عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Aug-2025

أبو صالح وأنا ..| د. صبري ربيحات

عمون-

الدكتور ممدوح صالح العبادي شخصية عمانية بامتياز، لعب أدوارا مهمة ومتنوعة خلال رحلة عمل طويلة فقد كان نائبا ووزيرا أسبق وسياسي وطبيب ونقابي حظي بثقة زملاءه في المهنة وبجماهيرية عالية أثناء عمله كنقيب وأمين للعاصمة خلال تسعينيات القرن الماضي .
 
له شخصية ديناميكية لا تتوقف عن العمل والحوار ولا يتردد في إبداء رأيه في كل ما يجري على الساحتين الإقليمية و الدولية، وبالرغم من انه يحرص على إدامة علاقة تواصل مع جميع التيارات والألوان السياسية والاجتماعية إلا انه يختار جلساءه بعناية ويستثمر نشاطه الاجتماعي في طرح أسئلة وإبداء ملاحظات ذكية لا تخطر على البال.
 
لممدوح العبادي شخصية شعبية تحرص على معرفة ما يجري حوله من خلال الاشتباك والتفاعل مع الناس وتواصله الدائم مع الكتاب والصحفيين الذين يجالسهم ويلتقيهم من وقت لآخر.
 
خلال الأعوام الاخيرة عكف ابو صالح على كتابة مذكراته واصفا رحلة عمره وتجاربه واستنتاجاته بمستوى من الوضوح والشفافية جعل منها عملا مختلفا عن الكثير من السير الذاتية التي خصصت ليقول فيها أصحابها ما كانوا يتمنون أكثر مما عملوا فعلا.
 
في اعتقادي ان ممدوح قد قال الكثير مما فعله وأراد أن يقول شيئا عن الظروف التي أحاطت بما فعله في الكتاب الذي نشره قبل أشهر بعنوان " السياسي الأمين" تحدث العبادي عن عمان في الخمسينيات وصور لنا مدارسها وطلبتها واحياءها واساتذتها ورحلات تنقله اليوميه بين بيت الأسرة في راس العين وبين المدارس التي كانت آخرها مدرسة رغدان في جبل الحسين حيث زامل عددا من أبناء جيله من سكان المدينة وكان نبيها متفوقا شغوفا بالمعرفة والاستكشاف ومتحمسا لاستكمال رحلة التعليم في مجال طب العيون حيث سافر إلى تركيا وانخرط في العمل الطلابي ليؤسس لمسار عمل سياسي بقي متورطا فيه حتى يومنا هذا...
 
في رحلة العبادي العملية الطويلة الكثير مما يمكن الوقوف عنده فهو ابن المكان الذي يعرف كل ما فيه وواقعي براجماتي بدرجة تعادل براجماتية جون ديوي وهو قادر على التحشيد والوصول إلى مقاربات مع من يختلفون معه..
 
يمتاز ابو صالح عن الكثير ممن عاصروه بأنه مستمع جيد ومحاور محترف يعيد تلخيص مواقف من يعارضونه ويوضح حجم الاتفاق بينه وبين أصحاب الاراء الأخرى مظهرا لمن يعارضه التقدير وتاركا له مساحة من الوقت تكفي للعدول عن الموقف الأصلي.
 
العبادي شخصية عملية تهوى العمل والميدان ويحتفي بالإنجاز ويستفزه التشويش الذي قد يدفعه ليتحول إلى شخص صارم وحاد وعنيد..
 
اليوم التقيت ممدوح وامضينا ساعتين او اكثر تحدثنا في قضايا عديدة وسألته عن رأيه في الأحزاب والسبب الذي جعل شخصا كممدوح العبادي يغيب عن العمل الحزبي في الوقت الذي يتدافع نحوه أشخاص لا يؤمنون بالأحزاب ولا يعرفون أهميتها ولا أسلوب عملها.
 
تمتم الدكتور ممدوح في محاولة لتجاهل السؤال وأخذني إلى موضوع آخر في محاولة لصرف نظري عن الإجابة المنتظرة وكأنه يقول :"فكك من السؤال"..
 
بالرغم من انه لم يجب على السؤال إلا أني اكتفيت بابتسامة ابو صالح وتمنيت له الصحة والعافية، وأدام الله عليه الصحة والعافية ومده براحة البال.