عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Apr-2020

أوروبــــا تنهـــض مـــن فـــراش المــــرض

 

افتتاحية- كرستيان سيانس مونيتور
 
على الرغم من المشاكل التي يواجهها واحدة تلو الأخرى مثل تفشي فيروس كورونا والخروج البريطاني وغيرها الكثير، يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى توسيع نفوذه ومنظومته القيمية في منطقة البلقان على وجه الخصوص.
 
إذا عمد المرء إلى إحصاء ما يعانيه الاتحاد الأوروبي من ويلات– ابتداء بتعطل الحياة والأعمال جراء انتشار فيروس كورونا، مرورا بالركود الذي يلوح في الأفق، وتصاعد الروح القومية في كثير من بلدانه وانتهاء بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - فمن المدهش أن يرى الاتحاد الأوروبي وهو لا يزال قادرا على التماسك باعتباره «وطنًا» لـ 27 دولة ذات قيم مشتركة. وعلى الرغم من ذلك، فمن المتوقع أن يوافق قادة الاتحاد على بدء محادثات العضوية مع دولتين، ألبانيا ومقدونيا الشمالية؛ إذ بدلاً من التذمر حيال تفشي المرض ووقوع الاضطرابات الأخرى، يسعى هذا المجتمع الذي يضم بين جنباته زهاء 450 مليون شخص إلى توسيع رقعته أكثر فأكثر. إن هذه الثقة بقوة الاتحاد الأوروبي وقدرته على الجذب تتناسب مع تصريح صدر في العام الماضي عن السيدة أورسولا فون دير لين ، أول رئيسة للهيئة التنفيذية للكتلة؛ اذ قالت إن على أوروبا «تعزيز» دورها في هذا العالم. ويشمل هذا الدور التأكد من أن أكثر مناطق أوروبا اضطراباً، منطقة البلقان، قد تم ضمها أخيرًا إلى كيان الاتحاد الأوروبي. لقد انضمت دولتان من دول المنطقة وهما كرواتيا وسلوفينيا بالفعل إلى الاتحاد الأوروبي، في حين تتفاوض دولتا الجبل الأسود وصربيا على الانضمام إلى الاتحاد. في غضون ذلك، تعتبر كوسوفو والبوسنة والهرسك «مرشحتين» لإجراء المحادثات الرسمية.
 
كان احراز التقدم فيما يتعلق بغرس القيم الديمقراطية وسيادة القانون بطيئا في هذه الأجزاء من يوغوسلافيا السابقة. فالروح القومية العرقية لا تزال قوية. كما لم تتعاف البوسنة والهرسك من مذبحة سربرينيتشا عام 1995، التي قتل فيها 8000 رجل وصبي مسلم على يد القوات الصربية. ولا يزال يتعين الاعتراف بكوسوفو بالكامل كدولة ذات سيادة.
 
غير أن دولتي مقدونيا الشمالية وألبانيا (التي لم تكن جزءًا من يوغوسلافيا) نجحتا حتى الآن في تنفيذ إصلاحات كافية من شانها أن تخولهما لفتح باب لعضوية الاتحاد الأوروبي. ليس هناك ما يضمن انضمامهما في النهاية إلى الكتلة. يجب أن تظهر كلتاهما تقدما على صعيد مكافحة الفساد وحل المشاكل الأخرى. ومن الجدير بالذكر أن ألبانيا على وجه الخصوص عالقة في حالة جمود سياسي بين حزبيها الرئيسين.
 
من خلال فتح المحادثات مع البلدين، يأمل الاتحاد الأوروبي في دفع إصلاحاتهما نحو الأمام. كما تسعى الكتلة إلى مواجهة النفوذ المتنامي لروسيا والصين في المنطقة. والأهم من ذلك كله، يريد الاتحاد الأوروبي أن يبرهن على أن هدفه الأساسي يتمثل في إنشاء «وطن مشترك» لقارة أوروبا ينبض بالحيوية ويتمتع بإمكانات جيدة. إن التقدم بدعوة انضمام إلى عضوين محتملين هي وسيلة حسنة لتوسيع شعور الاتحاد الأوروبي بالانتماء إلى القارة.