عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Dec-2020

نقابة الصحافة في المغرب ترصد نماذج من التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة المروجة على خلفية تحرير الكركرات

 القدس العربي-الطاهر الطويل

 أكدت «النقابة الوطنية للصحافة المغربية» أن الحرب الإعلامية التي تخوضها أطراف خارجية موالية لجبهة «البوليساريو» ضد المغرب تعتبر واجهة من واجهات خوض الحرب الشاملة، وأوضحت أنها لم تنجح لحد الآن في تحقيق أهدافها، حيث ظل التأثير محدوداً جداً، مشيرة إلى أن كشف طبيعة هذه الحرب ساهم إلى حد بعيد في أن تفقد مصداقيتها، وقالت إن الاستمرار في الافتراء والكذب ونشر الأخبار الزائفة تحول إلى ضده، وتبين من خلال التطورات أن الأمر يندرج في سياق التضليل الإعلامي.
وفي تقرير جديد لنقابة الصحافة، تلقت «القدس العربي» نسخة منه أمس الجمعة، أوضحت أن «وسائل الإعلام الدولية لم تعد تكترث لما تنشره الكتائب الإعلامية الموالية للجبهة وكثير من وسائل الإعلام الجزائرية، لكن هذا الإقرار لا يعني عدم الاهتمام بما تقوم به هذه الأوساط، بل لا بد من تكثيف الجهود على كافة المستويات لإفراغها من محتواها».
وذكرت أنها في إطار متابعتها المهنية لمجريات الأحداث والتطورات المستجدة في الأقاليم الجنوبية المغربية، خصوصاً في منطقة «الكركرات» وما رافق ذلك من حرب إعلامية شرسة اعتمدت على أساليب التضليل، قررت النقابة الكشف عن طبيعة هذه الحرب من خلال رصد كثير من المغالطات والتضليل والإشاعة في تقرير مفصل، اشتغلت عليه «النقابة الوطنية للصحافة المغربية» عبر فروعها في الأقاليم الجنوبية الثلاثة: فرع العيون الساقية الحمراء، فرع الداخلة وادي الذهب، فرع كلميم واد نون، بالإضافة إلى لجنة من الخبراء. وأشارت إلى أنه مباشرة بعد قيام المغرب بتحرير منطقة «الكركرات» اندلعت حرب إعلامية مدروسة قادتها أطراف معينة تابعة إلى جبهة «البوليساريو» الانفصالية، ووسائل إعلام جزائرية موالية للأجهزة الرسمية في الجزائر، وانخرطت فيها بكل استغراب وسائل إعلام غربية خصوصاً الفرنسية منها، في محاولة منها لتقديم صورة مغلوطة حول الأوضاع في المنطقة، معتمدة في ذلك على الافتراء والكذب ونشر أخبار زائفة لا أساس لها من الصحة، واستحضار وقائع وصور وفيديوهات تعود إلى أحداث إقليمية ودولية ماضية ونسبها إلى التطورات الجديدة، حيث أصبح الأمر يتعلق بتضليل إعلامي خطير جداً سعى الواقفون وراءه إلى التعتيم على الحقائق، وإلى تقديم معطيات أسطورية هي محض معتقدات ودجل ثوري ماضوي قدم كمهدئات لتجاوز الهزائم والإحباطات المتتالية، حيث تهاوت مفاهيم (الأراضي المحررة) و (الإعمار) لهذه الأراضي التي هي في حقيقتها مناطق معزولة السلاح.
وفي مقدمة ما سمته نقابة الصحافة المغربية بـ»التضليل الإعلامي» ساقت نموذجاً يتمثل في ترويج «البوليساريو» والجزائر لمفاهيم ومعطيات محرّفة ومغلوطة، من ذلك إعلان جبهة البوليساريو الانسحاب من وقف إطلاق النار الموقع مع المغرب، والحقيقة الثابتة أن المغرب لم يوقع أبداً أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع الجبهة، بل إن الاتفاق الذي وقعه المغرب سنة 1991 كان مع الأمم المتحدة، وليس مع أي طرف آخر. والترويج إلى توقيع المغرب لوقف إطلاق النار مع الجبهة كان الهدف منه الإيحاء بأن المغرب يعترف من خلال هذا التوقيع بالجبهة، وهذا محض افتراء.
وأضاف التقرير أن الإعلام المتحكم فيه اجتهد في ادعاء وجود عزلة دولية تطوّق المغرب، في حين أن الحقائق على الأرض تؤكد أن جبهة «البوليساريو» والجزائر هما اللتان تواجهان عزلة دولية غير مسبوقة، فقد توالت المواقف الدولية المساندة لما أقدم عليه المغرب في الكركرات، من الدول العربية وكثير من الدول الإفريقية والأمريكية اللاتينية والأوروبية والآسيوية وغيرها، وكثير من هذه الدول أعلنت عن فتح قنصليات لها في مدينة العيون المغربية كاعتراف رسمي واضح منها بالسيادة المغربية الكاملة على هذه الربوع، في حين لم تصدر أي دولة بياناً أو أعلنت موقفاً معادياً للمغرب، بما في ذلك حكومات بعض الدول التي تعتبر من المساندين الكبار للجبهة الانفصالية، والتي اكتفت بإعلان مواقف تدعو فيها الأطراف إلى التهدئة وإلى ضبط النفس والالتزام بالشرعية، بما في ذلك دول مثل جنوب إفريقيا وفنزويلا وكوبا، باستثناء الحكومة الجزائرية التي أكدت بموقفها أنها بقيت وحيدة في دعم واحتضان حركة انفصالية.
ورصدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أمثلة كثيرة «للأخبار الزائفة» التي اجتهد الإعلام الموالي للجبهة وللجزائر في الترويج لها، في محاولة لفرض واقع مزيف. ومن ذلك الترويج لصورة ادعت أنها لطائرة تابعة للقوات المسلحة الملكية، أسقطها «الجيش الصحراوي» في الصحراء المغربية. إلا أن بحثاً بسيطاً على الإنترنت يكشف حقيقة الصورة المتداولة ومصدرها ليتأكد مرة أخرى أن ادعاء الانفصاليين مضلل، وأن الصورة لا علاقة لها بالطائرات المغربية، وهي لطائرة هليكوبتر هجومية من طراز 35-Mi سقطت في مدينة بنغازي الليبية، في 4 تموز/ يوليو عام 2013. وخلال هذا الحادث، الذي لا علاقة له في المغرب، قتل اثنان من أفراد الطاقم بعد تحطم المروحية أثناء رحلة لحفل تخرج في قاعدة بنينا الجوية الليبية.