عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jun-2019

الانتحار.. هروب من الواقع وضعف مواجهته - ايمن عبد الحفيظ
 
الدستور - ضعاف النفوس وفور ان يتعرضوا لضغوطات سواء عاطفية ام اجتماعية ام اقتصادية يلجأون الى الانتحار.. وهو بحد ذاته امر مرفوض ويخالف الخالق عزوعلا بأوامره الواضحة بقوله تعالى «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ « .
 
وبالرغم من ان محللين نفسيين وخبراء علم اجتماع، عزوا أسباب محاولات الانتحار المتزايدة إلى العامل الاقتصادي وتأثيره على الفرد، وعلى قدرته لخلق فرص عمل تمكنه من تحقيق الاكتفاء المعيشي، فلا يكاد يخلو اسبوع او شهر الا وتقرأ او تسمع عن محاولة لإزهاق النفس هنا او هناك والاسباب في غالبيتها اقتصادية وبرأيي ان ضعف الوازع الديني والشخصية ومحبطات الحياة عموما السبب الرئيس لذلك، واخرها انتحار فتاة بإلقاء نفسها من فوق جسر عبدون بعمان.
 
واعتقد ان المعادلة الحالية متكاملة فلا بد وان جزءا من السبب يعود إلى المجتمع والمسؤولين فيه، حيث يشعر البعض بعدو وجود عدالة في التوظيف وتوزيع عوائد التنمية لأن الاساس في الحياة العدل بين الجميع والغلبة للأكفأ .
 
وان كان الجندر لايهم في جنس من يقترفون هذا الجرم بقدر العدد الذي يقدم على هذه الجريمة البشعة،  الا ان القاسم المشترك هو ضعف الوازع الديني لديهم بضعف المواجهة مع ما يعترضهم من صعاب في الحياة.
 
فالدين الحنيف امرنا بـ «العمل « والسعي له لا الاستسلام لصعوبة ايجاد عمل ملائم او حتى مشاكل اسرية او اجتماعية تدفع البعض الى الحلول السهلة وفق رؤيتهم بإزهاق النفس، فالنفس البشرية أمانة ولا بد من صونها لأننا بقتلها نكون ضمنا عذاب جهنم، والشرائع  والديانات السماوية امرتنا بعدم قتل النفس والا فالعاقبة وخيمة لمن يقترف هذا الجرم لان الروح من امر الله وهو وحده من يقرر مصيرها.
 
ولا ابلغ ولا ادل من كلمات الخالق عزوجل في كتابه الحكيم وفي اكثر من موضع في سور القرآن  العظيمة بقوله تعالى «   مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا» وأخيرا ديننا الخنيف اوجد حلولا لكافة المشاكل التي قد تعترض المجتمع ولا بد لنا من الالتزام بها وخير دليل على ذلك ان جزءا من النظام المصرفي لدى الغرب طبق الشريعة الاسلامية لديه للخروج من ازمات عاشها في السابق القريب.، وقد تحقق له مراده.. وللحديث بقية.الانتحار.. هروب من الواقع وضعف مواجهته