ماتت الأخبار.. عاشت الأخبار! (2-1)
الغد-كيفن إم ليرنر – (بوسطن ريفيو) 10/8/2021
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
قد لا تكون الصحافة التي تعنى بالمصلحة العامة قابلة للإصلاح. لكنها في حاجة إلى مراجعة جذرية أكثر على الأقل.
* *
كانت لي صديقة تعيش في ولاية فيرجينيا الغربية. وقبل بضع سنوات، بينما كانت تجلس في الكنيسة، سألتها سيدة أخرى من أبناء الرعية عما تفعله من أجل لقمة العيش. وجاءت الإجابة -“أنا صحفية”– بمثابة المفاجأة: هل يعني ذلك، كما قالت المستفسِرة، أن صديقتي ليبرالية؟ على الرغم من أنها تعيش على مسافة قريبة من واشنطن العاصمة، إلا أن هذه المرأة لم تقابل صحفيًا من قبل -وهي بعيدة عن أن تكون وحيدة في ذلك. ووفقًا لـ”مركز بيو للأبحاث”، أفاد حوالي 21 بالمائة فقط من الأميركيين بأنهم تواصلوا مع صحفي.
ليس هذا المشهد سوى جزء فقط من قصة أكبر بكثير، والتي أصبحت مألوفة الآن، عن انعدام الثقة في مؤسسات الإعلام الإخباري وتراجعها. ويتفق معظم الباحثين على أن الصحافة الأميركية، وخاصة الصحافة المطبوعة، تعيش في أزمة –هي الأكبر منذ أوائل السبعينيات، عندما رأى المراسلون الصحفيون الأذكياء أن الموضوعية المؤسسية المُداهِنة لا يمكن أن تغطي بشكل كاف الحروب الثقافية المتدحرجة التي سادت أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات. ومع ذلك، ليست أسباب الأزمة مسألة أسلوب أو نهج، ولا هي تتعلق بالضرر الذي أحدثته خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي وهجمات ترامب على “الأخبار المزيفة”. ثمة نجاحان كبيران كانت قد حققتهما الصحف الرئيسية في هذه الفترة السابقة –قيام صحيفة نيويورك تايمز بنشر “أوراق البنتاغون” في العام 1971، وتقرير “ووترغيت” الذي نشرته صحيفة “الواشنطن بوست”- واللذان أديا إلى إخفاء الهشاشة الهيكلية لصحافة المراقبة الصارمة، وأعطت الأرباح المذهلة التي جلبتها الصحف المحلية الاحتكارية في الثمانينيات للناشرين القليل من الأسباب لتغيير طريقة عملهم.
اليوم، قد يمنع النجاح المالي الأخير الذي حققته “التايمز” والحماية التي توفرها مليارات جيف بيزوس في “البوست” هذه المنشورات مرة أخرى من تفحص نفسها عن كثب، لكن المزيد والمزيد من المراقبين يتفقون على أن إعادة تفكير بالجملة في كيفية إنتاج الأخبار أصبحت ضرورة إذا ما كانت الصحافة الصارمة الجديرة بالثقة لتستمر -ماليًا (كمؤسسات اقتصادية)، وثقافيًا (كمؤسسات مدنية). ويقدم كتابان جديدان مساهمات قيمة في الحوار الجاري حول ما تجب مراجعته وإصلاحه في هذه المؤسسات.
