ھآرتس
ما ھو الخداع؟ ھل ھو مھارة مكتسبة أم صفة منذ الولادة؟ یمكن الاتفاق على أمر واحد وھو أن
الخداع ھو خدیعة تكبر وتنمو وتتحول الى سیاسة. ھذا ھو الاساس الذي بنى علیھ المستوطنون
نظریة تمددھم، التي استندت الى بناء البؤر الاستیطانیة غیر القانونیة وعلى الفصل المشوه بین
سرقة اراضي منھجیة تسمى ”استیطان“ وبین سرقة عرضیة تسمى ”بؤر استیطانیة“.
ولكن الآن جاء دور مھرجان الكذب الجدید، ذروة الانجازات لتنظیم الاستیطان وھي ضم مناطق
ج.
ظاھریا ما ھو السيء في ھذا الضم الذي في نھایة المطاف سینقل سیادة اسرائیل على معظم
المستوطنات ”القانونیة“ والكتل ”المتفق علیھا“؟ لم یعد أحد یتسأل الى أي قانون تستند المستوطنات كي تحظى بھذه المكانة المحترمة، وفي نظر من ”الكتل“ متفق علیھا. في مناطق ج، یقول خبراء الخداع، بأنھ یعیش 80 ألف فلسطیني، وھذا عدد صغیر من السھل ھضمھ من قبل معدة إسرائیل الحساسة. وما ھو الأكثر قانونیة من ضم یؤیده المستشارون الكبار للرئیس الأمیركي ترامب، أصحاب ھضبة ترامب، التي تطل على دولة إسرائیل من جبال ھضبة الجولان المرتفعة؟.
حتى الجنسیة بشروط مقیدة، یمكن لھؤلاء الفلسطینیین الحصول علیھا من اجل عدم اتھامنا، لا سمح الله، بالابرتھاید. ولكن مثلما تقول الأغنیة ”أولا نأخذ مناطق ج وبعد ذلك كل الضفة“. ھنا بالضبط یكمن التضلیل الكبیر، مثل ایام الخداع الذي رافق اقامة كریات اربع، الخداع الذي احاط باقامة حي ابونا ابراھیم في الخلیل والذي بدأ بطلب ساذج لتنظیف كنیس أبونا ابراھیم، وھكذا ایضا تمت اقامة
میغرون سیئة الصیت وعمونة والشامات الاخرى التي تطورت لتصبح أورام سرطانیة خبیثة.
ولأن ضم مناطق ج ھو فقط بدایة الخلاص فھو سیمنح شھادة التأھیل للطموحات الحقیقیة، التي
یعبر عنھا بشكل بارز وزیر المواصلات الجدید بتسلئیل سموتریتش – ضم كل یھودا والسامرة. في
العام 2006 عرض حنان بورات وأوري الیتسور الخطة الكبیرة التي سمیت ”سلام في البلاد“، والتي تحدثت عن ضم 60 في المئة من الضفة تشمل كل مناطق الاستیطان الیھودي وكل المناطق
المطلوبة لرسم حدود قابلة للدفاع عنھا (غور الأردن، غرب السامرة وبنیامین، غوش عصیون وجنوب جبل الخلیل). حسب ھذه الخطة ستقوم اسرائیل ایضا بضم 300 ألف فلسطیني، سكان القرى الصغیرة المنثورة في مناطق قلیلة السكان في یھودا والسامرة. في نھایة العملیة سیصبحون مواطنین اسرائیلیین. متى ستكون نھایة العملیة وبأي شروط سیحصلون على المواطنة؟ ھل سیطلب منھم الولاء للدولة أو الاعتراف بھا كدولة یھودیة، حیث أنھ بدون ولاء لا توجد مواطنة؟ ھذا الامر لم یتطرق لھ من قاموا بصیاغتھا والذین الآن ھم اموات. وبعد ست سنوات ظھرت ”خطة التھدئة“
لنفتالي بینیت، والتي ھدفت الى تحیید سیف الابرتھاید من خلال منح المواطنة. بینیت لا یتحدث عن
خطة مراحل، لكن ھذه لیست سریة.
”معنى فرض السیادة الجزئیة قد یكون خنق للاستیطان... الاستیطان الذي لا یتطور سینسحب“.
المعنى ھو أن ”السكان یتكاثرون، ونتیجة صعوبة شراء الازواج الشابة لشقة جدیدة، الذي لن یكون
متوفر، وصعوبة المواصلات التي تشكل انشوطة خانقة للمستوطنات التي اصبح الوصول الیھا اصعب مما كان في البدایة“، كتب الدبلوماسي ران یشاي في مقال نشر في ھذا الشھر في موقع ”ریبونوت“ (سیادة). ”السیادة ستعزز الاغلبیة الیھودیة مع بناء مستوطنات واستیعاب مھاجرین جدد
من ارجاء العالم“، قالت یھودیت كتسوفر في المؤتمر الثاني لشبیبة ”ریبونوت“ الذي عقد قبل عشرة
ایام. وقد أوضحت بأن ”عرب یھودا والسامرة سیحصلون تحت سیادة اسرائیل على مكانة مقیم.
وبعد ذلك یمكنھم تقدیم طلبات من اجل الحصول على الجنسیة وفقا لشروط الولاء“. ما الاكثر سخاء
من ذلك؟ اجل، اعطوا للمخادعین مناطق ج وھم سیقومون باستكمال المھمة