سبع جبهات.. تحت بند «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»*لما جمال العبسه
الدستور
حماس، حزب الله، الحوثي، الميليشيات في العراق وسوريا، ايران والمحكمة الجنائية الدولية، هذه السبع جبهات التي قال الفاشي رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو انه تقاتل فيها دولته المزعومة عن نفسها، مع تأييد مطلق ودعم لوجستي غير محدود من امريكا وبريطانيا والمانيا وفرنسا، في العدة والعتاد غير منقطعة نهائيا، والدعم المادي مستمر لتعويض خسائر الحروب التي افتعلها الكيان الغاشم في هذه الدول، التي يريد بكل صفاقة تغيير حدودها والخروج بجغرافيا جديدة للمنطقة تتناسب مع مصالحه ووحشيته.
يصح لنا الان ان نقول ما قاله اسلافنا باللغة العامية «الدم للركب»، خلال اقل من اسبوعين من بدء الهجمات على لبنان منذ ما عُرف بتفجيرات البيجر وحتى اليوم عدد الشهداء والجرحى هناك متسارع بشكل كبير جدا، فقد رأى هذا العدو الفاشي ان سياسة التهجير لسكان المناطق هي الاسهل لاعادة احتلالها من جديد ومن لم يخرج بالتحذير على قدميه سيخرج مجبرا اما شهيدا او جريحا، اي انه يحقق بداية رغبته الدموية الطاغية، ومن ثم يحقق هوايته في سرقة الارض.
على الست جبهات لم يتوقف حمام الدم، صحيح ان غزة طغت على كل شيء فقد اصبح الدم انهارا في طرقاتها المهدمة وسبلها الوعرة شديدة الخطورة، الا ان وقاحة هذا العدو الصهيو امريكي الطامح لتغيير جغرافية المنطقة لم يتوقف للحظة عن توجيه الإهانة لمحكمة العدل الدولية والجنائية الدولية على اعتبار ان الشعوب والمقاومة في هذه الجبهات تقف في وجه تحقيق طموحات الكيان الغاصب، بل ويجابه بكل صلف ليوقول ان الحق له ليس عليه، وتؤيده الدول الغربية تماما، فهم من يأملون في امتلاك الورقة والقلم لتغيير شكل الجغرافيا العالمية.
وحشية الفاشي نتنياهو وحكومته، وطموحاته الغاصبة تتلاقى مع مصالح الغرب تحديدا الولايات المتحدة الامريكية للسيطرة والهيمنة الكاملة على المنطقة، حتى مفهوم الامن لديهم بما يتناسب مع عقيدتهم النتنة، لابد وان يصطدم بحواجز لا قبل لهم بها، السؤال المطروح الى متى تستطيع دولة الكيان الصهيوني الصمود بعد ان فتحت على نفسها كل هذه الجبهات مرة واحدة؟ والى متى تستطيع الدول الغربية تقديم الدعم اللوجستي والمادي والدبلوماسي للكيان الصهيوني؟ خاصة وان هذه الدول تدعي الديمقراطية وان لديها القدرةعلى محاسبة مسؤوليها، واذا ما وسعنا الدائرة.. لاي فترة ستتمكن كل الدول المعتدية ان صح التعبيير المحافظة على زخم اقتصادها ان وجد، خاصة وان الحروب اقصر الطرق لاستنزاف موازنات كبريات الدول عبر التاريخ؟
الواقع يقول ان دولة الكيان الصهيوني وداعميه يعانون الامرين على الصعيد الاقتصادي وانهم كما يُقال يخربون بيوتهم بايديهم، فهم حتى اللحظة لم يتمكنوا من كسر صمود الشعب الفلسطيني دون استثناء، ولم يتمكنوا من جعل الحرب الدموية في قطاع غزة نذيرا لغيرها من الشعوب، بل على العكس من ذلك اصبحت غزة وشعبها ومقاومتها مثالا يحتذى به لصد العدوان والحفاظ على الحقوق، والاهم ماذا سيقول هؤلاء المتوشحون بغطاء الديمقراطية لشعوبهم وهم يمثلون امامهم انهم عاشقون للدم وشربه جراء المقتلة التي بدأت في قطاع غزة وتعمقت في الضفة الغربية، وامتدت الى لبنان العزيز واليمن والعراق وسوريا؟
الأمر صعب للغاية على الجميع والمجتمع الدولي اباح كل المحرمات لدولة الكيان الصهيوني، ولابد من ان نار هذه الحروب ستنال من مشعليها سواء مبتدعها ام داعمها والتاريخ لن يرحم احدا، وقد يحمل المستقبل مفاجآت فيها تحديد للجغرافيا لكن ليس لمصلحة الكيان انما لصالح الدول المعتدى عليها، ليبقى هذا الوليد الحرام المسمى بـ»اسرائيل» وحيدا منبوذا في منطقتنا العزيزة.