلنا الجو عندنا ربيع طول السنة.
وأغنية الدنيا الربيع والجو بديع لسعاد حسني تعد هي الأغنية الرسمية التي أصبحت تعلن عن بداية فصل الربيع خاصة ببرنامج لقاء الظهيرة في الاذاعة الأردنية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وكان من تقديم محمود ابو عبيد ونبيلة السلاخ والتي تغنت بها سعاد حسني، صاحبة أرق صوت وأجمل وجه سينمائي، في فيلم «أميرة حبي أنا» الذي أصبح من أفلام الربيع أيضاً وتلك الأغنية من كلمات صلاح جاهين، حيث غنت السندريلا للربيع بصوت مليء بالفرح الذي يتدفق مع رقة صوتها وهي تؤديها بسعادة وضحكة لقدوم الربيع.
أما على صعيد الشعر والشعراء فحدث ولا حرج واشتهرت أبيات عدة لعباقرة الشعر ومنها لأبي تمام:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكًا
من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقال الشاعر صفي الدين الحليِّ:
فاصرف همومك بالربيع وفصله
إن الربيع هو الشباب الثاني
و قال أيضا:
خلع الربيعُ على غصون البان
حُللا فواصِلَها على الكثبان
ونمت فروع الدّوح حتى صافحت
كفل الكثيب ذوائب الأغصانِ
أما جميل بن معمر فقال لبثينة:
شطي مَنْزِلَيْنَا يا بُثَيَنَ بحاجرٍ
علي الهجْرِ منا صِّيفُ وربيعُ
وشارك أمير الشعراء شوقي بقوله:
شتاءٌ دائم الأحزانِ قلبي
وما لشتاءِ قلبي أنْ يذوبا
فما عرفَ الربيعُ إليهِ درباً
ولا عرف الشروقَ ولا المغيبا
فإن نثرَ الرَّبيعُ الحُبَّ ورداً
كسا الدنيا بهِ بُرداً قشيبا
سينسي الناسَ إلا اشتياقاً
ويسعدُ ما عدا قلبي القلوبا
وأخيرا قال شاعر الأطلال إبراهيم ناجي:
مرحى ومرحى يا ربيع العامِ أشرق فدْتك مشارقُ الأيامِ
بعد الشتاء وبعد طولِ عبوسه أرِنا بشاشةَ ثغرِكَ البسّامِ
وابعث لنا أرجَ النسيمِ معطراً متخطراً كخواطر الأحلامِ
وكذلك من أجمل الأصوات التي غنت للورد والربيع فيروز و صوت فيروز تغني «وأنا متكية ع بابي مرقت نحلة بكير حلت ع زهور الغابة وصارت تعمل مشارير» ، ولكن أجملها كانت أغنية «بتشوف بكرا بتشوف- بتشوف بكرا بتشوف» فهي تحاكي نيسان وورده وجمال الدار بالربيع والمطل الأخضر والشمس المضوية والفراشات والطيور وغصون الشجر وهي تتراقص مع كل نسمة
بحياة عينك يا ورد نيسان زهر على شباكن العشقان
و ان كان بدن يسألوا عنا جيران قلن بعدنا جيران
بتشوف بكرا بتشوف شو دارنا حلوي
عا مطل أخضر مكشوف و الشمس بتضوي
فراشات بتجينا رفوف و طيور تقصدنا ضيوف
و غصون ترقص و تغني بتشوف بكرا بتشوف
و انت تطل و انقلك أهلا و هيك تغل نسمي على مهلا
و عيونا ترف و تحكي و قلوبنا تبوح و تشكي
و مروج بالحب تطوف بتشوف بكرا بتشوف
فوق شو هم منعيش بجنة و شوق يلم نهدات و يغني
و عباب خضره محنيه عقباب متل العلية
و بورد سطحا مسقوف بتشوف بكرا بتشوف
و هاك الدني الغداره بتضل حليانة
فيها الهوى بيندار أحلام و غناني
و الحب فوق دواليها عناقيد حليانه فيها
و مافيش واحد مقطوف بتشوف بكرا بتشوف                                                                                                                                 وكذلك أبدع عبد الوهاب عندما تغنى بباعة الورد ومشتريه» يا ورد مين يشترك ، وللحبيب يهديك»، وتغنى التراث الشعبي العراقي ب» عمي يا بياع الورد، كلي الورد بيش كلي» . أما فيروز فغنت» دقيت طل الورد ع الشباك» ، فيما ترنم عبد الحليم حافظ ب» رميت الورد طفيت الشمع يا حبيبي». ومن أشهر الأغاني العربية القديمة» الورد جميل ، جميل الورد» التي تناقلتها أجيال من الفنانين وفي طليعتهم أم كلثوم وتلامذة الفن، وهي من كلمات بيرم التونسي باتت على كل لسان، ونسي الجميع أنها من شعر الراحل بيرم التونسي. تنقل الغناء للورد والزهر في كل أركان الدول العربية بكافة اللهجات فمن الأردن ضمة ورد من جنينتنا لتوفيق النمري وكذلك يلا على وادي السلط نلم زهور وتحتك يا زيزفونة ما عينت المزيونة وعلى صفافك يا أردن وأغنية سامي الشايب حبيبي حب هالديرة وهواها ونبع جبالنا الحلو وشذاها جبل عجلون ناداها وعشقها ومن الدحنون زينها بحلقها والورد فتح يا زارعين الورد فتح فتح وما شاالله ومن سوريا لأزرعلك بستان ورود ولبنان يا عاشقة الورد وفيروز وهديتني وردة فرجيتا لصاحبي خبيتا بكتابي زرعتا ع المخدة وطل وسألني أجا نيسان دق الباب ودراج الورد ووديع الصافي جنات ع مد النظر وطلوا حبابنا طلوا نسم ياهوا بلادي وصباح ع الليلكي ع الليلكي الزهر إلي بعيونك ليلكي ومن مصرام الدنيا هليت يا ربيع هل هلالك لعبد الوهاب وتحت الشجر يا وهيبة وماهر العطار يا ما زقزق الأمري ع ورق الليمون وأغنية يا فل على ورد وياسمين يا عود ريحان زان البستان واغنية الرائع طلال مداح كم تذكرت سويعات الأصيل وسرى النسمات ما بين النخيل والفل الفل يا حلاوة الفل ريحته يا سلام شكله يا سلام ورائعة صباح فخري أنا وحبيبي بجنينة والورد مزين حوالينا والكثير من الأغاني التي لم تخطر على بالي.