يبحث كتاب عالمة الإعلام نيكي آشر Nikki Usher ، المعنون “الأخبار للأثرياء، والبيض، والزُّرق”، عن نوع القوى التي تعمل في قصة صديقتي من فرجينيا الغربية. وتحلل آشر التفاعل بين الصحافة، والسياسة، والمكان ، وتحاجج بأن فقدان الصحافة المحلية وظهور المؤسسات الإخبارية الدولية المركزية لعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز مشاعر عدم الثقة في وسائل الإعلام. ووفق منظورها، فإن تركيز الصحفيين في عدد قليل من المؤسسات الإخبارية الكبيرة، والنخبوية، والمدنية والساحلية –من النوع الذي تميزت به صحيفتا “نيويورك تايمز” و”الواشنطن بوست” على وجه الخصوص- أدى إلى ظهور أخبار موجهة في الغالب إلى الليبراليين الأثرياء، ومعظمهم من البيض. وكما لاحظت آشر، فقد اختفت عشرات الآلاف من الوظائف الصحفية في العقد ونصف العقد الماضيين، مع انخفاض التوظيف في الصحف بنسبة مذهلة بلغت 47 في المائة منذ العام 2005. وتستشهد بتقدير يقول إن أكثر من 1.800 مجتمع أميركي أصبحت “صحارى أخبار”؛ أماكن ليست فيها تقارير إخبارية محلية على الإطلاق. وفي الوقت نفسه، بذلت وسائل الإعلام المحافظة جهودًا متضافرة لنزع الشرعية عن الصحافة السائدة منذ الستينيات على الأقل، كما ناقشت نيكول هيمر Nicole Hemmer في تلك الصفحات. وبالإضافة إلى المساهمة في خلق مناخ عدم الثقة ، كانت النتيجة الوخيمة لتدويل الأخبار أن الأميركيين فقدوا عادة استهلاك الأخبار المطبوعة المحلية. وبينما تظل أخبار التلفزيون المحلي تشكل أكبر مصدر للأخبار لمعظم الأميركيين ، فإن “الأخبار” التي تتحدث عنها هذه المحطات مدفوعة إلى حد كبير بما يعمل جيدًا في وسيلة مرئية، بينما تتجاهل القصص حول مجالس المدينة ومجالس المدارس، أو تعتمد على ما تبقى من الصحف المحلية. وبشكل عام، لم يعد يُنظر إلى ثقافة قراءة الصحف المطبوعة على أنها جزء لا يتجزأ من المجتمعات المحلية، وأصبحت شخصية الصحفي بعيدة، ومنفصلة عنك وعن الطريقة التي تعيش بها حياتك – ولم يعد شخصًا يمكن أن تجلس بجواره في كنيسة.
ويكشف أحدث كتاب للباحثة القانونية مارثا مينو Martha Minow ، بعنوان “إنقاذ الأخبار”، عن مخاوف مماثلة: حول تدهور الأخبار المحلية، وظهور غرف الصدى الرقمية، ومخاطر الصحافة الهادفة إلى الربح، والتداعيات التي ترتبها كل هذه التطورات على الديمقراطية. ولكن، بدلاً من النظر إلى الانفصال المتزايد عن المكان باعتباره السبب الجذري لمشاكل الصحافة، تركز مينو على ما تعتبره قراءة معاصرة خاطئة للنهج التاريخي الأكثر تدخلية الذي اتبعته الحكومة في دعم الصحافة الحرة. وأطروحتها المركزية هي أننا يجب أن نرفض بشكل حاسم المفاهيم الليبرتارية الشائعة للـ”التعديل الأول” للدستور لصالح التدخلات الإيجابية من الدولة. ولهذه الغاية، اقترحت اثني عشر تغييرًا ممكناً للوضع القانوني لإنتاج الأخبار.
ومن جهتها، تختتم آشر أيضًا باقتراح خمسة “مسارات محتملة إلى الأمام”. ولا ترى أي من المؤلفتين علاجًا لكل شيء، وسيكون تنفيذ كل هذه الأفكار بالتأكيد تحديًا سياسيًا. لكنهما توفران معًا رؤية مقنعة لتأمين مستقبل لإعداد تقارير دقيقة ومستقلة واستعادة مركزية إنتاج تقرير إخباري يومي جدير بالثقة عن حياة الناس.
* *
يقع في القلب من هذه الكتب إجراء تمرين لفضح الزيف التاريخي. وهدف مينو هو فكرة أنه لا ينبغي أن تكون للحكومة أي علاقة بالصحافة -وهي أسطورة قوية مكتوبة، كما توضح مينو، من خلال تفسير للتعديل الأول يكون مناهضاً للحكومة. وتنص لغة التعديل الأول بشكل خاص على أنه “لا يجوز للكونغرس إصدار أي قانون… ينتقص من حرية التعبير أو حرية الصحافة”. وبالنسبة لمينو، فإن الكلمة الأساسية هي “ينتقص”: الدستور يحظر فقط كتابة القوانين التي تنتقص من حريات الصحافة، وليس القوانين التي تعزز بشكل أكيد قدرة الصحافة على القيام بعملها. وفي الواقع، كما تجادل مينو، بالاعتماد على عمل منظّر التعديل الأول، ألكسندر ميكليجون Alexander Meiklejohn، فإن على الحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات التزام بدعم صحافة مستقلة قوية.
