عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Apr-2019

روسیا ترفع الوتیرة قبل صفقة القرن - میكي اھرونسون
یدیعوت أحرونوت
في أحد التصریحات الاولى لرئیس الوزراء الفلسطیني المرشح محمد اشتیھ أشار إلى أن مزیدا
من الدول، وعلى رأسھا روسیا ستدعم المعارضة الفلسطینیة لصفقة القرن لإدارة ترامب. ولیس
صدفة أن ذكر اشتیھ روسیا قبل كل شيء.
على مدى السنین عادت روسیا وأعربت عن اھتمامھا بالمشاركة في تسویة النزاع الإسرائیلي –
الفلسطیني انطلاقا من اعتبارات اقلیمیة وعالمیة، بما فیھا رغبتھا في العودة إلى مكانتھا كقوة
عظمى.
ھذا ھو السبب الذي دعا وزیر الخارجیة الروسي لافروف لان یطرح مؤخرا مرة اخرى فكرة المحادثات بین الفلسطینیین والإسرائیلیین في موسكو. على مدى السنین اقترحت موسكو غیر مرة العمل على التسویة من خلال مؤتمر في موسكو، ولكن إسرائیل فضلت ابقاء الریادة في المسیرة في ید الولایات المتحدة.
فالاھتمام الروسي الحالي في النزاع یعكس سعي موسكو لان تثبت وجودھا في الشرق الاوسط
كوسیط، انطلاقا من رؤیة ”مباراة مجموعھا الصفر“ حیال الأمیركیین، وعلى خلفیة رؤیة مكانة الولایات المتحدة في الشارع العربي. وھذا النشاط ھو مثابة ربح مؤكد من ناحیة روسیا: فكلفتھ، بكل معنى، ھي صفریة، اما الثواب المتوقع منھ في تقدم مكانة روسیا في العالم العربي والاسلامي فواضح للكرملین.
ان تطلع روسیا لتحقیق مكانة وسیط دولي وجد تعبیره بمبادرات وأقوال جاءت لتضعھا كجھة حیویة في كل مسیرة للتسویة. ویظھر لامر على الدوام بالتوازي أو فور نشر مبادرات أمیركیة.
ففي 2017 مثلا، مع تقدم المداولات على نقل السفارة الأمیركیة إلى القدس، أعلنت روسیا عن رغبتھا، بصفتھا عضو في الرباعیة، في العمل على اتفاق. كما فاجأت روسیا بتصریح یفید بانھا
تعترف بالقدس الغربیة بانھا العاصمة الرسمیة لإسرائیل، دون الاشتراط باقامة دولة فلسطینیة عاصمتھا شرقي القدس. وترافق ھذا مع تأیید للمفاوضات المباشرة واعراب عن الاھتمام بالمساعدة في تحقیق الاتفاق. وشدد الاعلان على عضویة روسیا في نادي الدول التي تقود الموضوع بحكم عضویتھا في الرباعیة وفي مجلس الامن. كما ان لافروف، الذي عاد وتحدث ضد صفقة القرن شدد على التزام روسیا بحل وفقا لقرارات الامم المتحدة ومبادرة السلام العربیة.
في الأشھر الاخیرة، مع تزاید المنشورات عن صفقة القرن الأمیركیة، تعمل موسكو بقوة اكبر على مصالحة فلسطینیة داخلیة، ضمن امور اخرى من خلال تزاید الدعوات للفصائل الفلسطینیة لمحادثات في موسكو. حماس على اي حال منبوذة في نظر وسطاء مثل الولایات المتحدة والاتحاد الاوروبي على ھذا المستوى أو ذاك، وروسیا معنیة بان تطلق الاشارة بانھا تدیر حوارا سواء مع السلطة الفلسطینیة أم مع الحكم في غزة.
في الشھر الماضي مثلا، تلقى ممثلو حماس فرصة لان یعرضوا في موسكو خطة بدیلة لحل النزاع من مبادئھا معارضة صفقة القرن ورفض كل تطبیع مع إسرائیل. ومع أن ھذه المبادئ غیر ذات صلة بالمفاوضات مع إسرائیل، فإن طرحھا في روسیا یعزز الروایة بان موسكو تتصدر كالوسیط الوحید الذي یعمل انطلاقا من الحوار مع عموم الفصائل الفلسطینیة، ولا سیما حین تكون الفصائل المختلفة متحدة في معارضتھا لصفقة القرن.
على الولایات المتحدة وإسرائیل أن تفترض، بحكم تجربتھا في الماضي، بانھ كلما اقترب موعد عرض صفقة القرن – سیقع سیاقان. بدایة، معقول أن تجاھل روسیا سیجر محاولة روسیة لتجنید لوبي عربي ودولي ضد الاقتراح الأمیركي. اضافة إلى ذلك، ستعمل روسیا على بدائل لحل النزاع، یمكن للفلسطینیین ان یروا فیھا اساسا للمفاوضات، مثل المؤتمر في موسكو، مسار الرباعیة او منصة اخرى تدرج روسیا كعضو في ”النادي“ الدولي.
في مثل ھذا الوضع ترتفع احتمالیة سیناریو تعرض فیھ إسرائیل، ولیس الفلسطینیین، كرافضة لتحقیق التسویة، ولا سیما في ضوء حقیقة أن خطة كالتي عرضتھا حماس في موسكو عدیمة
كل احتمال من ناحیة إسرائیل. أغلب الظن، لو كان ممكنا اقامة اطار دولي للتسویة یضم روسیا، مثل الرباعیة، لكان معقولا ان ینجح التقدم فیھا. وذلك ضمن امور اخرى لان لروسیا ٍ في ھذه اللحظة روافع تتزاید مع الشارع العربي، وسترغب جدا في المشاركة في ”ناد“ دولي
محترم.