عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Sep-2025

رسائل للداخل والخارج*أ. د. صلاح العبادي

 الراي 

في سوريا الاستحقاق التشريعي يقترب، واللجنة العليا للانتخابات تؤكّد أنّ دراسة طلبات الترشح لعضوية الهيئات الناخبة تشارف على الانتهاء، مع ترجيحات إجراء انتخابات مجلس الشعب قبل نهاية الشهر الحالي.
 
السلطات تعدُ جدولا زمنيا دقيقا يضمن سير العمليّة الانتخابية في سوريا، رغم أنّه تم تأجيلها في محافظاتها الثلاث؛ والتي هي السويداء والحسكة والرقة.
 
كل ذلك يأتي في وقت يشدد الرئيس السوري أحمد الشرع على رفضه تجاه أي مساعٍ للتقسيم سواء في السويداء أو شمال شرق البلاد؛ لكنّه يعترفُ بوقوعِ أخطاءٍ من قبل جميع الأطراف أثناء أحداث السويداء الأخيرة.
 
الشرع كشف أيضًا عن مفاوضات أمنيّة مع إسرائيل بشأنِ الحدود والترتيبات الأمنيّة.
 
فهل تعكسُ هذهِ المواقف بداية مسارٍ إصلاحي داخلي؟ وهل يتراجع الدروز عن دعوات الإنفصال؟.
 
الشرع أكّد عدم خوفه تجاه وحدة البلاد، واصفًا مجتمع السويداء بأنّه مكون أصيل من النسيج الوطني، مقرًا بوجود تجاوزات من قبل الجميع.
 
فإلى أي حدٍ توصل هذه التصريحات رسائل الطمأنة لمجتمع السويداء ويؤسس مصالحة وطنيّة؟.
 
لا شك بأن الخطاب الرسمي للحكومة السوريّة له أهمية كبيرة لأنّه يأتي في سياق
 
بناء الدولة السوريّة، بمكوناتها كشعبٍ متعدد الأعراق وهو جزء رئيسي في بناء الدولة.
 
الرئيس الشرع أكّد بأن سوريا لن تقبل بالتقسيم وبأنّ أي مساعٍ إنفصالية محكومٌ عليها بالفشل. تصريحات الشرع أكّد فيها استمرار المباحثات مع قوات سوريا الديموقراطيّة، كما يتحدث عن عن استمرار المباحثات مع إسرائيل.
 
فكيف ترى الأطراف في سوريا هذهِ التصريحات؟ وما هي فرص معالجة الأخطاء التي اعترف فيها الرئيس السوري؟ وما هي أبرز ملامح نتائج المباحثات مع مختلف الأطراف؟.
 
تصريحات أعلى سلطة في سوريا للقناة الإخبارية السوريّة كانت واضحة وشفافة؛ إذ فصّل فيها مجريات الأحداث التي دارت خلال الفترة الماضية بوضوحٍ وشفافية، دون مجاملة أو محاباة.
 
كما أن التصريحات كانت موجّهة للداخل السوري والخارج، وشدد فيها على أهمية العلاقات الدوليّة بالنسبة لسوريا، مشيرًا إلى أهمية الاستثمار في الداخل السوري، اعتمادًا على الجانب الأمني الذي يُعد ركيزة أساسية للبيئة الحاضنة للاستثمار.
 
حديث الرئيس الشرع الذي يعد الأول عبر الشاشة الإخباريّة السوريّة واستمر لمدة خمسة وأربعين دقيقة، أوضح فيها عناوين المرحلة المقبلة بشكلٍ مقتضب لتكون رسائله واضحة وجلية، بعيدًا عن الإسهاب الذي اعتاد عليه المواطن السوري والعربي خلال حقبة ماضية من الزمن.
 
السويداء المنطقة التي شهدت حالة من عدم الاستقرار الأمني خلال الأشهر الماضية، جرّاء عوامل متعددة من أبرزها اعتبارها الخط المباشر لتهريب السلاح والمخدرات خلال حكم النظام السابق.
 