من جانبها، تتحدى آشر الرأي القائل بأن الصحف المحلية -التي تقوم بهذا النوع من “الصحافة التي تهُم” (أي: إعداد تقارير مستقلة ومنصفة عن الشؤون العامة)- كانت في صميم الديمقراطية الأميركية منذ البداية. وكما تشير آشر، محقة، فإن هذا المفهوم عن الصحافة حديث نسبيًا، وهو اختراع لعصر الصحيفة الإقليمية الكبيرة لحقبة ما- بعد- ووترغيت. وتكتب آشر: “تفتقد الأسطورة الرومانسية عن المواطن الأميركي المطلع حيث كانت لكل بلدة جريدتها الخاصة إلى تفصيل مهم”:
“لقد تأسست الولايات المتحدة ووُجدت منذ ما يقرب من قرن من الزمان من دون تقليد قوي للأخبار المحلية، وكانت معظم الأخبار في هذه الصحف المحلية الوفيرة تُعاد طباعتها من منافذ أخرى. وللكثير من التاريخ الأميركي، ارتبطت الأخبار المحلية إما بالفضائح البشعة أو بالترويج للمدينة (أو بكليهما)، وكانت معظم الصحف منخفضة المستوى من حيث المحتوى الإخباري الأصلي”.
ليست هذه صورة الصحفيين التي ترسخت في المخيلة الشعبية -سواء بين أولئك الذين ينتقصون من شأن الصحفيين، أو أولئك الذين يقفون إلى جانب العمل الذي يقومون به، أو بين الصحفيين أنفسهم. إن المفهوم الأكثر شيوعًا، كما قال الصحفيان بيل كوفاتش Bill Kovach وتوم روزنستيل Rosenstiel في كتابهما “عناصر الصحافة” The Elements of Journalism (2001)، هو أن “الهدف الأساسي للصحافة هو تزويد المواطنين بالمعلومات التي يحتاجون إليها لكي يكونوا أحرارًا ويحكمون أنفسهم”. لكن آشر ليست مقتنعة تماماً بهذا الرأي. وتكتب: “تعمل الصحافة على ترسيخ الديمقراطية الأميركية من خلال ربط الناس بالأماكن التي يعيشون فيها، حيث تزودهم بالأخبار والمعلومات الهامة، فضلاً عن الإحساس بالتجذر الثقافي والانتماء. وبذلك، تتيح الصحافة وجود مواطنين فاعلين ومنخرطين”. وهي تقر بأن الصحافة غالبًا ما لا ترقى إلى مستوى تحقيق هذا المثل الأعلى، ولكنها تصفها بأنها “أسطورة قوية وطموحة تمكِّن الحياة المدنية الأميركية”. ووفقًا لهذه النظرة، لم يكن جمع المعلومات هو ما جعل الصحف مهمة تاريخيًا بقدر ما كانت أهمية الحوارات العامة التي يسرتها والإحساس بالمكان الذي أعطته لقرائها.
