عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Aug-2019

نـتنـيـاهــو يـتـخـذ قــراراً غبـيــاً - بن – درور يميني
 
ليس لأحد، وبالتأكيد ليس لمن يؤيد حملة تدعو الى تصفية دولة واحدة من دول العالم، الحق في الدخول الى تلك الدولة. فلا يوجد كيان كهذا. ولا حتى عندما يدور الحديث عن عضوتي الكونغرس الأميركيتين، الهان عمر ورشيدة طليب. لقد منعت هولندا دخول وزير الخارجية التركي، ملوط كبوساوغلو، وطردت من اراضيها وزيرة العائلة التركية، بتول كايا. هذان الوزيران لم يرفضا حق وجود هولندا. ورغم ذلك، أوضحت هولندا بانهما ضيفان غير مرغوب فيهما. ألمانيا هي الأخرى اتخذت إجراءات مشابهة، وحظرت ظهور سياسيين أتراك في ارجاء الدولة.
ان قائمة ممنوعي الدخول الى الدول الغربية طويلة أكثر، وليست محقة أكثر، من قائمة ممنوعي الدخول الى إسرائيل. ادارة اوباما هي الاخرى نجم الحزب الديمقراطي، منعت دخول لوك أنجل، فقط بسبب رسالة الكترونية شاتمة بعث بها الى البيت الابيض حين كان ثملا. كما أن دخول رجل الدين طارق رمضان منع هو الآخر حتى قبل أن تطرح ضده شبهات جرائم جنس. منعت فرنسا دخول المفتي السني الاهم، يوسف القرضاوي، لآرائه فقط. وتوجد أمثلة اخرى. القوائم طويلة. هكذا بحيث إنه ليس لاحد الحق في أن يعلم إسرائيل قواعد الاخلاق والاداب بالنسبة لحق الدخول. رغم ذلك، إسرائيل اخطأت. لأن هذه كانت فرصة ذهبية لإحراج نائبتي الكونغرس اللتين تُعتبر آراؤهما معروفة. كان يمكن مثلا الطلب منهما ان تلتقيا بامهات ثكالى قتل نشطاء الجهاد بناتهن او ابناءهن. كان يمكن دعوتهما الى لقاءات مع سياسيين من اليسار ومن اليمين. كان يمكن ان يعد لهما استقبال تسلمان فيه رسالة تشرح لماذا هي الـ»بي دي اس» حركة لاسامية؛ لماذا «حماس» التي تدعو الى ابادة اليهود هي الامر الاقرب الى الحركة النازية. كان يمكن ان يعرض في الرسالة الرفض العربي لمشروع التقسيم في 1947، لاقتراح كلينتون في 2000، لاقتراح اوباما في 2014، وغيرها وغيرها. كان يمكن دعوتهما الى كلية رئيسها هو عربي إسرائيلي، او لزيارة البنك الثاني في حجمه والذي يترأسه عربي إسرائيلي، ما يسخف ادعاءاتهما بـ»الابرتهايد».
مثل هذه المبادرات، او ما يشبهها، ستكون ربحا للطرفين من ناحية إسرائيل. يمكن الافتراض ان ترفض النائبتان. وعندها سيكون الربح كله لإسرائيل. اما اذا استجابتا فسيكون الربح محليا. هذا لا يعني انهما ستقتنعان بشيء ما، بالتأكيد لا. ولكنهما كان يفترض بهما أن تأتيا كي تقدما عرضا. وإسرائيل مع تفكير ابداعي وحكمة اكثر بقليل كان يمكنها أن تنظم لهما عرضا افضل بكثير.
ان خسارة إسرائيل مزدوجة، لأنه قبل بضعة اسابيع فقط صدر بيان رسمي عن سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، رون ديرمر، بانه سيسمح لهما بالدخول الى الدولة. لقد كان هذا قرارا حكيما. ومنذئذ لم يتغير شيء. نائبة وزير الخارجية، تسيبي حوتوبيلي، حاولت الادعاء بان المشكلة كانت مع الفاميليا وان احدا ما اعتقد بانهما ستأتيان في اطارها. هذا ليس جديا. يمكن الافتراض بان قرار منع دخولهما نبع من موقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي رغب في ابراز خصومته معهما وجعلهما كما يقول الوجه الحقيقي للحزب الديمقراطي. وهذه بالضبط المشكلة لأن مصلحة إسرائيل معاكسة: خلق أزمة بينهما وبين اغلبية الديمقراطيين ممن لا يؤيدون اراءهما. في اعقاب الرفض الإسرائيلي، فان هذه الاغلبية تدفع نحو الدفاع عنهما. بين مصلحة إسرائيل وبين مصلحة ترامب، قرر نتنياهو ان يختار صديقه الرئيس. وبين الضرر الصغير الذي كان سينشأ عن الزيارة والضرر الاكبر من رفضها اختارت إسرائيل الخيار الاسوأ.
 
«يديعوت احرونوت»