الرئيس الشرع شارك الشعب السوري والمواطن العربي بتفاصيلٍ مهمة حول معركة ردع العدوان، باعتبارها ركيزة مهمة للمكاشفة والمصارحة، للإنطلاق في توضيح خطّته تجاه المرحلة المقبلة.
 
الرئيس الشرع أشار إلى ما يتعلق في الأحداث في شمال شرق سوريا، مؤكّدا أن المفاوضات مع قوات سوريا الديموقراطية تسير بشكلٍ جيد رغب وجود بعض التباطؤ.
 
وكشف أنّ الاتفاق يحدد نهاية العام الجاري للوفاء ببنوده والتنفيذ ضمن مدته الزمنيّة.
 
من مصلحة الدولة السورية إنجاز الاتفاق ببنوده كافة، والتعاطي مع هذهِ القضيّة بشكلٍ سياسي ضمن البيت الداخلي السوري، رغم أنّ هذا الملف متعلق بتداخلات خارجيّة وينعكس على العراق وسوريا على حدٍ سواء.
 
كما أنّ موضوع إعادة الإعمار كان ركيزة مهمّة أشار إليها بالاعتماد على الاستثمار وارتباطه بالجانب الأمني، من خلال سعي الحكومة لبسط الأمن والاستقرار.
 
الرسائل الموجّهة للخارج جاءت بشكلٍ واضح لدول العالم بأسره، بما في ذلك روسيا والصين الثانية التي رفضت إزالة هيئة تحرير الشام عن ممارسة الارهاب.
 
كل ذلك من رسائل حملتها مقابلة الرئيس الشرع في وقت تتحدث بعض الأخبار عن تواصل الحكومة السوريّة مع قوى حزبيّة كرديّة من خارج قوى سوريا الديمقراطيّة والإدارة الذاتيّة لكسر احتكارها للقرار الكردي.
 
كل ذلك يأتي لكسر الجمود بين الإدارة الذاتيّة والحكومة السوريّة لتحقيق التقدم في بنود الاتفاق بين الجانبين.
 
فهل تنجح هذهِ الجهود من قبل دمشق؟
 
وهل تملك القوى الأخرى إمكانيةٍ أو قدرة لعب البديل عن قوات سوريا الديموقراطيّة أم هي ستساعد استكمال التواصل مع البيت الكردي والانفتاح مع القوى السياسيّة؟.
 
كل ذلك من أحداث في الداخل السوري يأتي مع في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع التركيّة بدء عمليات التدريب وتقديم الاستشارات والدعم الفني للجيش السوري بموجب اتفاقيّة أبرمت الشهر الماضي.
 
الوزارة أكّدت تسارع وتيرة جهود إعادة هيكلة قوات وزارة الدفاع السوريّة، مؤكدة أنّ جميع أنشطتها في سوريا تأتي ضمن بنود القانون الدولي وحق الدفاع عن النفس، وفي ذات الوقت نفت الوزارة التقارير حول استهداف إسرائيل لمواقع قواتها في سوريا. رغم أنّ الموقف الإسرائيلي من وجود القوات التركيّة في الداخل السوري معروف وواضح، وأعلنت تل أبيب معارضته صراحًة.
 
فما هي الخيارات التركيّة والسوريّة للتعامل مع الموقف الإسرائيلي؟ وكيف يمكن لدمشق أن توازن هذا الملف في ظل المعطيات على الأرض، ومنها ما حدث في السويداء والوجود الإسرائيلي في المنطقة العازلة مع سوريا؟
 
وهل يمكن أن تكون الساحة السوريّة في الأيام المقبلة لساحة صراع ومواجّهة غير مباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والتركي؟.
 
سوريا الجديدة اليوم اختارت ما الذي تريده، خصوصًا وأن الرئيس الشرع كان قد تحدّث حول إمكانيّة توقيع اتفاق أمني مع الجانب الإسرائيلي؛ لكنّ اليوم في ظل ما يجري في السويداء وما يجري على الحدود أيضًا، هل هو إشارة واضحة إلى أن هناك ما يمكن أن يحدث وينعكس سلبًا على المواطن السوري؟.
 
وهل سيكون للدور التركي على الأراضي السوريّة الأثر في إحداث مقاربات مع أطراف ولاعبين في المنطقة والعالم؟.