ويؤيد تاريخ الصحافة الأميركية رؤية آشر. خلال الثورة الأميركية، كانت الصحف شخصية للغاية، يطبعها التجار أكثر مما يصدرها مَن يمكن أن نعتبرهم ناشرين محترفين. كان البعض منها، مثل التي أصدرها بنجامين فرانكلين، مهتمة بشدة بالشؤون العامة، لكن الكثير منها كانت مبتذلة وخيالية، وكانت تعكس جميعاً بشكل مباشر وجهات نظر منشئيها. في أوائل القرن التاسع عشر، نشرت الصحف في الغالب إما أخبارًا تجارية –والتي كانت باهظة الثمن، تعادل استئجار محطة طرفية من بلومبيرغ-(1) أو كانت ترعاها الأحزاب السياسية، وتكرسها للترويج لمرشحيها المفضلين. وفي ثلاثينيات القرن التاسع عشر، شرعت “صحافة البنس”(2) في الظهور في المدن الكبيرة، وهو ما جعل الصحف في متناول جمهور أكبر، لكن هذه الصحف كانت أكثر اهتماماً بالتوزيع، والإثارة، والترفيه من اهتمامها بالتنوير أو النقد السياسي والثقافي. ونشرت صحيفة “نيويورك صن” التي كانت تصدر في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، سلسلة من التقارير الشهيرة عن عالِم فلك اكتشف خفافيش بشرية تعيش على سطح المريخ. وجلبت فترة “الصحافة الصفراء” في نهاية القرن التاسع عشر معها بعض التقارير الواقعية، إلا أن صحف ويليام راندولف هيرست William Randolph Hearst وجوزيف بوليتزر Joseph Pulitzer كانت ما تزال مليئة بمواد الإثارة أو التأييد. وشهد هذا العصر أيضًا إنشاء صحيفة “نيويورك تايمز” وبيعها لأدولف أوكس Adolph Ochs، الذي امتلكت عائلته الصحيفة منذ ذلك الحين. وقد ضغطت صحيفة التايمز بمالكها، أوكس، بشدة من أجل ما وصفه المؤرخ الصحفي، دبليو جوزيف كامبل W. Joseph Campbell بأنه نموذج للصحف قائم على المعلومات. وقد عزز الصحفيون ذوو العقلية الإصلاحية، مثل جاكوب ريس Jacob Riis والمجموعة التي تكونت في أوائل القرن العشرين والمعروفة باسم “المدافعون”(3) muckrakers فكرة أن الصحافة الجيدة يمكن أن تجلب الأقوياء والنافذين للمحاسبة. وكان هؤلاء ناشطين اجتماعيين بقدر ما كانوا صحفيين استقصائيين منفصلين.
حتى بينما ترسخت فكرة الموضوعية الصحفية في القرن العشرين -وظهرت طبقة مهنية من المراسلين الإخباريين المتعلمين المتخرجين من كليات الصحافة مثل تلك التي أنشئت بمنحة من بوليتزر في كولومبيا- تأسست المثل العليا للصحافة الأميركية في الخرق كما في التقيُّد. كانت الولايات المتحدة مليئة بالصحف في القرن العشرين، وكان يوازي هذا الحجم تباين كبير في النظرة والنهج. وتلاحظ مينو أنه “بحلول العشرينات من القرن الماضي، تم توزيع عدد من إصدارات الصحف أكثر من عدد الأسر في الولايات المتحدة، وكان 95 بالمائة من الأميركيين يقرأون الصحف”. وقد سميت جميعها تقريبًا بأسماء الأماكن: “بوسطن غلوب”، “سان فرانسيسكو إكزامينر”، كليفلاند بلين تريدر”. وتصف آشر هذه الصحف المحلية بأنها صحف معتدلة: “إنها ليست كبيرة بما يكفي لتكسب جمهوراً على المستوى الوطني، ولكنها تظل كبيرة بما يكفي لتؤدي دورًا حيويًا في بيئة الأخبار الوطنية الأوسع من خلال كونها الصوت الرسمي لمدينة أو منطقة، والتي تراقب جزءًا جغرافيًا محددًا من البلد”. ولكن، حتى الصحف التي اقتربت في بعض الأحيان من دعم مبدأ المساءلة للمسؤولين العموميين، عادةً ما عملت أيضًا على إدامة سلطة أولئك الذين يتمتعون بهذه السلطة مسبقاً، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإدماج العرقي. (حتى في الوقت الحالي، ما يزال طاقم هذه الصحف في أغلبه من البيض).
ربما جاء أكبر تدخل حكومي في صناعات الاتصالات مع إنشاء “هيئة الراديو الفيدرالية”-ومع قدوم خليفتها، “هيئة الاتصالات الفيدرالية”- وادعائهما بأن ندرة عرض النطاق الترددي للبث تعطي الحكومة الفيدرالية الحق في ترخيص مؤسسات البث وفرض شرط المصلحة العامة لاحتفاظ المؤسسات بتلك التراخيص. (ترتبط مينو شخصيًا بهذه التطورات: فقد شغل والدها، نيوتن مينو، منصب رئيس هيئة الاتصالات الفيدرالية في عهد جون إف كينيدي، وكان من المدافعين البارزين عن البث الملتزم بالمصلحة العامة). وفي عهد إدارة ريغان، تم إلغاء “مبدأ الإنصاف” هذا، مما فتح قطاع الإذاعة والتلفزيون أمام ظهور الإذاعات الحوارية المحافظة، وكذلك قناة “فوكس نيوز”. كما ساعد تخفيف القواعد حول توحيد البث مالك شركة “فوكس”، روبرت مردوخ، على تحقيق أرباح هائلة له ولشركته، من دون الحاجة إلى القلق بشأن شرط خدمة المصلحة العامة.
