عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Mar-2019

عفن الاحتلال.. الجيش الإسرائيلي يحتفل بتنكيله بالفلسطينيين! - جدعون ليفي
 
يزداد الشعور بالقرف والاشمئزاز في الدماغ، وهو شعور يغمر ويخنق. بعد ذلك يأتي الغضب والخجل، الكل بسرعة: «قل سلاما»، «حفل، يا رجل»، «سلام للروعة»؛ صوت الضرب على الرأس، ضربة وراء ضربة، صوت تأوهات الأب وابنه، صوت العاجزين، ضحك المنكّلين، الجندي يقوم بالتصوير كي يكون لديه ما يريه لأصدقائه، الاسم القبيح جداً «نيتسح يهودا» الذي كان سيخجل أي شخص ساخر من اختراعه. ربما المتهم بالاسم، من يسمي كتيبة احتلال بهذا الاسم، يقول لجنوده: مسموح لكم أي شيء، أنتم المجد.
هذا ليس اليئور ازاريا، لا يوجد هنا موت، وهذا ليس أقل خطرا: الشر المصفى، المتعة السادية، البطولة الكبيرة على الضعفاء، لا تقولوا لنا إن هؤلاء الجنود كانوا في ثورة مشاعر، هم كانوا في ذروة حفل سعيد. لا تقولوا لنا إنهم «مقاتلون»، هم جنود جبناء وبائسون. لا تقولوا لنا إنهم ليسوا حيوانات بشرية: اجل هم هكذا، رغم أن هناك القليل جدا من الحيوانات في الطبيعة تنكل بهذا الشكل من أجل التنكيل. كذلك لا تقولوا لنا: نحن نرسل الاولاد الى الجيش ونحصل عليهم حيوانات بشرية – من المشكوك فيه أن هؤلاء الاولاد لم يكونوا هكذا قبل ذلك. هم قذارة، ومثلهم يوجد الكثير من وحدات الاحتلال. احداث كهذه تجري غالبا؛ فقط الفيديو يفصل بينهم وبين هذه الحادثة الموثقة.
القصة هي الجيش الإسرائيلي. القصة هي قائد الكتيبة الذي قال أيضا بعد كشف التنكيل بأنه أرسل جنوده الى مهمة اعتقال من اجل «إغلاق دائرة»، ومن أجل «خلق الشعور بالانتصار في اوساط المقاتلين»، ولم يفكر أحد بعزله بسبب أقواله. القصة هي الفضيحة أنهم حتى الآن لا يكشفون وجه الظلم، وجه هؤلاء الجنود، لنراهم وصمة عار. في نظر عدد كبير من الإسرائيليين هم ابطال. اذا لم يكن هذا تغطية عليهم فما هي التغطية، اذاً؟ القصة هي صفقة تخفف الألم.
القصة هي أنه حتى بعد التنكيل الذي مر عليهم فإن أحدا لا يفكر باطلاق سراح الضحايا كبادرة حسن نية انسانية اساسية. وماذا عن الاعتذار والتعويض؟ لقد أضحكتم الجيش الإسرائيلي. القصة هي التعهد بأنه بعد سنتين فإن عار المنكلين سيشطب. الجيش الذي يعزل ضباطا بسبب حادثة تدريب، لم يكن فيها أي نية شريرة، يغطي على هذا الشر الخبيث. لماذا؟ لأن ضحاياه من العرب وليسوا اليهود.
الحفل هو للجيش الإسرائيلي، لأن الجيش يبذل كل ما في استطاعته من اجل التغطية على العمل. الحفل هو أيضا للإعلام المتعاون، معظم وسائل الاعلام الإسرائيلية، التي لا تغطي الاحتلال وفظائعه وتفعل كل ما في وسعها من اجل اسعاد مستهلكيها وفقط كي لا تزعجهم. الحفل هو لمن يعتقدون أن الأمر يتعلق بحالات استثنائية، بأعشاب ضارة. الحفل هو لمن يعتقدون أن المشكلة موجودة في الشباب الهامشيين في وحدة «نيتسح يهودا» ووحدة «كفير» وحرس الحدود، ولا يفهمون أن الجميع مشاركون في هذا الأمر، من الطيارين مرورا بالبحارة وانتهاء بوحدة 8200، عفن واحد كبير، عفن الاحتلال.
في المرة القادمة وأنتم تجلسون في المقهى انظروا حولكم: حولكم يجلس منكلون وربما أيضا عدد من القتلة. لا يمكن أن يكون غير ذلك، بالضبط مثلما لا يوجد بيت في «المناطق» لم يمر ابناؤه بهذا الأمر، لا يوجد الكثير من المقاهي في إسرائيل لا يجلس فيها من فعلوا ذلك. الآن هم في الهايتيك أو في الكراج، لكنهم فعلوا هذا. لا يتحدثون عن ذلك عندنا ولا يكتبون التقارير عنه، فقط عندما لا يترك الفيديو أي خيار آخر، لكن ما حدث بين «جفعات اساف» وأبو شخيدم، في تلك الليلة، يحدث تقريبا في كل ليلة بين رفح وجنين.
ناموا بهدوء واستمروا في الهذيان: الأكثر أخلاقية في العالم.
«هآرتس»