ھآرتس

ھذا الأمر حدث في العام 1985 ،الصحفي عاموس ایلون (زمیل في ھآرتس وصدیق)، ھمس في

أذني بسر كبیر: ھناك عملیة سریة لانقاذ یھود اثیوبیا من بلادھم تجري الآن. وھو حصل على اذن

بالوصول الى ھناك وتغطیة ما یجري. ”ولكن بدون أي كلمة“، أكد. ”كل شيء سري جدا“. وفي

الیوم التالي سافر الى أدیس أبابا.

في نفس المساء وبسریة بالطبع، سألت والدتي التي كانت تعرف ایلون، ھل تعرف عن مكان

وجوده. وھي لم تكن تعرف. ”في اثیوبیا“، ھمست لھا بسریة تامة بالطبع. ”اثیوبیا؟“، سألت

باستغراب، ”ماذا یفعل في اثیوبیا؟“. واسكتھا بقولي إن ھذا سر. ھناك عملیة، یحاولون احضار

یھود اثیوبیا الى اسرائیل. ”أنا أعرف“، قالت بتعابیر جدیة على وجھھا. ”عاموس سافر الى ھناك

من اجل تحذیرھم؟، ھذا جمیل جدا“. وضحكنا.

في الاسبوع الماضي توقفت عن الضحك. أمي كانت محقة. كان من الجدیر تحذیرھم. ابلاغھم بأن

الوطن الذي یعرض علیھم ھو دولة من الدول العنصریة جدا على وجھ الارض، تغص بالعنصریة

الدینیة والقومیة والعرقیة والجینیة المتعلقة بالجنس واللون.

ھناك من یعزون انفسھم بالاعتقاد أنھ حتى ھذه العنصریة ھي نتیجة من نتائج الاحتلال. لقد زحفت

الى داخلنا من الكولونیالیة، مع عدد من الخصائص القبیحة لنظام قمعي واجرامي. الحقیقة ھي شيء مختلف. العنصریة الإسرائیلیة لم تولد من وراء الخط الأخضر، بل ولدت في الیوم الذي اقیمت فیھ ھنا دولة تعریفھا متناقض ولیس فیھا وثیقة حقوق للانسان. ولا یوجد سور من الفولاذ یفصل بین

الدین والدولة. في ھذه الدولة العنصریة ھي نتیجة ثانویة یصعب منعھا. لیست ”بنت الاحتلال“ بل

تقریبا أمھ.

في المقابل، السھولة المدھشة لاطلاق النار على الناس (باستثناء المستوطنین والمتدینین والیھود

البیض)، بالتأكید استوردناھا من المناطق. بالتدریج، على مدى سنوات الاجرام تبلور ھناك اجراء

قتل مریح وقابل للاستخدام: یختارون شخص غیر یھودي، یغضون النظر، یضغطون على الزناد

ویذھبون لابلاغ الاصدقاء عن ذلك. واذا تم فتح تحقیق بالصدفة، یرددون بسرعة الشعارات التي

تطالب باطلاق سراحھم. ”لقد قام برشق حجر“ و ”شعرت بأنني مھدد“ وبھذا ینتھي الامر.

اطلاق النار على سولومون تیكا ھو تجسید دقیق لھذا الاجراء: رصاصة. موت. رشق حجر.

شعرت بأنني مھدد. مطلق النار في فندق. من تم اطلاق النار علیھ في المقبرة. الضابط ب. ھو

بالاجمال عمل بشكل اعتیادي تماما. في المناطق لا أحد یرفع ظھره. داخل الخط الأخضر ما زالت

تثور ضجة غاضبة ولكن لیس لفترة طویلة، فقط آنیة. بالتدریج، نحن نخطوا إلى الأمام. ھذه طریقة

لافساد النفس. ھذا أمر زاحف، بخداع وتصمیم، بشكل مستمر، الى أن تصل الى ھنا مساواة الروح

المباركة (التي ھي النوع الوحید من المساواة التي نأمل بھا).

مع ذلك، یجب علینا عدم تجاھل غضب الجمھور الاثیوبي. لقد قاموا باحصاء 11 ضحیة للشرطة.

ھذه لیست ثورة. والجالیات الاخرى متخلفة عنھا في عدد الضحایا. كیف نقوم بتھدئتھم؟ تعلیم الشرطة ومحاولة اجتثاث عادات خمسین سنة من الاحتلال من داخلھا، ھي مھمة صعبة جدا. ایضا

ضرر ما للمس بالدافعیة یوجد في ذلك. في المقابل، من السھل جدا اصدار أمر للشرطة بقتل 11

شخص بالغ من كل طائفة في اسرائیل: 11 من الروس، 11 من العراقیین، 11 من الفرنسیین، 11

من الیساریین، 11 من الیمنیین و11 من البولندیین. وھكذا اسباط إسرائیل معا.

لا شك أن بادرة حسن النیة اللطیفة ھذه ستھديء غضب المھاجرین من اثیوبیا وتثبت لھم الى أي

درجة لیس لدینا أي تمییز. بالعكس، توجد مساواة كاملة في القتل.