*Kevin M. Lerner: أستاذ مساعد للصحافة في كلية ماريست، وهو محرر مجلة Magazine Media . يركز بحثه على التاريخ الفكري للصحافة من خلال النقد الصحفي، والهجاء، والمجلات. كتابه ، “إثارة الصحافة: مجلة (مور) وأزمة الثقة في الصحافة الأميركية” صدر عن مطبعة جامعة ميسوري في صيف العام 2019.
نشرت هذه المراجعة تحت عنوان: The News Is Dead, Long Live the News!
(1) بلومبيرغ تيرمينال Bloomberg terminal هو نظام برمجيات حاسوبي من إنتاج “شركة بلومبيرغ إل بي للبيانات المالية، والذي يمكّن المهنيين في قطاع الخدمات المالية والصناعات الأخرى من الوصول إلى خدمات بلومبيرغ الاحترافية التي يستطيع المستخدمون من خلالها مراقبة وتحليل بيانات السوق المالية في الوقت الفعلي وإجراء التداولات على منصة التداول الإلكترونية. طور البرنامج رجل الأعمال مايكل بلومبيرغ. ويوفر النظام أيضًا الأخبار وعروض الأسعار والرسائل عبر شبكته الآمنة المملوكة له. وهو معروف لدى المجتمع المالي بواجهة الشاشة السوداء ، التي أصبحت سمة مميزة للخدمة. ولدى معظم الشركات المالية الكبرى اشتراكات في “خدمات بلومبيرغ الاحترافية”. ويتم تأجير جميع محطات بلومبيرغ في دورات مدتها سنتان (في أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، كانت عقود الإيجار للثلاث سنوات خيارًا) ، حيث تستند العقود في الأصل إلى عدد شاشات العرض التي تم توصيلها بكل محطة طرفية (قبل الانتقال إلى نظام التشغيل تطبيق “ويندوز”. وتحتوي معظم إعدادات Bloomberg على ما بين شاشتين وستة شاشات. وهي متاحة مقابل رسم سنوي قدره 20.000 دولار لكل مستخدم (24000 دولار في السنة لعدد صغير من الشركات التي تستخدم محطة واحدة فقط).
(2) كانت صحف البنس Penny Press رخيصة الثمن، في شكل صحف “تابلويد”، تباع ببنس واحد. وتم إنتاجها بكميات كبيرة في الولايات المتحدة منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر فصاعدًا. وأصبح الإنتاج الضخم للصحف الرخيصة أمرًا ممكنًا بعد التحول من الطباعة اليدوية إلى آلات الطباعة التي تستمد الطاقة من البخار. واشتهرت هذه الصحف بأنها تكلف سنتًا واحدًا بينما تكلف الصحف الأخرى حوالي ستة سنتات، وكان ظهور صحف “صحف البنس” تطوراً ثورياً في إتاحة الأخبار لمواطني الطبقة الوسطى بسعر معقول بينما كانت سابقاً حكراً على الأغنياء.
(3) المكراكرز أو “المدافعون” Muckrakers: هو مصطلح أطلق على الصحفيين ذوي العقلية الإصلاحية في العصر التقدمي في الولايات المتحدة (1890-1920) الذين كشفوا عن الفساد. ويشير في المصطلح الحديث بشكل عام إلى الصحافة الاستقصائية أو صحافة المراقبة. غالبًا ما يُطلق على الصحفيين الاستقصائيين في الولايات المتحدة بشكل غير رسمي اسم “مكراكرز”. وقد لعب المكراكرز دورًا واضحًا للغاية خلال الحقبة التقدمية، وتناولت مقالاتهم احتكارات الشركات والآليات السياسية، بينما كانت تحاول زيادة الوعي العام وتعميق الاستياء من الفقر الحضري وظروف العمل غير الآمنة والبغاء وعمالة الأطفال.